في عينيها، واضح هو حزنها المزمن وكذلك وجع الحياة المزمن. الحاجة نوفة الغوطاني، ابنة فلسطين من بلدة عرب الغوير، اللاجئة في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا، جنوبي لبنان، مذ كانت في الثالثة من عمرها. وإذ تشكو من الحياة البائسة التي تعيشها في لبنان، تشير إلى أنّ "عائلتي كانت مكتفية وسعيدة في الوطن، فوالدي كان يملك أراضي يزرعها، وبالتالي كنا نعيش من خيراتها. لكنّ الصهاينة احتلوها بعدما دخلت عصابات الهاغاناه إلى بلدتنا. فارتأى والدي المغادرة على أن نعود في وقت لاحق".
تخبر الحاجة نوفة: "عندما خرجنا من فلسطين، حملني والدي على كتفيه لأنّني كنت صغيرة جداً ولا أستطيع المشي لساعات طويلة، لا سيمّا في الطرقات الوعرة. كانت وجهتنا لبنان المجاور، ومحطّتنا الأولى فيه بلدة قانا الجنوبية. هناك، عشنا ثلاثة أعوام، قبل أن ننتقل إلى مخيّم عين الحلوة مع عائلات فلسطينية كثيرة". تضيف: "في قانا، راحت تساعدنا امرأة لبنانية مسيحية، فتقدم لنا الطعام وكلّ احتياجاتنا الأخرى، إلى أن انتقلنا إلى مخيم عين الحلوة، كما هي الحال بالنسبة إلى عائلات فلسطينية كثيرة. هناك، قدّمت لنا أونروا (وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) شادراً آوانا مدّة من الزمن، بالإضافة إلى مؤن غذائية مختلفة، كذلك فتحت المدارس للذين استقرّوا هنا، علماً أنّنا في البداية كنّا نتعلّم في الخيم". وتتابع الحاجة نوفة أنّه "بعد وصولنا إلى عين الحلوة واستقرارنا في المخيم، بدأ والدي يبحث عن عمل في الزراعة كما كان يفعل في فلسطين. لكنّه راح يعمل أجيراً عند الناس، في حين كان صاحب الأرض في الوطن وكان هو يشغّل العمّال عنده. ورحنا نستفيد من الأجر الذي يتقاضاه والدي، وصرنا كذلك نشيّد جدراناً حول الخيمة، تحوّلت إلى بيوت لنا".
اقــرأ أيضاً
وتكمل الحاجة نوفة سردها: "عندما بلغت الرابعة عشرة من عمري، زوّجوني كما هي حال الفتيات بمعظمهنّ، فأنجبت أربعة أبناء وابنتَين اثنتَين. وكان زوجي يعمل في الزراعة، فعشنا ممّا يتيسر لنا من رزق، غير أنّ حياتنا كانت صعبة ومرّة. ففي وقت لاحق، أصيب زوجي بداء السكري وراحت مضاعفاته تكثر، لكنّه اضطر إلى الاستمرار في العمل لأنّه معيل العائلة. بقي كذلك حتى التهبت قدمه، ولم يجد الأطباء حلاً إلى من خلال بترها حتى لا ينتشر الالتهاب في جسده كله. وفي النهاية، فارق الحياة بعد معاناة طالت".
وتشير الحاجة نوفة إلى أنّ "حياتنا لم تكن سهلة وما زالت على حالها، فوضعنا المادي صعب جداً. كذلك أنا امرأة مريضة وأولادي بالكاد يستطيعون تدبير أمور حياتهم اليومية". وإذ تتمنّى "العودة إلى فلسطين"، تعبّر عن رغبة كبيرة في "محو كل مرارة الحياة وقساوتها من ذاكرتي".
تخبر الحاجة نوفة: "عندما خرجنا من فلسطين، حملني والدي على كتفيه لأنّني كنت صغيرة جداً ولا أستطيع المشي لساعات طويلة، لا سيمّا في الطرقات الوعرة. كانت وجهتنا لبنان المجاور، ومحطّتنا الأولى فيه بلدة قانا الجنوبية. هناك، عشنا ثلاثة أعوام، قبل أن ننتقل إلى مخيّم عين الحلوة مع عائلات فلسطينية كثيرة". تضيف: "في قانا، راحت تساعدنا امرأة لبنانية مسيحية، فتقدم لنا الطعام وكلّ احتياجاتنا الأخرى، إلى أن انتقلنا إلى مخيم عين الحلوة، كما هي الحال بالنسبة إلى عائلات فلسطينية كثيرة. هناك، قدّمت لنا أونروا (وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) شادراً آوانا مدّة من الزمن، بالإضافة إلى مؤن غذائية مختلفة، كذلك فتحت المدارس للذين استقرّوا هنا، علماً أنّنا في البداية كنّا نتعلّم في الخيم". وتتابع الحاجة نوفة أنّه "بعد وصولنا إلى عين الحلوة واستقرارنا في المخيم، بدأ والدي يبحث عن عمل في الزراعة كما كان يفعل في فلسطين. لكنّه راح يعمل أجيراً عند الناس، في حين كان صاحب الأرض في الوطن وكان هو يشغّل العمّال عنده. ورحنا نستفيد من الأجر الذي يتقاضاه والدي، وصرنا كذلك نشيّد جدراناً حول الخيمة، تحوّلت إلى بيوت لنا".
وتكمل الحاجة نوفة سردها: "عندما بلغت الرابعة عشرة من عمري، زوّجوني كما هي حال الفتيات بمعظمهنّ، فأنجبت أربعة أبناء وابنتَين اثنتَين. وكان زوجي يعمل في الزراعة، فعشنا ممّا يتيسر لنا من رزق، غير أنّ حياتنا كانت صعبة ومرّة. ففي وقت لاحق، أصيب زوجي بداء السكري وراحت مضاعفاته تكثر، لكنّه اضطر إلى الاستمرار في العمل لأنّه معيل العائلة. بقي كذلك حتى التهبت قدمه، ولم يجد الأطباء حلاً إلى من خلال بترها حتى لا ينتشر الالتهاب في جسده كله. وفي النهاية، فارق الحياة بعد معاناة طالت".
وتشير الحاجة نوفة إلى أنّ "حياتنا لم تكن سهلة وما زالت على حالها، فوضعنا المادي صعب جداً. كذلك أنا امرأة مريضة وأولادي بالكاد يستطيعون تدبير أمور حياتهم اليومية". وإذ تتمنّى "العودة إلى فلسطين"، تعبّر عن رغبة كبيرة في "محو كل مرارة الحياة وقساوتها من ذاكرتي".