كشفت دراسة أجرتها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن نحو نصف المهاجرين الذين يسافرون إلى ليبيا لديهم اعتقاد بأنهم يستطيعون إيجاد وظائف لهم هناك، لكن ينتهي بهم المطاف بالفرار إلى أوروبا هرباً من انعدام الأمن والاستقرار وصعوبة الظروف الاقتصادية التي تهدد حياتهم، بالإضافة إلى الاستغلال وسوء المعاملة المنتشرين على نطاق واسع.
وصنفت الدراسة التي نشرتها المفوضية عبر موقعها الإلكتروني، اليوم الاثنين، تدفقات الهجرة المختلطة التي تصل إلى ليبيا بأنها تضم لاجئين وطالبي لجوء ولاجئين اقتصاديين وأطفالاً غير مصحوبين ولاجئين بيئيين وضحايا اتجار بالبشر، ولاجئين تقطعت بهم السبل، وغير ذلك.
وبيّنت أنه في السنوات الأخيرة، ازداد عدد الأشخاص الذين يعبرون البحر من شمال أفريقيا إلى جنوب أوروبا، مضيفة أن الأدلة تشير إلى احتمال استمرار هذا التوجه. ومن بين الطرق الرئيسية الثلاثة التي يستخدمها اللاجئون والمهاجرون للوصول إلى أوروبا، هي عبور غرب ووسط وشرق البحر الأبيض المتوسط، لافتة إلى أن ليبيا أصبحت أكثر الطرق استخداماً، والأكثر فتكاً أيضاً.
وخلصت الدراسة إلى أن سمات وجنسيات الأشخاص الذين يصلون إلى ليبيا تغيرت خلال السنوات القليلة الماضية، مع انخفاض ملحوظ في عدد القادمين من شرق أفريقيا وزيادة في عدد القادمين من غرب أفريقيا الذين يمثلون الآن أكثر من نصف الوافدين إلى أوروبا عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط من ليبيا إلى إيطاليا (أكثر من 100 ألف وافد في عام 2016).
— مفوضية اللاجئين (@UNHCR_Arabic) ٣ يوليو، ٢٠١٧ " style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
ووفقاً للدراسة، فإن اللاجئين والمهاجرين في ليبيا هم أغلبهم من الشبان (80 في المائة)، يبلغ معدل أعمارهم 22 عاماً ويسافرون بمفردهم (72 في المائة). وأشارت إلى ميل النساء للعبور إلى أوروبا خلال فترة قصيرة من الزمن، ويقع الكثير منهن، ولا سيما القادمات من غرب ووسط أفريقيا، ضحية الاتجار بالبشر. كما أن عدد الأطفال غير المصحوبين والمفصولين عن ذويهم الذين يسافرون بمفردهم آخذ في الارتفاع، ويمثل الآن نحو 14 في المائة من مجموع الوافدين إلى أوروبا عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط. ويأتي هؤلاء الأطفال أساساً من إريتريا وغامبيا ونيجيريا.
وصنفت الدراسة جموع الوافدين إلى أوروبا عبر ليبيا في أربع فئات مختلفة:
مواطنو البلدان المجاورة (النيجر وتشاد والسودان ومصر وتونس): يفيد معظمهم بأنهم يسافرون إلى ليبيا لأسباب اقتصادية، وينخرط الكثيرون في تحركات موسمية أو دورية أو متكررة.
مواطنو بلدان غرب ووسط أفريقيا: خصوصاً من نيجيريا وغينيا وكوت ديفوار وغامبيا والسنغال وغانا ومالي والكاميرون. أفاد هؤلاء بأنهم غادروا بلادهم لأسباب اقتصادية خصوصا. وقع بعضهم ضحية الاتجار بالبشر، ولا سيما النساء النيجيريات والكاميرونيات، وقد يكون بعضهم في حاجة إلى الحماية الدولية.
مواطنو بلدان شرق أفريقيا: من إريتريا والصومال وإثيوبيا والسودان. أفاد هؤلاء بأنهم قاموا بهذه الرحلة لأسباب شتى، منها الاضطهاد السياسي والصراع والفقر في بلدانهم الأصلية.
أفراد من مناطق أخرى: السوريون والفلسطينيون والعراقيون والمغربيون والبنغلاديشيون وغيرهم. يهرب بعضهم من الصراع والعنف، بينما يبحث آخرون عن فرص لكسب الرزق.
وبحثت الدراسة في الديناميات المتغيرة وتحديات الحماية التي تؤثر على تدفقات الهجرة المختلطة إلى ليبيا وداخلها وتغير توجهات الهجرة وشبكات التهريب وطرقه. وحددت أيضاً مجتمعات اللاجئين والمهاجرين، مع التركيز على الوضع في جنوب البلاد.
ورأت الدراسة أنه بالإضافة إلى موقع ليبيا الاستراتيجي، ساهم الصراع وعدم الاستقرار في البلاد في خلق بيئة يزدهر فيها تهريب البشر والشبكات الإجرامية. وفي الوقت نفسه، أدى انهيار نظام العدالة والإفلات من العقاب إلى دفع العديد من الجماعات المسلحة والعصابات الإجرامية والأفراد للمشاركة في استغلال وإساءة معاملة اللاجئين والمهاجرين.
(العربي الجديد)