من حامل لرسائل الهوية والانتماء، إلى أداة للاحتجاج، يبدو الجسد الأنثوي العربي وقد قفز في مساحة شاغرة. ناشطات حركة "فيمن" بتن أمراً واقعاً في السياق العربي، باعتبار أن الرسائل التي يرغبن في بثها تمرّ بسلاسة، مستندة إلى التكنولوجيا أو الفضول أو أي شيء آخر.
أوّل أمس، تداولت مواقع الاتصال الاجتماعي، صور الناشطتين اللتين صعدتا عاريتي الصدر على منصّة في محاضرة ينظمها سلفيون في باريس. الفتاتان كانتا بين الحضور، دخلتا القاعة مرتديتين النقاب، وفي لحظة تحوّلتا إلى عاريتين، في مشهد "انقلابي" عجيب.
إنه انقلاب يجد جذوره من واقع المجتمعات اليوم، فالأجساد النسوية العربية في الفضاء العام، الواقعي والافتراضي، باتت تتراوح بين الإخفاء الكلي والتعرّي الكلي، ولم تقم الفتاتان إلا بجمع النقيضين على جسد واحد، وفي لقطة واحدة.
"لا أحد يمكنه أن يخضعني" كتبت إحدى المحتجّتين؛ شعار تتناقله ناشطات حركة "فيمن" في صيغ عديدة، بعضهن يفعلن ذلك على الأرض، يتعرّين في شوارع العواصم العربية والغربية، وبعضهنّ الآخر أمام الكمبيوتر، فلا تلبث أن تتنقل صورهنّ بين الملايين، فتحظى رسائلهن بالمتابعة والقراءة.
بمرور الوقت، تتراكم الرسائل، تتصادم التناقضات في نقاط عديدة، تهتز الأرض ويتغيّر شيء ما في الواقع، ويأتي التغيير في شكل موجة تغمر كل شيء. موجة جنون الصورة من "داعش" إلى "فيمن".