أحياناً كثيرة نأكل بطريقة صحيّة، ونقوم بالتمارين الرياضية اللازمة والمفيدة، ونملك جسماً نحيفاً كما يجب، لكن في الوقت نفسه، نُعاني من دهون على شكل نفخة في البطن أو "كرش"، تُسبّب لنا حرجاً وألماً وشكلاً غير جميل.
توضح اختصاصية التغذية هبة زين الدين، أنّ "الدهون تتجمّع في منطقتي البطن والأرداف أكثر من بقية المناطق في الجسم. وهناك عادات سيّئة كثيرة يتبعها الناس تزيد من نفخة البطن". وتُقدم زين الدين، في حديث لـ"العربي الجديد"، مجموعة من النصائح لتجنّب نفخة البطن، التي قد لا تقضي عليها التمارين الرياضية والحمية الغذائية.
أوّل هذه النصائح هي الحرص على مضغ الطعام بشكل بطيء أثناء الوجبات. وتنصح المتخصّصة لتجنّب المعدة المنفوخة، التي تُسبّبها التخمة، تقسيم الوجبة الأساسية إلى قسمين، على طريقة "Small Meals Frequent"، وشرب المياه المعدنية قبل نصف ساعة من تناول وجبة الطعام، لأنّها تُقلّل من الكمية التي سيطلبها الجسم قبل أن يعلن الشبع.
وتُكمل زين الدين نصائحها بأنّه "يجب الاستفادة من النوم لساعات كافية، خصوصاً خلال الليل، والحصول على "نوعية" نوم جيّدة. فالنوم المتقطّع أو غير الكافي يؤدّي إلى فرز هرمونات التوتر Stress Hormones، التي تفتح الشهية أكثر وتدفع الجسم إلى طلب الحلويات، وبالتالي إلى تناول كميّات كبيرة من السكر".
وتُشدّد هبة على ضرورة الابتعاد عن المأكولات التي تسبّب النفخة للبعض، مثل الملفوف، القرنّبيط، البصل النيء، الثوم النيء، والمشروبات الغازية، وتشرح: "نجد أحياناً أجساما نحيفة لكنّها تعاني من انتفاخ البطن. وهذا تسبّبه عوارض "المصران الغليظ " أو "القولون" أو الإمساك، وأعراض تهيُّج الأمعاء "IBS - Irritable Bowel Syndroms".
وبرأي هبة، أنّه يجب تناول كميّة كافية من الألياف خلال النهار، وهي موجودة في الخضر والفواكه والحبوب الكاملة والمكسّرات النيئة والخبز الأسمر، بالإضافة إلى الحليب الكامل الدسم الذي يحتوي على الفيتامين "د". فقد أثبتت الدراسات أنّ الكالسيوم لا يؤدّي إلى تراكم الدهون في منطقة البطن. ويُمكن تناوله 3 مرّات خلال النهار، في مأكولات مثل اللبن والحليب والجبنة.
وتدعو زين الدين إلى "تناول الحبوب الكاملة، مثل الخبز الأسمر والأرز الأسمر، فهي غنية بالألياف المفيدة جداً للأمعاء، وكذلك غنية بالفيتامينات والمعادن والبروتينات وحمض الفيرليك الذي يُنسب إلى مضادّات الأكسدة، وتحتاج المعدة إلى فترة زمنية طويلة نسبياً لهضمها، أي أنّها تعطي شعوراً بالشبع لفترة طويلة". وتزيد: "يجب تناول البروتينات النباتية والحيوانية، مثل بزر الكتان وزيت الزيتون والمكسّرات النيئة والسمك، بدلاً من المأكولات الدسمة، لكن بكميّات معتدلة".
وتُتابع: "يجب تناول المشروبات الساخنة، مثل القرفة والشاي الأخضر والزنجبيل...لكن مع التنويع اليومي". وتوضح اختصاصية التغذية أنّ "هناك أخطاءً يرتكبها البعض، من خلال تناول الحامض والخلّ في الصباح على الريق، وهذا خطأ لأنّه خليط يُسبّب مشاكل في الهضم. لذا يُمكن وضعها في السلطات والتتبيلات فقط".
وتنبّه زين الدين من "تناول المسهّلات لأنّها مضرّة، فالمصران كسول ويتعوّد عليها للتخلص من الفضلات، ويقع الشخص تحت رحمتها مدى العمر، وتصير ضرورية للتخلّص من الفضلات. والأفضل تناول الألياف وشرب المياه بدلاً منها". أمّا عن الرياضة، وخصوصاً تمارين المعدة، فلا تنصح بها هبة زين الدين للأشخاص أصحاب الوزن الزائد، "فهي تُساهم في ترهّل البطن، والأفضل ممارستها بعد خسارة الوزن الزائد".
وتعتبر أنّ المشي ضروري جداً مع شدّ البطن والجسم، لفقدان سعرات حرارية أكثر. وتنصح بممارسة رياضة البيلاتس "PILATES"، فهي رياضة تجمع بين اليوغا والأيروبيك، تشدّ المعدة وتُرخّي الأعصاب ولا تُسبّب آلاماً في الظهر، "لكن من يُعانون من مشاكل في الظهر يجب استشارة طبيبهم قبل ممارستها".
اقرأ أيضاً: وسائل طبيعية لتقليل الوزن