واستغل خصومها نوبة سعال تعرضت لها أثناء مثولها أمام مجلس النواب الأميركي الأسبوع الماضي، ليزعموا أنها مصابة بقصور في وظائف الغدة الدرقية ومن أعراضه الشعور الدائم بالإرهاق وبحة في الصوت وضعف الذاكرة.
واستند منتقدوها في هذا التشخيص إلى هدوئها الشديد وما وصفوه ببطئها في التعبير عن نفسها بحركة الجسد، وعدم انفعالها أثناء الرد على تهم التقصير في عملها وزيرة خارجية في التعامل مع أزمة الهجوم على مقر البعثة الأميركية في بنغازي بليبيا وقتل السفير الأميركي مع عناصر في الاستخبارات الأميركية هناك.
فخلال الاستجواب الذي استمر على مدى 11 ساعة تعرضت هيلاري كلينتون لنوبة سعال حادة وطويلة نسبيا أفقدتها الصوت للحظات، كما قطعت ردودها بضع دقائق، أقلقت أنصارها وأثارت تساؤلات خصومها عن حقيقة وضعها الصحي.
وينطلق المدافعون عنها والناقمون عليها على حد سواء بمن فيهم الأطباء من منطلقات سياسية لا طبية في محاولاتهم لتشخيص حالتها الصحية. وقد وصل الأمر بأحد المراسلين الصحافيين من ذوي الميول الحزبية لصالح الحزب الجمهوري أن استعان بطبيبه الخاص أخصائي الأمراض الباطنية للجزم بأن المرشحة المحتملة للرئاسة عن الحزب الديمقراطي الأميركي بدأت تمر بمضاعفات عقلية ونفسية، لقصور وظائف الغدة الدرقية.
ومن جانبها أظهرت صحيفة واشنطن بوست يوم الجمعة انحيازا للفريق الديمقراطي بالجزم إن هيلاري كلينتون لا تعاني من أي قصور في وظائف الغدة الدرقية. ولم تستند الصحيفة إلى أي معطيات طبية. وبذات الأسلوب ولكن باتجاه معاكس زعم طبيب جمهوري بأن هيلاري كلينتون تتعاطى يوميا جرعة تعويضية من غدد الخنزير المجفف وتمتثل للعلاج.
وليست هذه هي المرة الأولى التي تصبح صحة هيلاري كلينتون في دائرة الضوء، فقد دأبت مواقع الناشطين الجمهوريين منذ أكثر من سبع سنوات على التعريض بصحة كلينتون، وتحميل مشاهد مسجلة على موقع يوتيوب لنوبات السعال التي تتعرض لها في مناسبات عامة أو خلال ظهورها في مقابلات تلفزيونية. بل إن هناك من قال قبل سبع سنوات إنها أصبحت تحتضر بعد مقابلة تلفزيونية لم تتمكن هيلاري كلينتون خلالها من ضبط السعال.
اقرأ أيضا: اتهام الجمهوريين بالعمل على تدمير حملة كلينتون الانتخابية