السنة الجامعية الأولى بداية للمستقبل ولحياة جامعية جديدة يعيشها طلبة الفرقة الأولى، يواجهون خلالها عقبات دراسية ومشكلات أخرى تتعلق بالعلاقات الاجتماعية والإنسانية مع الأساتذة والزملاء من الجنسين.
تقول منى سعيد طالبة في الفرقة الأولى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، رغم سعادتي بدخول الجامعة والتحاقي بالكلية التي كنت أحلم بها إلا أن نظام الدراسة صعب ويحتاج لجهد مضنٍ في البحث، والمحاضرات تستمر لما بعد السادسة مساء ومتعاقبة بدون راحة ونعود للبيت لا نستطيع المراجعة بسبب شدة الإرهاق، وأخشى من تأثر مستواي الدراسي وألا أحصل على التقدير الذي أتمناه.
ويضيف سامر عباس الطالب بالفرقة الأولى كلية العلوم: كنت أظن الحياة الجامعية أسهل وأيسر وأنني بعد أن تخلصت من عبء الثانوية سأستريح وأجد فرصة لممارسة الأنشطة والهوايات التي أحبها، وفوجئت بكم المحاضرات والأبحاث والتكليفات التي تستهلك كل طاقتنا ولا ننتهي منها إلا عند النوم، والنهاية معروفة شهادة بلا عمل فكيف يقولون إن الجامعة أجمل سنوات العمر لا أدري!
إنجي كمال - طالبة بالفرقة الأولى بكلية الهندسة، تقول "بدأت الدراسة الجامعية ومازال القلق ينتابني كلما دخلت الحرم الجامعي، وأشعر بالارتباك في التعامل مع الزملاء وكأن كل العيون ترقبني وأخاف من تكوين صداقات داخل الجامعة لكثرة ما أسمعه وأشاهده في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، ومن شدة خوفي أتمني العودة مرة ثانية للمدرسة كانت حياة أكثر دفئا وأمانا".
وتقدم الخبيرة التربوية د. منى عامر نصائحها لطلاب الفرقة الأولى الجامعية تقول: على أولادنا الطلبة أن يعلموا أنهم بدخولهم الجامعة ينتقلون إلى عالم مختلف كثيرا عن دراستهم في المدرسة وهو عالم واسع يشعر فيه البعض من أولادنا بالغربة وعدم القدرة على التأقلم مع نظام دراسي جديد يجربونه لأول مرة، ومع علاقات اجتماعية ربما لم يعتادوا عليها، فالجامعة عالم مفتوح فيه زملاء وزميلات من كل الطبقات والثقافات والأوساط الاجتماعية ولذلك ننصحهم بتحري الدقة الشديدة في اختيار الأصدقاء ورفقاء الدراسة وننصح أن يكونوا من نفس الجنس ومن نفس المستوى الاجتماعي والاقتصادي، حيث إن الاختلاط للمرة الأولى وخصوصا بالنسبة للفتيات يحدث لهن ارتباكا من الداخل وقد يفسرن أي كلمة مجاملة أو إطراء على أنها نوع من الإعجاب والحب.
ومن جانبه يؤكد د. سليم الشحات أستاذ طرق تدريس المناهج والخبير التعليمي، أن صدمة الكثير من الطلبة وعدم قدرتهم على التأقلم مع النظام الدراسي في الجامعة يرجعان لاختلاف نظام الدراسة في المدرسة عنه في الجامعة، فنظام المدرسة يعتمد أغلبه على الحفظ والتلقين مباشرة من المعلم دون بذل جهد من الطالب في البحث، في حين أن نظام التعليم الجامعي يعتمد بالكامل على البحث العلمي والبحث الذاتي، ولذلك من الضروري أن يتعود الطلاب على البحث عن المعلومة بأنفسهم في الكتب والمكتبات وعبر الشبكة العنكبوتية.
كذلك تعتمد الدراسة الجامعية على المناقشة أثناء المحاضرة وننصح أبناءنا بالتخلي عن الخجل والمشاركة في المناقشة وطرح الأسئلة لما لها من أثر جيد في زيادة الفهم وتعميق الروابط داخل المحاضرة وتشكيل شخصية الطالب وتهيئته للخروج للعمل والحياة العملية.
وكذلك ننصحهم بعدم إهمال ما يسمى بالتكليف وهو المسمى الجامعي للواجب المنزلي. وحضور المحاضرات بانتظام وتنظيم مواعيد النوم وتلخيص العناصر الرئيسية لموضوع المحاضرة وضرورة المراجعة الأسبوعية لكافة المحاضرات. فمن شأن ذلك زيادة الفهم وتثبيت المعلومات وتسهيل مراجعة المادة أيام الامتحانات.
كذلك من المفيد حضور المناقشات العلمية والندوات والمؤتمرات والتي تناقش نفس تخصص الطالب الدراسي أو تلك المرتبطة به، فإن ذلك يفيده في الدراسة وفي حياته العملية بعد التخرج.
وبالنسبة لممارسة الأنشطة في الجامعة فهي مفيدة بالفعل ولكن بشرط قدرة الطالب على تنظيم وقته وجهده.