بدأت الفكرة بعد مبادرة صديقة للكاتب تتقن اللغة الإيطالية بترجمة النص إلى الإيطالية ونشره في موقع عرب برس ARAB PRESS، نقلا عن العربي الجديد. حيث اطلعت عليه كاتبة السيناريو البرازيلية، وتواصلت مع الكاتب غطفان غنوم لتطلب منه منحهم حق تحويل النص إلى فيلم روائي.
وعن هذه المراحل، يقول الكاتب غنوم لـ"العربي الجديد": "بعد أن تعرفت افتراضيا على المخرج الشاب ليديو رامالخو، تم الاتفاق على المباشرة بالعمل، كان ذلك قبل سنة تقريبا. انتهى العمل على الفيلم منذ عدة أيام، وسيشارك في مهرجانات دولية على ما أظن، لكننا نترك ذلك للجهة المنتجة طبعا. شخصيا، يسعدني أن تكون المادة قد حققت المطلوب في نشر الهم الإنساني الذي يعانيه السوريون، ليتحول لمادة فنية جادة في فيلم روائي برازيلي".
أما عن دلالة العنوان "1234"، فيقول غنوم: "باختصار شديد، هي ترميز جيد لما يصبح عليه اللاجئ بعد حصوله على الإقامة وحق اللجوء، حيث يمنح رقما وطنيا في دول المنفى، مكونا من أربعة أرقام. يبدو الأمر طبيعيا وروتينيا، لكنه يعني الكثير للشخص الذي فقد بلده وهويته في مجتمع غريب يطالبه بالاندماج والتكيف، بصرف النظر عن مدى الحريات المتاحة لممارسة عاداته الاجتماعية الأصلية التي ورثها عن مجتمعه التقليدي. الرقم 1234 لم يكن عشوائيا، لأنه الرقم الأول ضمن سلسلة ستمتد 2345، 4567، 6789، وهكذا دواليك، في دلالة إلى أن الكارثة تتفاقم مع تزايد الأعداد واستفحال المأساة".
Facebook Post |
يطرح النص الأصلي المنشور في "العربي الجديد" أبعادا إنسانية وثقافية عميقة لمأساة التشرد السوري، والعبء الثقيل الذي يحمله السوريون على أكتافهم، ويسافرون به عبر عوالم لم تعد تراهم أكثر من أرقام، كما يبتعد عن أي شكل سردي لأحداث بعينها، بل يحمل لغة إبداعية عالية الرمزية، وهو ما يثير تساؤلات حول إمكانية تحويله إلى فيلم روائي.
وحول هذا الجانب، يقول غنوم لـ"العربي الجديد": "قامت الكاتبة والمخرج بالاستماع لشهادات أشخاص سوريين وصلوا إلى البرازيل وطلبوا حق اللجوء فيها. وقد تم تسجيل مقاطع صوتية كبيرة، نتج عنها حوارات داعمة وحيّة، وضعت في السياق العام للفيلم. شخصيا، ومن خلال اطلاعي على السيناريو الذي حاول البناء على القصة الرئيسية، أعتقد أن المحاولة جادة وغير مسبوقة. خاصة وأن المخرج والكاتبة برازيليا الجنسية، وهذا ما يعكس مدى تنامي الهاجس العالمي المتعاطف مع أزمة السوريين المضطهدين، والذي يطالب دوله بفتح أبوابها إن لم تكن تستطع التدخل لوقف العنف الحاصل. لا أستطيع ولا يحق لي كما أظن، أن أفشي أية معلومة تُظهر محتوى الفيلم، فذلك من حق المخرج وحده، والقائمين على العمل. وككاتب للقصة المهد، فقط أستطيع أن أعبّر عن امتناني لجهودهم المبذولة. أما كسوري، فأنا أباركهم".
يُذكر أن غطفان غنوم مصور ومخرج سينمائي سوري من مواليد حمص 1976، وكاتب من أسرة "العربي الجديد"، غادر سورية مضطرا بعد عامين من اندلاع الثورة فيها ووقوفه إلى جانبها. ويقيم حاليا في فنلندا ويدير المهرجان الاسكندنافي السينمائي في العاصمة الفنلندية، هلسنكي. في رصيده العديد من الأفلام السينمائية، التي فاز أحدها "قمر في السكايب" مؤخرا بالجائزة الكبرى لأفضل وثائقي في "مهرجان هوليوود العالمي للأفلام المستقلة الوثائقية".
اقرأ أيضا: أن تحمل الصخرة وسيزيف معاً