ويتوافد المصطافون إلى المطار الرئيسي، ويقطعون إجازاتهم في أعقاب الانفجارات التي تزامنت مع عيد الفصح، الأحد، وهو أسوأ أعمال العنف منذ نهاية الحرب الأهلية في سيريلانكا قبل عقد من الزمن.
في حين قررت بورصة كولومبو غلق أبوابها، اليوم الإثنين، على خلفية تداعيات التفجيرات. وقالت البورصة في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إن هذا القرار جاء عقب التشاور مع لجنة الأوراق المالية والبورصة من أجل سلامة وأمن المشاركين في السوق.
وأوضح البيان أنه سيُجرى تقييم مستمر للأوضاع من أجل ضمان سلوك منظم في السوق مع الإشارة إلى إصدار مزيد من البيانات حسب الضرورة.
وقال كيشو غوميز، رئيس إدارة تنمية السياحة في سريلانكا، إنه لا يمكنه إعطاء عدد محدد لعدد الأشخاص الذين يغادرون، لكنه قد يصل إلى الآلاف. كما يقوم منظمو الرحلات السياحية في الهند، أكبر سوق مصدر للسياح إلى سريلانكا، بإلغاء الرحلات. ويقول تقرير نشرته وكالة "بلومبيرغ" اليوم الإثنين، إن هذا الأمر سيضر بصناعة السياحة التي تساهم بنحو 5 في المائة من الاقتصاد.
وارتفع عدد القتلى الأجانب إلى 39، اليوم الاثنين، بينهم مواطنون من الهند والبرتغال وتركيا والولايات المتحدة.
وبقيت المواقع السياحية الكبرى مغلقة، في حين أن العديد من الفنادق الكبرى في كولومبو، مثل تاج سامودرا ورامادا، أقامت حواجز وفحصت المركبات التي تدخل المبنى. وحذرت الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة المواطنين من السفر إلى سريلانكا، مع تحذير المملكة المتحدة من احتمال وقوع المزيد من الهجمات.
وشرح حيران كووراي، رئيس شركة "جيتوينغ سيمفوني"، ذراع الاستثمار في فندق "جييتونغ" السريلانكي: "حتى خلال 26 عامًا من الحرب، لم نشهد كارثة كهذه".
ويعد هذا الهجوم نكسة للسياحة في البلاد، التي كانت نقطة مضيئة اقتصادية في الجزيرة التي تكافح من أجل استعادة مكانتها في أعقاب حرب أهلية دامت ثلاثة عقود انتهت في عام 2009 والاضطرابات السياسية في العام الماضي. وزاد عدد السياح الوافدين أكثر من خمس مرات منذ انتهاء الحرب.
وقال جوميز، وهو أيضًا رئيس مجلس الترويج السياحي في سريلانكا: "في الوقت الحالي، تتمثل أولوياتنا في رعاية الجرحى والمتوفين وأسرهم". وتقوم السلطات بالاتصال بعائلات الضحايا وإرسال المسؤولين إلى الفنادق للتحقق من الضيوف.
وتوقع بروناب ساركار، رئيس الرابطة الهندية لمشغلي الرحلات السياحية، أن "الإلغاء والتغيير في الخطط سيكونان ظاهرين خلال الـ15 يومًا القادمة، وبعد ذلك يجب أن يبدأ إحياء القطاع مرة أخرى". وقال عن قطاع السياحة النشط في سريلانكا: "لا يمكن للحكومة أن تترك السياحة تغرق مرة أخرى".
وانتشرت سلطات السياحة، يوم الأحد، في محاولة للحد من الأضرار التي لحقت بالصناعة. وجمع وزير السياحة جون أمارتونغا قادة الصناعة من رابطة الفنادق في سريلانكا وجمعية فنادق مدينة كولومبو ورابطة سريلانكا لمشغلي الرحلات السياحية الداخلية لمناقشة التدابير الأمنية المعززة، وفقًا لصحيفة ديلي إف تي المحلية.
وقال محافظ البنك المركزي إندرايت كوماراسوامي إن صناعة السياحة ستضرب، لكن ما زال من السابق لأوانه تحديد التأثير على الناتج المحلي الإجمالي. وتباطأ النمو إلى 1.8 في المائة في الربع الرابع من 2018، وهي أقل وتيرة نمو منذ بداية عام 2014.