لعلّ اللافت في مجموعة الشاعر السعودي إبراهيم زولي، (نادي الرياض الأدبي - المركز الثقافي العربي) تلك العلاقة الجماليّة الرحبة والحميمة ما بين لوحة الغلاف - المنتقاة من أعمال الفنان الألماني كارل شبيتزوغ والموسومة بالشاعر الفقير- وعنوان المجموعة نفسها، لتنسحب هذه العلاقة بدورها وتتشابك مع أجواء وعوالم القصائد بعمقٍ وانسيابيةٍ، وكأنّ ثمّة مايسترو يقود هذا العمل بكليّته، يدعى "حرس شخصي للوحشة".
من جهةٍ أخرى، تبدو اللغةُ سديميّةً وتتسم بالسلاسة والمرونة، فتأتي القصائد سهلة الإيقاع وخافتة، بينما المفردات تأخذ أماكنها المرجوّة ضمن نسق الشِعريّة.
فنجدُ، رغم الوحشة، تأخذ "الغابة" ومرادفاتها حيّزاً جليّاً كدلالةٍ على حيويّة وصخب الحياة، مقابل انحسار مفردة "الموت"؛ فمن تكراره لإيّاك كفعلِ تحذيرٍ في قصيدةٍ تحملُ عنوان (إيّاك): "إيّاك/ أن تشقّ بمفردك الطريق إلى الغابة/ بحجّة أن عاصفة تطعن أشجارها./ إيّاك أن تضبط عيوناً تشعّ بالحنين/ لأنك إما مخبولاً أو../ إيّاك أن تبحث عن معنىً../ ذلك أن القصيدة/ هي النصل الذي يشق الفراغ"؛ إلى لا مبالاته، روحاً وجسداً، لما يسمّى بالفناء: "هذا الجسد/ لا يأبه كثيراً بالموت/ لأنه يحرس فضائحه بجدارة،/ ولا يهتمّ بتسديد النفقات".
المجموعةُ،- بسيطرة العزلة على أجوائها وتأرجح النبرة الأحاديّة، حيثُ العدسة تبدو ساكنةً -، تتداخل فيها الأصوات وتتحد، فتغدو كأنها قصيدة واحدة طويلة، أقرب إلى الملحمة الشِعريّة بدفقتها الشعوريّة وتتالي مقاطعها، ما يجعل المجموعة بأسرها نشيداً شخصيّاً للألم، ففيما "الأشجار (بكلّ أسفٍ) لا تهتمّ كثيراً/ بما يتحدث به الموتى أثناء السهرة"، نجد أنّ "الألم بقايا وردةٍ على المنضدة،/ عيون شبْه مطفأة،/ الحقيقة التي لا تقبل الجدل،/ سهر الحرّاس تحت أعمدة النور،/ أثر المحاربين على الحدود،/ غناء الغرباء".
تنتبه هذه المجموعة إلى كل ما هو حميمي في صخب الحياة وعنفوانها، ما يجعل الكتابة شرفة الشاعر ومتنفّسه الوحيد في عالم بات منغلقاً على ذاته. قصائدُ، بمقدار تحرّرها من التكرار والنمطيّة، بقدر ما نجد عنايتها بالديمومة والاستمراريّة في ملامسة كل ما هو روحيّ ووجدانيّ، بأنّاةٍ وشغف، "حين لا أجدُ أحداً../ أصحبك على ضوء القصيدة،/ وأقِفُ كجذع مكسورٍ/ عند بابك".
من جهةٍ أخرى، تبدو اللغةُ سديميّةً وتتسم بالسلاسة والمرونة، فتأتي القصائد سهلة الإيقاع وخافتة، بينما المفردات تأخذ أماكنها المرجوّة ضمن نسق الشِعريّة.
فنجدُ، رغم الوحشة، تأخذ "الغابة" ومرادفاتها حيّزاً جليّاً كدلالةٍ على حيويّة وصخب الحياة، مقابل انحسار مفردة "الموت"؛ فمن تكراره لإيّاك كفعلِ تحذيرٍ في قصيدةٍ تحملُ عنوان (إيّاك): "إيّاك/ أن تشقّ بمفردك الطريق إلى الغابة/ بحجّة أن عاصفة تطعن أشجارها./ إيّاك أن تضبط عيوناً تشعّ بالحنين/ لأنك إما مخبولاً أو../ إيّاك أن تبحث عن معنىً../ ذلك أن القصيدة/ هي النصل الذي يشق الفراغ"؛ إلى لا مبالاته، روحاً وجسداً، لما يسمّى بالفناء: "هذا الجسد/ لا يأبه كثيراً بالموت/ لأنه يحرس فضائحه بجدارة،/ ولا يهتمّ بتسديد النفقات".
المجموعةُ،- بسيطرة العزلة على أجوائها وتأرجح النبرة الأحاديّة، حيثُ العدسة تبدو ساكنةً -، تتداخل فيها الأصوات وتتحد، فتغدو كأنها قصيدة واحدة طويلة، أقرب إلى الملحمة الشِعريّة بدفقتها الشعوريّة وتتالي مقاطعها، ما يجعل المجموعة بأسرها نشيداً شخصيّاً للألم، ففيما "الأشجار (بكلّ أسفٍ) لا تهتمّ كثيراً/ بما يتحدث به الموتى أثناء السهرة"، نجد أنّ "الألم بقايا وردةٍ على المنضدة،/ عيون شبْه مطفأة،/ الحقيقة التي لا تقبل الجدل،/ سهر الحرّاس تحت أعمدة النور،/ أثر المحاربين على الحدود،/ غناء الغرباء".
تنتبه هذه المجموعة إلى كل ما هو حميمي في صخب الحياة وعنفوانها، ما يجعل الكتابة شرفة الشاعر ومتنفّسه الوحيد في عالم بات منغلقاً على ذاته. قصائدُ، بمقدار تحرّرها من التكرار والنمطيّة، بقدر ما نجد عنايتها بالديمومة والاستمراريّة في ملامسة كل ما هو روحيّ ووجدانيّ، بأنّاةٍ وشغف، "حين لا أجدُ أحداً../ أصحبك على ضوء القصيدة،/ وأقِفُ كجذع مكسورٍ/ عند بابك".