ويواجه الحريري تحديات كبيرة مع تبدل سير العملية التفاوضية، وخاصة في ظل سعي روسيا ومعها المبعوث الدولي إلى سورية، ستيفان دي ميستورا، إلى فرض نقاش الدستور والانتخابات على رأس جدول أعمال مفاوضات جنيف.
ويرى رئيس وفد المعارضة منذ فبراير/شباط من العام الماضي، أن وضع الدستور وإجراء انتخابات قبل الانتقال السياسي "عملية غير مفهومة وليس لها معنى"، مشددا على ضرورة تشكيل دستور جديد وانتخابات حرة بمعايير دولية، و"لكن في سياقها المكاني والزماني الواضح".
والحريري من مواليد الأول من كانون الثاني 1977 من مدينة درعا، انتقل من مجال الطب، بعدما تخرج من كلية الطب وحصل على الماجستير في الأمراض الباطنية والقلبية، إلى عالم السياسة بعد انطلاق الثورة السورية عام 2011.
وكان قد عين عضواً في الهيئة السياسية للائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية ممثلا عن الحراك الثوري، حيث ما زال ضمن تشكيلة الائتلاف السوري، كممثل عن الحراك الثوري في درعا، وشغل في وقت سابق أمانته العامة، وهو يتقن اللغة الإنكليزية تحدثا وكتابة.
قبل التحاقه بالثورة، تنقل الحريري في عدة مواقع وظيفية، حيث تولى رئاسة الأطباء في مشفى الأسد الجامعي بدمشق، ثم رئيس الأطباء في مشفى درعا الوطني، وعمل محاضرا في شركة السعد للصناعات الدوائية. وكان طبيب القثطرة القلبية في مستشفى الشفاء، وعدد من المشافي الخاصة في دمشق.
تعرض الحريري لملاحقة أجهزة الأمن السورية بين عامي 2003 و2009، وذلك بتهمة بث أفكار تضعف الشعور القومي.
بعد اندلاع الثورة ضد نظام بشار الأسد، كان من الأوائل الذين انخرطوا في صفوفها، حيث شارك في التظاهرات التي شهدتها مدينة درعا وفي معالجة الجرحى.
كما شارك في العديد من التظاهرات والاعتصامات، وقاد حملة استقالات جماعية من حزب البعث العربي الحاكم، واعتقل أكثر من 10 مرات أطولها كان لمدة شهرين ونصف، بتهم إضعاف الشعور القومي وتصوير جثة الشهيد حمزة الخطيب إظهارها على القنوات، والتواصل مع قنوات معادية، وتفجير الجسور، والتعامل مع مخابرات خارجية والتحريض ومعالجة الإرهابيين.
وقد شارك الحريري في تنظيم أول اعتصام نقابي للأطباء، وألقى بيانا قال فيه إن قوات الأمن مجرمة وهي من ارتكبت المجازر، وإن الإعلام السوري كاذب يسعى إلى الفتنة، وتجب محاسبته، وقدم هو والمعتصمون استقالات جماعية من حزب البعث.
أسس نقابة الأطباء الأحرار في درعا بتاريخ 5/6/2011، وأعلن عن عملها رسميا في الأردن بتاريخ 11/1/2013.
غادر سورية بتاريخ 9 / 10 / 2012 متوجهاً إلى الأردن وسكن في مخيم الزعتري بعد أن صدر بحقه حكم بالإعدام من قبل النظام، وعمل ضمن العيادات الطبية السعودية في المخيم كمدير طبي، وعاد للدخول إلى سورية عدة مرات إلى درعا وحلب وإدلب وتفرغ للعمل الطبي والعناية بالجرحى السوريين الداخلين إلى الأردن.
انضم للائتلاف كممثل عن الحراك الثوري لمدينة حوران بتاريخ 4 / 7 / 2013، وأصبح أمينا عاما للائتلاف في يوليو/ تموز الماضي، 2014، قبل أن يجري اختياره لرئاسة وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف في فبراير/شباط من العام الماضي.