26 مارس 2019
نداء نيوزيلندا
تمر علينا هذه الأيام الذكرى الأولى لمذبحة 15 مارس/ آذار الإرهابية التي حدثت بمدينة كرايستشيرش في نيوزيلندا في العام الماضي، حيث جاء القاتل ليختبر تماسك المجتمع النيوزيلندي ووحدته، وحاول زرع بذرة الكراهية، إذْ استشهد 51 مصلياً، بمن فيهم أطفال تقل أعمارهم عن 10 سنوات، إضافة إلى 49 مصابًا.
اختار القاتل وقته وموقعه ووسيلته بدقة متناهية، كشفت عن نواياه الخبيثة، ليكمل عمليته الإجرامية ببثه المباشر لها في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في محاولة منه لجذب وإقناع الآخرين بتقليد ما قام به، ولكن باءت محاولته بالفشل، إذْ وقفت الأمة النيوزيلندية بكل أطيافها معًا مرددة "أمة واحدة". وغطت الزهور نيوزيلندا بدلاً من الأحقاد والفتن التي أراد زرعها في بلاد السلام والاستقرار.
سيلاحظ من تابع وسائل التواصل الاجتماعي في الدول الإسلامية والعربية في الأيام الأولى للحادثة أنَّ الغضب والإحباط قد تصدر المشهد في بادئ الأمر، قبل أن تتحول تلك المواقف إلى حب وإعجاب وتقدير لنيوزيلندا وشعبها. ووصل الأمر إلى أنَّ وضع البعض منهم صور رئيسة الوزراء النيوزيلندية في ملفات حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي.
واليوم يستعد مسلمو نيوزيلندا لإحياء ذكرى هذه المناسبة في عدد من المناطق والمدن، ومنها مبادرة نداء نيوزيلندا، ومع تقديرنا للألم العميق الذي يشعر به المسلمون، إلا أنَّ هذا اليوم أصبح لا يخصهم وحدهم، مع الإقرار بفجيعتهم، لأن الألم قد طاول الكل، وإحياء الذكرى يتطلب أن نكون معاً وللجميع وبالجميع.
يجب على مسلمي نيوزيلندا أن يتذكروا أن القاتل أراد بفعلته التقسيم، وأن التماسك والوقوف معاً هدما مرة أخرى مخططات القاتل الآثم وأمثاله، فلولا مشيئة الله وفهم ووعي المجتمع النيوزيلندي من بعد لكانت المصائب أكبر، خاصَّة في ظل تعالي الأصوات البغيضة في مناطق كثيرة من العالم، وحان الوقت لجعل هذا الحدث للجميع كما كان للجميع.
قبل الختام: الحادثة جاءت عكس أماني القاتل ومن يفكر بعقليته، وأصبحت صلات وروابط المجتمع النيوزيلندي أقوى من ذي قبل. وحان الوقت لتعزيز تلك الصورة التي رسمها الجميع، خاصة أن لدى نيوزيلندا وشعبها مسيرة طويلة ومشرفة تجاه المجتمع الدولي وقضاياه العادلة، مثل قضية الأسلحة النووية، والفصل العنصري في جنوب أفريقيا واجتياح العراق وغيرها.
حظي الموقف النيوزيلندي بإعجاب العالم بشكل عام وأذهل العالم الإسلامي والعربي بشكل خاص، ومن هذا المنبر ندعو مرة أخرى إلى الحفاظ على هذا النهج السويّ والإنساني بكل أبعاده. لقد حان الوقت لتضيف نيوزيلندا إلى سجلَّها صفحة جديدة تعبر عن رحلتها الطويلة، كدولة مسالمة، لتؤكد بذلك حضورها الدائم في مقدمة الدول المتحضرة.
اختار القاتل وقته وموقعه ووسيلته بدقة متناهية، كشفت عن نواياه الخبيثة، ليكمل عمليته الإجرامية ببثه المباشر لها في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك في محاولة منه لجذب وإقناع الآخرين بتقليد ما قام به، ولكن باءت محاولته بالفشل، إذْ وقفت الأمة النيوزيلندية بكل أطيافها معًا مرددة "أمة واحدة". وغطت الزهور نيوزيلندا بدلاً من الأحقاد والفتن التي أراد زرعها في بلاد السلام والاستقرار.
سيلاحظ من تابع وسائل التواصل الاجتماعي في الدول الإسلامية والعربية في الأيام الأولى للحادثة أنَّ الغضب والإحباط قد تصدر المشهد في بادئ الأمر، قبل أن تتحول تلك المواقف إلى حب وإعجاب وتقدير لنيوزيلندا وشعبها. ووصل الأمر إلى أنَّ وضع البعض منهم صور رئيسة الوزراء النيوزيلندية في ملفات حساباتهم الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي.
واليوم يستعد مسلمو نيوزيلندا لإحياء ذكرى هذه المناسبة في عدد من المناطق والمدن، ومنها مبادرة نداء نيوزيلندا، ومع تقديرنا للألم العميق الذي يشعر به المسلمون، إلا أنَّ هذا اليوم أصبح لا يخصهم وحدهم، مع الإقرار بفجيعتهم، لأن الألم قد طاول الكل، وإحياء الذكرى يتطلب أن نكون معاً وللجميع وبالجميع.
يجب على مسلمي نيوزيلندا أن يتذكروا أن القاتل أراد بفعلته التقسيم، وأن التماسك والوقوف معاً هدما مرة أخرى مخططات القاتل الآثم وأمثاله، فلولا مشيئة الله وفهم ووعي المجتمع النيوزيلندي من بعد لكانت المصائب أكبر، خاصَّة في ظل تعالي الأصوات البغيضة في مناطق كثيرة من العالم، وحان الوقت لجعل هذا الحدث للجميع كما كان للجميع.
قبل الختام: الحادثة جاءت عكس أماني القاتل ومن يفكر بعقليته، وأصبحت صلات وروابط المجتمع النيوزيلندي أقوى من ذي قبل. وحان الوقت لتعزيز تلك الصورة التي رسمها الجميع، خاصة أن لدى نيوزيلندا وشعبها مسيرة طويلة ومشرفة تجاه المجتمع الدولي وقضاياه العادلة، مثل قضية الأسلحة النووية، والفصل العنصري في جنوب أفريقيا واجتياح العراق وغيرها.
حظي الموقف النيوزيلندي بإعجاب العالم بشكل عام وأذهل العالم الإسلامي والعربي بشكل خاص، ومن هذا المنبر ندعو مرة أخرى إلى الحفاظ على هذا النهج السويّ والإنساني بكل أبعاده. لقد حان الوقت لتضيف نيوزيلندا إلى سجلَّها صفحة جديدة تعبر عن رحلتها الطويلة، كدولة مسالمة، لتؤكد بذلك حضورها الدائم في مقدمة الدول المتحضرة.