انتهت السنة الدراسية، فأبحرت كعادتي مع الإنترنت للاستماع بالموسيقى ومتابعة البرامج التلفزيونية، وبعد أيام مللت من هذا الروتين وفكرت في كسره، رفعت عيني فرأيت أمامي قصة، قلت في نفسي منذ فترة طويلة لم أطالع كتابا، وتساءلت لماذا لا تكون هذه فرصة لأقوم بذلك؟
صممت على تناول القصة التي كانت تحمل عنوان "رحلة انتقام" للكاتب نصير العراقي، وهي تحكي قصة طفل عاش ويلات الحرب في قريته وهو رضيع، وشاءت الأقدار أن يكبر ويترعرع في مدينة أخرى، ثم يقرر العودة إلى قريته للانتقام من الطغاة الذين حرقوا المنازل بعد إفراغها من المؤن، وقتلوا رجالها فالأطفال الذكور ثم النساء الطاعنات في السن، ولم يبقوا سوى على الفتيات..
تفاصيل القصة تروي حكاية طفل تزامن مولده مع دخول عصابات طُردوا من قريتهم وعادوا إليها بعد سنوات للانتقام من الشيوخ الذين قاموا بطردهم، ونجحوا في تنفيذ خططهم الجهنمية، فأتوا على الأخضر واليابس، وقتلوا كل من اعترضهم، باستثناء الفتيات اللواتي اتخذنهن وسيلة للتسلية.
ومن حسن حظ الطفل "حر" أنه نجا بأعجوبة بعد أن عبر العديد من المخاطر وكان صبورا على الشدائد، عملا بنصائح أمه.
قادته قدماه إلى مدينة السعادة التي تبعد عن قريته مسيرة 6 أشهر، ترعرع الطفل في بيت أمهر رجل يصنع الأسلحة في تلك المدينة، ولما اشتد عوده أصر على التحول إلى بلدة بعيدة عن مسكنه لتعلم فنون القتال وخاصة المبارزة، وأصبح من أمهر المحاربين حتى ذاع صيته في كامل أرجاء المدينة.
وحدث ذَات يوم أن داهم ذلك الجيش الذي اجتاح قريته، مدينته الحالية، فعزم على إنشاء جيش قادر على أن يصدّ هؤلاء الطغاة. وبالفعل تمكن من هزم هذا الجيش العظيم، وقرر العودة إلى مسقط رأسه ليحرر أهله من براثن الذين بقوا في هذه الأرض وبعدها قام هذا الأخير بتوحيد الأرض الشرقية تحت رايته، وعاش فترة طويلة حتى رأى أحفاده يعمرون الأرض وينشرون السلام فيها.
غالبت النوم لأول مرة منذ فترة طويلة، وكان إصراري أكبر على أن أكمل القصة، وكان ذلك اليوم الوحيد الذي نمت فيه من دون أن أشعر بوجع في عيني، مثلما جرت العادة عندما أقضي ساعات طويلة على شاشة الحاسوب.
صحيح أننا نعيش الآن في عصر الإنترنت، لكن شئنا أم أبينا، يبقى الكتاب الأقرب للقلب، فهو مثل الصديق والرفيق عندما تكون بصدد المطالعة لا تشعر أبدا بالوحدة. حقا إن الكتاب يوقظ الخيال، ويثري ملكتنا اللغوية، ويعلمنا أن نعبر عن أنفسنا، وأن نفهم الآخرين بصورة أفضل.
(13 سنة/ تونس)
صممت على تناول القصة التي كانت تحمل عنوان "رحلة انتقام" للكاتب نصير العراقي، وهي تحكي قصة طفل عاش ويلات الحرب في قريته وهو رضيع، وشاءت الأقدار أن يكبر ويترعرع في مدينة أخرى، ثم يقرر العودة إلى قريته للانتقام من الطغاة الذين حرقوا المنازل بعد إفراغها من المؤن، وقتلوا رجالها فالأطفال الذكور ثم النساء الطاعنات في السن، ولم يبقوا سوى على الفتيات..
تفاصيل القصة تروي حكاية طفل تزامن مولده مع دخول عصابات طُردوا من قريتهم وعادوا إليها بعد سنوات للانتقام من الشيوخ الذين قاموا بطردهم، ونجحوا في تنفيذ خططهم الجهنمية، فأتوا على الأخضر واليابس، وقتلوا كل من اعترضهم، باستثناء الفتيات اللواتي اتخذنهن وسيلة للتسلية.
ومن حسن حظ الطفل "حر" أنه نجا بأعجوبة بعد أن عبر العديد من المخاطر وكان صبورا على الشدائد، عملا بنصائح أمه.
قادته قدماه إلى مدينة السعادة التي تبعد عن قريته مسيرة 6 أشهر، ترعرع الطفل في بيت أمهر رجل يصنع الأسلحة في تلك المدينة، ولما اشتد عوده أصر على التحول إلى بلدة بعيدة عن مسكنه لتعلم فنون القتال وخاصة المبارزة، وأصبح من أمهر المحاربين حتى ذاع صيته في كامل أرجاء المدينة.
وحدث ذَات يوم أن داهم ذلك الجيش الذي اجتاح قريته، مدينته الحالية، فعزم على إنشاء جيش قادر على أن يصدّ هؤلاء الطغاة. وبالفعل تمكن من هزم هذا الجيش العظيم، وقرر العودة إلى مسقط رأسه ليحرر أهله من براثن الذين بقوا في هذه الأرض وبعدها قام هذا الأخير بتوحيد الأرض الشرقية تحت رايته، وعاش فترة طويلة حتى رأى أحفاده يعمرون الأرض وينشرون السلام فيها.
غالبت النوم لأول مرة منذ فترة طويلة، وكان إصراري أكبر على أن أكمل القصة، وكان ذلك اليوم الوحيد الذي نمت فيه من دون أن أشعر بوجع في عيني، مثلما جرت العادة عندما أقضي ساعات طويلة على شاشة الحاسوب.
صحيح أننا نعيش الآن في عصر الإنترنت، لكن شئنا أم أبينا، يبقى الكتاب الأقرب للقلب، فهو مثل الصديق والرفيق عندما تكون بصدد المطالعة لا تشعر أبدا بالوحدة. حقا إن الكتاب يوقظ الخيال، ويثري ملكتنا اللغوية، ويعلمنا أن نعبر عن أنفسنا، وأن نفهم الآخرين بصورة أفضل.
(13 سنة/ تونس)