لا شكّ أنّ الشابة الباكستانية ملالا يوسف زي، التي فازت بجائزة نوبل للسلام أشهر من أن تعرّف. لكنّها ليست المرأة الوحيدة الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان في بلادها. فمِن هؤلاء نيلام إبرار تشاتان.
تحضّر نيلام فطوراً لأمها وشقيقها الأصغر وتهرع مسرعة خارج المنزل من دون أن تأكل شيئاً. بعد مغادرتها تتلو والدتها مريم بيبي بعض الآيات لحفظ ابنتها. والدها مات قبل 12 عاماً بذبحة قلبية، بحسب موقع "كي بي أر" الإخباري.
تقول الوالدة: "لطالما شجعت نيلام، لأنّ عملها الاجتماعي كان حلم والدها. أريد لابنتي أن تلعب دورها الكامل من أجل أهالي منطقتنا، وفي الوقت نفسه، أن تحقق ذلك الحلم. وأعلم، جيداً، أنّ هنالك من لا يريدونها أن تعمل لمصلحة المجتمع، لكنني لا أبالي بهم، فأنا أثق في ابنتي وفي قدراتها".
تجني مريم 60 دولاراً أميركياً شهرياً في عملها كخياطة. تعطي نصف المبلغ لابنتها من أجل مواد الرسم الخاصة بورشة العمل التي تديرها وتطلق عليها اسم "سلام من أجل جيل جديد".
تبلغ نيلام 21 عاماً. وفي ورشتها المتواضعة تدير جلسات تأهيل لأطفال ترتبط عائلاتهم بشكل أو بآخر بحركة طالبان التي تقاتل الحكومة الباكستانية. وتنظم هذه الجلسات، 15 مرة شهرياً، كلّ مرة في مكان مختلف. وتتضمن نشاطات في الرسم والقراءة، تهدف إلى تعزيز السلام وتثقيف الأطفال حول مفاهيمه. تقول نيلام: "رأيت أطفالاً بعمر 12 و13 عاماً في قريتي انضموا إلى مسلحي طالبان، كي ينالوا بعض المال، أو يخيفوا الآخرين بأسلحتهم. فقررت حينها أن أعمل على إنقاذ الأجيال الجديدة من الإرهاب".
كما تنظّم نيلام جلستين، شهرياً، لنساء اختفى أزواجهن، خلال تلك الحرب، من دون أن يعرف مصيرهم.
وعن عملها هذا بالرغم من عدم تقبّل المجتمع المحافظ له، تقول: "معظم الناس يقولون إنّ النساء لا يمكن أن يفعلن شيئاً إيجابياً في المجتمع. لكنّ هذا يشجعني على أن أثبت لهم خطأهم، فأنا أعمل من أجل الحقوق الأساسية للأطفال مثل حقهم في تلقي التعليم. تمكنت، حتى اليوم، من الوصول إلى أكثر من 500 طفل تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالإرهاب. وعلى الأقل يعيش هؤلاء الأطفال حياة أفضل، اليوم، بفضل ما قمت به".
إقرأ أيضاً: ملالا وكايلاش يفوزان بجائزة نوبل للسلام