طالب العشرات من النشطاء بمدينتي الحسيمة والناظور، الواقعتين في أقصى الريف المغربي، بإعلان نتائج التحقيق في مقتل بائع السمك محسن فكري، في أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، والذي لقي حتفه بعد أن فرمته آلة ضغط النفايات لحظة إلقاء نفسه داخل شاحنة القمامة لاسترداد بضاعته المصادرة.
ونظم المحتجون، الأحد، وقفة وسط ساحة التحرير بمدينة الناظور، دعوا من خلالها السلطات المعنية إلى إعلان نتائج التحقيق الذي تم فتحه من طرف وزارة الداخلية في شأن مقتل بائع السمك، رغم مرور أزيد من شهرين على تلك الحادثة المفجعة التي ذهبت بحياة الشاب فكري.
ورفع المحتجون شعارات تتضمن المطالبة برفع التهميش عن منطقة الريف المغربية، فهي تعاني مما سموه الإقصاء الاقتصادي من مشاريع التنمية، كما حمل محتجون أعلاما ترمز إلى ما يعتبرونه "جمهورية الريف"، ورايات أخرى تنتسب إلى الحركة الأمازيغية.
هذه الوقفة الاحتجاجية لم تمر من دون حدوث مناوشات مع وقفة احتجاجية أخرى في ذات الوقت حضرها نشطاء رفضوا "تسييس" قضية مقتل بائع السمك، وتحويل الملف إلى احتجاجات أخرى بعيدة عن لب القضية، مما يهدد استقرار المنطقة ونسيجها الاجتماعي"، وفق الرافضين للاحتجاج.
وتعرض محتجون للاعتداء من طرف مجهولين بالسلاح الأبيض، مما أسفر عن إصابات خفيفة بجروح، الشيء الذي أجهض الوقفة الاحتجاجية، ودفع بقادة الحراك إلى اتخاذ قرار العودة إلى الشارع يوم الجمعة المقبل من أجل الاحتجاج من جديد.
وقال ناصر الزفزافي، أحد الناشطين الذين دعوا إلى الاحتجاج، في كلمة له خلال الوقفة، إن المواطنين خرجوا إلى الشارع للمطالبة بنتائج تحقيق مقتل فكري، مشدداً على أنه لا يجب أن تمر جريمة مقتله بتلك الطريقة من دون معرفة المتورطين بشكل مباشر أو غير مباشر.
واعتبر الناشط ذاته أن الاحتجاج ليس سوى تعبير من سكان الريف عن رغبتهم في تكسير التهميش والغبن الذي يطوق المنطقة، مبرزاً أن الأحزاب السياسية مسؤولة بشكل مباشر عن تهميش الريف، رغم أن اقتصادها قوي ومتطور، لكن ثماره لا يستفيد منها السكان".