إنّه نيمار دا سليفا، بطل "الريمونتادا" التاريخية. نيمار الذي كرهته جماهير باريس سان جيرمان بسبب "معجزة كامب نو" واستقبلته كالبطل بعد أشهر قليلة. نيمار المُتلاعب بقلوب الجماهير الصديقة قبل المنافسة، مثير الشغب داخل غرفة الملابس وخارجها. الغدار الذي لا يعرف الوفاء لأحد، فقميص الفريق بالنسبة له مجرد وسيلة للوصول إلى القمة.
هي صفات "شيطان".. المكر، المراوغة، الغدر، الطمع، التكبر وغيرها الكثير. فإذا كان نيمار رجيماً فلماذا تحيطه هالة العظمة؟ وإن كان ملاكاً فلماذا يلاحقه الجميع بكل خطوة ويقفون له بالمرصاد عند كل حركة؟
انقلب كل شيء بالنسبة لنيمار فجأةً، حلم الكرة الذهبية تحوّل إلى كابوس. جماهير باريس سان جيرمان أعلنت الحرب على البرازيلي وبدون مقدمات، ففي أول مباراة رسمية من الدوري الفرنسي كانت اليافطة الكبيرة التي رُفعت في المدرجات تُفسر كل شيء وبدون أي تفاصيل إضافية: "نيمار أن تصفعك عاهرة هذا لا يحدث إلا في (الريمونتادا)، هل تتذكر؟". هذا عدا عن بيان رابطة مشجعي النادي "الباريسي" الذي طالب نيمار بـ"الرحيل فوراً".
الصورة أمست واضحة، اللاعب الذي يطعن فريقاً دفع له 222 مليون يورو، واللاعب الذي يطعن الجماهير التي استقبلته كالبطل في وسط العاصمة باريس، سقط "جماهيرياً"، فلماذا كل هذا الاهتمام الإعلامي بلاعب لا يحترم أسس كرة القدم وهي الأخلاق الرياضية؟
ويبقى السؤال في قضية "نيمار ساغا"، لماذا يهتم برشلونة بلاعب طعنه بعد "الريمونتادا" التاريخية، لم يحترم زملاءه في التدريبات وتخلّى عن حُب 92 ألف مُشجع في "كامب نو"؟ ولماذا يحتاج ريال مدريد لنيمار رغم استثماره في مشروع نجمه الجديد البلجيكي إدين هازارد، وهو يعلم جيداً أن تصرفات نيمار قد تضرُ بغرفة الملابس كثيراً، والأخيرة من المُسلمات بالنسبة لمدربه زين الدين زيدان؟
نيمار كان بطلاً في برشلونة، وصل بطلاً إلى باريس، ومن هناك انتهت حكاية نجم يريد منافسة ميسي ورونالدو، فالاثنان ما زالا على عرش الكرة العالمية، بينما يعيش نيمار في عالم ينهار تدريجياً من حوله.
نيمار "شيطان" كرهته جماهير برشلونة بعد رحيله، وتحوّل بكل بساطة إلى شر مُطلق في باريس.