وشدّد نصر الله، في كلمة له بمناسبة ذكرى المولد النبوي، على أهمية تلاقي "الحزب والمستقبل لتخفيف الاحتقان المذهبي في لبنان"، إذ أكّد على أن المعنيين بالحوار "واقعيون ولم نرفع سقفه، ونعرف أنّه من الصعب الوصول إلى اتفاق شامل، نحن نريد أن نتفق على ما يمكن الاتفاق عليه ونضع ما نختلف عليه في أطر معينة".
ودعا نصر الله، "الأطراف اللبنانية إلى خوض تجارب الحوار، أكان على المستوى الثنائي أم الوطني الشامل، ليدعم بشكل أو بآخر الحوار الذي يتم العمل عليه بين حليف الحزب، النائب ميشال عون، ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع"، آملاً أن تؤول المساعي الحوارية الجديّة إلى إنجاز استحقاق رئاسة الجمهورية اللبنانية، وهو المنصب الشاغر منذ مايو/أيار الماضي.
وفي ما يخص الوضع الأمني، شدد نصر الله على أنّ "الحذر يبقى مطلوباً ولو أن إنجازات الجيش والقوى الأمنية ساهت في تحصين الأمن"، فحمّل وسائل الإعلام مسؤولية مساهمتها "بالحرب النفسية التي يشنها الإرهابيون، لا سيما في ملف أهالي العسكريين"، أو حتى في ما يخص بعض المعارك التي تشهدها الحدود الشرقية بين لبنان وسورية.
وتوّجه نصر الله إلى أهالي البقاع (شرقي لبنان) قائلاً: "أهلنا في البقاع وعلى الحدود وكل الشعب اللبناني، في مواجهة خطر "الإرهاب" اللبنانيون ليسوا عاجزين وليسوا ضعفاء وليسوا بحاجة إلى أحد، وبقوانا الجيش والشعب والمقاومة نستطيع المواجهة". وأشار إلى أنّ "الإرهابيين" عاجزون عن تنفيذ عمليات واسعة في الجرود عند الحدود الشرقية، قائلاً: "اللبنانيون، كما هزموا الإسرائيليين، قادرون أن يهزموا التكفيريين والإرهابيين وكلّ من يفكر بالاعتداء على لبنان".
ومن الحوار اللبناني الداخلي، انتقل نصر الله للحديث عن الحوار في البحرين، قائلاً إنّ "السلطة البحرينية تتحدث عن حوار شكلي وغير حقيقي، ولطالما تهربت من الحوار الذي تتمسك به المعارضة". وأشار نصر الله إلى أنّ سياسات السلطات البحرينية "أوصلتها إلى حائط مسدود، وثمة شعب في البحرين يطالب بأبسط حقوقه في أن يكون هناك مجلس نيابي منتخب".
وفي هذا السياق، أكّد على الحراك السلمي للمعارضة البحرينية، مضيفاً: "نعبّر عن تضامننا وتأييدنا للحراك الشعبي السلمي في البحرين وندعو الجميع لشرح مظلومية شعب البحرين".
وتطرق نصر الله إلى جريمة باريس والاعتداء على صحيفة "شارلي ايبدو"، من دون أن يسميها، لافتاً إلى أنّ "الأعمال الإرهابية يمكن أن تحصل في أيّ بلد"، مؤكّداً على أنّ "مواجهة الجماعات التكفيرية لم تعد دفاعاً عن مناطق وحكومات وخريطة سياسي، إنها دفاعاً عن الإسلام بسبب ممارسات هؤلاء على مستوى العالم".