نزوح 8 آلاف أسرة من الموصل والشرقاط قبل المعركة

31 يوليو 2016
أطلقوا حملات إنسانية لإغاثة النازحين (أحمد الربيع/Getty)
+ الخط -



مع استمرار العد التنازلي لمعركة الموصل المرتقبة التي تجري لها الاستعدادات بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي بقيادة واشنطن لوضع اللمسات الأخيرة، يستمر تدفق النازحين من بلدات وقرى أطراف الموصل ومحيط بلدة الشرقاط منذ أسابيع، وسط موجة الحر الشديدة التي تضرب البلاد وعدم وجود استعدادات لإيواء النازحين الفارين من المعارك.

وكشف ناشطون ومصادر حكومية من محافظة نينوى (450 كيلومتراً شمال العاصمة العراقية بغداد) اليوم الأحد عن نزوح أكثر من 8 آلاف أسرة من بلدة الشرقاط وبلدات وقرى أخرى في محيط جنوب الموصل وهي في أوضاع إنسانية قاسية.

وقال الناشط المدني علاي الحديدي إنّ "النزوح مستمر من بلدات وقرى جنوب الموصل وبلدة الشرقاط التي تجري الاستعدادات لاقتحامها من قبل القوات العراقية بغطاء التحالف الدولي وقد نزحت أكثر من 8 آلاف أسرة حتى الآن".

وبيّن الحديدي لـ"العربي الجديد" أن "ثمانية آلاف أسرة يعني ما لا يقل عن 50 أو60 ألف نازح، أغلبهم نساء وأطفال وهم في أوضاع إنسانية خطيرة بلا ماء ولا طعام، وتوفي بعض الأطفال بسبب العطش خلال رحلة النزوح في ظل موجة الحر الشديدة في عموم البلاد".

من جهته، كشف مدير قسم المحافظات الشمالية التابع لوزارة الهجرة والمهجرين، مهند صالح، في تصريح صحافي اليوم أنّ" نحو 1128 أسرة نازحة وصلت إلى محافظة صلاح الدين قادمة من محيط بلدة الشرقاط وبلدات جنوب الموصل، ووصل مجموع الأسر النازحة حتى الآن إلى 8813 أسرة.

ولفت إلى أن "هذه الموجة من النزوح تتزامن مع عمليات عسكرية مستمرة ومعارك مرتقبة لاستعادة بلدة الشرقاط ومحيطها وبلدات وقرى الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" تمهيداً لمعركة الموصل المرتقبة لاستعادة المدينة".



يأتي ذلك في خضم معارك مستمرة بين القوات العراقية وتنظيم (الدولة الإسلامية) "داعش"، واستعدادات مكثفة تقوم بها الحكومة العراقية لاقتحام بلدة الشرقاط شمال صلاح الدين وبلدة الحويجة جنوب غرب كركوك وبلدات وقرى محيط الموصل.

ونشر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً أظهرت النازحين من الشرقاط وقرى وبلدات الموصل في أوضاع إنسانية وصفت "بالكارثية"، حيث لم يجدوا استعدادات حكومية لإيوائهم أو توفير مياه الشرب والطعام لهم، فيما سارع الناشطون المدنيون لإغاثتهم رغم إمكاناتهم البسيطة.

من جهة ثانية، وقع النازحون أنفسهم بحسب ناشطين من الشرقاط والموصل ضحية الضياع في المناطق الصحراوية دون ماء أو طعام ومن وصل منهم إلى بعض المخيمات البعيدة جداً والتي لا تكفي لاستيعابهم جميعاً أصبحوا تحت رحمة مليشيات الحشد الشعبي.

وكشفت مصادر أمنية عراقية أن مليشيات الحشد الشعبي أجبرت عشرات الأسر النازحة على مغادرة المخيمات، طالبة منها اصطحاب كفيل للسماح لها بالبقاء في المخيم، ما اضطرها للنزوح إلى العراء وافتراش الرمال تحت حرارة الشمس الحارقة.

وأطلق ناشطون عراقيون عدة حملات إنسانية على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الماضية للمطالبة بإغاثة النازحين من مناطق الموصل ومحيط الشرقاط خشية وقوع كارثة إنسانية حسب وصفهم.