صحوة قد تكون متأخرة، من قبل نقابة الصحافيين المصرية، على جملة من الإجراءات والقرارات الصادرة أخيراً، والتي تمس مستقبل الصحافة والصحافيين، يبدو أنها لم تجد منها مفراً، خصوصاً بعد خروج جماعات صحافية غاضبة مثل "صحافيون ضد قانون التظاهر" و"جبهة الدفاع عن الصحافيين والحريات". بالأمس فقط، أصدرت نقابة الصحافيين بياناً شديد اللهجة يهاجم إنشاء غرفة لصناعة الصحف الخاصة.
أصدر مجلس نقابة الصحافيين بياناً هاجم فيه اجتماع رؤساء تحرير عدد من الصحف المصرية، من أجل تأسيس ما وصفوه بـ"غرفة لصناعة الصحف الخاصة". وقالت النقابة في بيانها "استعرض مجلس نقابة الصحافيين في اجتماعه مساء أمس، الأحد، وقائع وتحركات ومحاولات مريبة ومثيرة للقلق شهدها الوسط الصحافي والإعلامي، بسعي بعض رجال الأعمال إلى الهيمنة على الإعلام الوطني وإفقاده استقلاله، وإسقاطه في براثن الاحتكار المحظور بنصوص دستورية وقانونية صريحة وقاطعة".
وكان عدد من ممثلي المساهمين في عدد من الصحف المصرية الخاصة، ورؤساء التحرير، قد اجتمعوا السبت، في مقر جريدة "اليوم السابع"، لبحث تأسيس ما أطلقوا عليه "غرفة صناعة الصحف الخاصة" والبدء في اتخاذ الإجراءات القانونية، لإضافة الغرفة إلى اتحاد الصناعات المصرية، باعتبار أن الصحافة تعد من الصناعات الوطنية المهمة، التي تشكل رصيداً حيوياً للاقتصاد الوطني، بحسب ما جاء في البيان التأسيسي. وجاء فيه أيضاً: "إن الغرفة تهدف إلى التنسيق بين المؤسسات الصحافية الخاصة في كل ما يتعلق بصناعة الصحافة وتطويرها، والارتقاء بهذه الصناعة إلى مستوى الطباعة والتوزيع والإعلانات، وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتمثيل الصحف الخاصة في الهيئات والجهات، التي تعنى بالصحافة والإعلام وتوسيع الحوار المجتمعي حول البيئة التشريعية المنظمة لصناعة الصحافة".
وتابع البيان: "لاحظ مجلس النقابة في هذه الدعوة الغريبة المريبة أنها تقحم الصحافيين في أمر لا علاقة لهم به، وإنما هو يخص ملاك الصحف وحدهم، وفي هذا خلط مريب وخطير بين فئتين مختلفتين تماما (الصحافيون والملاك)، إذ يحظر القانون على الصحافي أن يكون مالكاً أو مساهماً في ملكية أية صحيفة (مادة رقم 5 الفقرة "أ" من قانون نقابة الصحافيين 76 لسنة 1970".
وأضاف البيان: "إن الدعوة المريبة تلك تجاهلت حقيقة أن أكبر وأهم صناع الصحف في مصر، حتى الآن، هي المؤسسات الصحافية القومية، ومن ثم لا يمكن البحث في شيء يخص مستقبل هذه الصحافة، بما في ذلك تأسيس غرفة تجمع الصانعين، في غياب من يمثل إدارة هذه المؤسسات العملاقة"... واختتمت النقابة بيانها بـ"مجلس نقابة الصحافيين، ومن أمامه وخلفه جميع أعضاء الجمعية العمومية، يؤكدون أن النقابة، التي طالما خاضت معارك شرسة دفاعاً عن المهنة، وعن حرية الصحافة والحريات عموماً في هذا الوطن، لن تسمح لمن يقفون وراء هذه الهجمة الجديدة، المتهورة والمغرورة، على الصحافة والإعلام المصري، بأن يحققوا أهدافهم الخبيثة".
يذكر أن رؤساء تحرير كل من الصحف المصرية، "اليوم السابع" و"الوطن" و"المصري اليوم" و"الأسبوع" و"البوابة" وا"لصباح" و"المال" قد وقعوا على وثيقة غرفة صناعة الصحف الخاصة، وانضمت لهم أخيراً صحيفتا "الشروق" و"الخميس".
وفي سياق آخر، أعلنت نقابة الصحافيين، من خلال بيان رسمي لها، "منع نشر اسم وصورة رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، في الصحف المصرية لأجل غير مسمى. ومقاطعة كل المؤتمرات الصحافية التي يعقدها رئيس نادي الزمالك، وكذلك البرامج التلفزيونية أو الإذاعية التي يتواجد فيها واعتبارها معادية للصحافيين المصريين"، على خلفية ما طال الصحافيين الرياضيين في مصر، من تطاول وصل إلى حد "البذاءة" من قبل منصور.
كما أعلنت النقابة، بناء على قرار رابطة النقاد الرياضيين في الصحف المصرية، تقديم بلاغ رسمي للنائب العام المصري، يوقع عليه كل الزملاء الصحافيين الرياضيين مرفق به أسطوانة مدمجة بكل الإهانات والسباب، الذي تعرض له الصحافيون من رئيس الزمالك، ومخاطبة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري وغرفة صناعة الإعلام وإطلاعهم على القرارات والمطالبة بتفعيلها.