يحتدم النقاش على المقاهي وفي ساحات الحوار وعلى مواقع التواصل الاجتماعي حول موسم الحج الأخير وما جرى فيه من حوادث دامية راح ضحيتها مئات الحجاج.
كعادة كل نقاش عربي، لدينا ثلاثة أفرقاء، فريق مؤيّد للتصريحات الرسمية القليلة أيّاً كانت، وفريق معارض لكل ما هو رسمي أيّاً كان، والفريقان هما الأعلى صوتاً والأكثر عدداً، وفريق ثالث محدود العدد والتأثير يحاول تفنيد ومناقشة كل ما يقال للوصول إلى الحقيقة.
يتطوّر النقاش عادة إلى صراع، وينتقل أحياناً إلى سباب وتنابذ بدلاً من محاولة تبيُّن الحقيقة الغائبة. كل هذا بالطبع في ظل غياب الشفافية عن التصريحات الرسمية، ما يجعل البيئة مهيّأة لانتشار الكثير من الشائعات والمبالغات ومواصلة الصراع والجدال.
الواقع أن موسم الحج هذا العام أريقت فيه كثير من الدماء، ووفقاً للبيانات الرسمية السعودية، فإن ألفين على الأقل من الحجاج قضوا في حوادث متفرقة، أبرزها حادثة سقوط الرافعة في أيام الحج الأولى، وحادثة التدافع في منى في أيام الحج الأخيرة، ما يعني أن مئات الأسر تضرّرت بالفعل.
ورغم أن التحقيقات في حادث الرافعة اتهمت الشركة المنفذة للتوسعة في الحرم المكي وتحمّلت الدولة دفع ديّة المتوفين، إلا أن هذا لا يغيّر من الواقع شيئاً، فالحجاج ماتوا.
وبينما التحقيقات الجارية في حادثة تدافع منى تلقي بالمسؤولية على الحجاج أنفسهم، إلا أن المسؤولية ليست غائبة أيضاً عن السلطات الموكل بها تنظيم الحج والقيام على خدمة الحجاج، وبالتالي منع التدافع وتيسير السعي والطواف وباقي المشاعر.
وتفرض سلطات الحج في السعودية قيوداً على أعداد الحجاج، حتى من السعوديين أنفسهم أو المقيمين في البلاد، لأسباب تنظيمية، وهي أمور محمودة وتدخل في إطار مسؤوليتها عن سلامة الحجاج، وظهر هذا جلياً خلال عمليات التوسعة في الأعوام الأخيرة.
لكن الحوادث الأخيرة تدعو لمناقشة أوسع حول معايير السلامة في الحج، وربما تضطر السعودية إلى مزيد من الإجراءات الصارمة لعدم تكرار ما جرى هذا العام في مواسم الحج المقبلة.
وربما أحد أبرز القيود المقترحة تتمثل في تنفيذ شرط الحج الأساسي الوارد في القرآن والسنّة النبوية، والمتمثل في الاستطاعة، مع ضرورة تفسير الاستطاعة بمعناها الحقيقي المتمثل في القدرة البدنية على تحمّل أعباء الحج والقدرة على أداء المشاعر وتحمّل درجة الحرارة والزحام وغيرها؛ بعيداً عن التفسير القاصر للاستطاعة بكونها القدرة المالية على السفر للحج.
في الحج أيضاً تفاصيل كثيرة لها علاقة بالشأن السياسي للسعودية ولزوارها، ولهذا حديث آخر قريب.
إقرأ أيضاً: أحزان العيد
كعادة كل نقاش عربي، لدينا ثلاثة أفرقاء، فريق مؤيّد للتصريحات الرسمية القليلة أيّاً كانت، وفريق معارض لكل ما هو رسمي أيّاً كان، والفريقان هما الأعلى صوتاً والأكثر عدداً، وفريق ثالث محدود العدد والتأثير يحاول تفنيد ومناقشة كل ما يقال للوصول إلى الحقيقة.
يتطوّر النقاش عادة إلى صراع، وينتقل أحياناً إلى سباب وتنابذ بدلاً من محاولة تبيُّن الحقيقة الغائبة. كل هذا بالطبع في ظل غياب الشفافية عن التصريحات الرسمية، ما يجعل البيئة مهيّأة لانتشار الكثير من الشائعات والمبالغات ومواصلة الصراع والجدال.
الواقع أن موسم الحج هذا العام أريقت فيه كثير من الدماء، ووفقاً للبيانات الرسمية السعودية، فإن ألفين على الأقل من الحجاج قضوا في حوادث متفرقة، أبرزها حادثة سقوط الرافعة في أيام الحج الأولى، وحادثة التدافع في منى في أيام الحج الأخيرة، ما يعني أن مئات الأسر تضرّرت بالفعل.
ورغم أن التحقيقات في حادث الرافعة اتهمت الشركة المنفذة للتوسعة في الحرم المكي وتحمّلت الدولة دفع ديّة المتوفين، إلا أن هذا لا يغيّر من الواقع شيئاً، فالحجاج ماتوا.
وبينما التحقيقات الجارية في حادثة تدافع منى تلقي بالمسؤولية على الحجاج أنفسهم، إلا أن المسؤولية ليست غائبة أيضاً عن السلطات الموكل بها تنظيم الحج والقيام على خدمة الحجاج، وبالتالي منع التدافع وتيسير السعي والطواف وباقي المشاعر.
وتفرض سلطات الحج في السعودية قيوداً على أعداد الحجاج، حتى من السعوديين أنفسهم أو المقيمين في البلاد، لأسباب تنظيمية، وهي أمور محمودة وتدخل في إطار مسؤوليتها عن سلامة الحجاج، وظهر هذا جلياً خلال عمليات التوسعة في الأعوام الأخيرة.
لكن الحوادث الأخيرة تدعو لمناقشة أوسع حول معايير السلامة في الحج، وربما تضطر السعودية إلى مزيد من الإجراءات الصارمة لعدم تكرار ما جرى هذا العام في مواسم الحج المقبلة.
وربما أحد أبرز القيود المقترحة تتمثل في تنفيذ شرط الحج الأساسي الوارد في القرآن والسنّة النبوية، والمتمثل في الاستطاعة، مع ضرورة تفسير الاستطاعة بمعناها الحقيقي المتمثل في القدرة البدنية على تحمّل أعباء الحج والقدرة على أداء المشاعر وتحمّل درجة الحرارة والزحام وغيرها؛ بعيداً عن التفسير القاصر للاستطاعة بكونها القدرة المالية على السفر للحج.
في الحج أيضاً تفاصيل كثيرة لها علاقة بالشأن السياسي للسعودية ولزوارها، ولهذا حديث آخر قريب.
إقرأ أيضاً: أحزان العيد