نعيش في لبنان

23 ابريل 2018
لو أن الشاطئ نظيف (راتب الصفدي/ الأناضول)
+ الخط -
أحد منّا لا يتحدّث عن أمنيات أو أحلام يمكن أن تتحقّق بعد موعد الانتخابات النيابية اللبنانية في السادس من مايو/ أيار المقبل. وما بقي من أحلامٍ قديمة كانت تُكتب على لافتات أو في صحف، بالكاد تحضر أو تُذكر. هي من الماضي. وأصواتنا، التي قد تشارك أو لا تشارك نهار التصويت، تبدو تائهة بين "الحقّ" في التعبير عن الرأي، وبين عدم الإيمان باحتمال حدوث أي تغيير. والحديث هنا عن غير المؤيّدين لأي حزب سياسي.

الشعارات الكبيرة باتت مملّة، كمحاربة الفساد والحقّ في التعليم المجاني الجيد وتأمين أبسط حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وغيرها الكثير. في لبنان كُرّس نظام نجح وسينجح في تجاوز كلّ الشعارات. الفساد موجود وسيحاربه النواب الجدد. هكذا فقط، وببساطة يُحارب الفساد بشعار.

وفي دورة انتخابية جديدة، سيُردّد الشعار نفسه مجدداً كما كان الحال في السابق. وفي ظل هذا الغطاء، لن يحدث التغيير. على العكس، ربّما ترتفع أقساط المدارس، ويزداد الغلاء والفوارق الطبقية، وتعجز نسبة أكبر من المواطنين عن الطبابة، ونبقى نبحث عن حدائق عامة فيها القليل من الألعاب للأطفال.

اقــرأ أيضاً


في المحصلة، نعيش وسنعيش. بعضُنا قد يُدلي بصوته إذا كان حقوقياً ويؤمن بوجوب التعبير عن الرأي، وإن لم يكن لصوته أي أثر. سنعيش كما عاش الذين قبلنا، وسنحلم بتلك الفرصة التي تبعدنا عن هذا المكان. وليس هذا قلّة إيمان بالبلد، أو تخلّيا عن أدوارنا فيه ومسؤولياتنا في بنائه وتوعية شبابه وحماية أطفاله. بات يحقّ لنا أن نتعب، بل ونيأس، وهذا ليس تشاؤماً بل واقعاً. الأزمة تتجاوز أشخاصاً فاسدين بعينهم أو أحزاباً فاسدة. الأزمة في نظام لن نرى نوراً من خلاله.

أوراق بيضاء في صناديق الاقتراع، أو مستقلون. من يُبالي طالما أن أي خرق لن يُسقط نظاماً بات صلباً إلى أقصى الحدود، في ظل شعب، وإن أبدى اعتراضه، إلا أنه يشعر بحاجة إلى النظام كما هو، بطائفيته وفساده. وحتى الخارجون من الناس عن الأحزاب والطوائف، ربما يكونون مستعدين للقبول بهذا النظام، لو أن أزمة النفايات حلّت، ولو أن جزءاً من الشاطئ مجاني ونظيف، ولو أن هناك حدائق عامة، ولو أن أقساط المدارس مقبولة.

هو البحث عن حلّ وسط. أوروبا؟ لا نحلم بدولة مثل دولها. نحلم بالقليل القليل، بقطعة من الحلوى. لكنّه حلم، سننساه مع كل صباح. وفي الليل، سنفسح المجال لأحلام شخصية، وقد فقدنا الأمل.

في اليوم الانتخابي وما بعده، سنستمع إلى النتائج والطعون. لا جديد. ربّما خرق من هنا أو هناك، قبل أن نعود إلى العيش الذي اعتدناه.


دلالات
المساهمون