مع انتهاء فترة إقامة اللاجئين الأفغان المسجلين لدى الحكومة الباكستانية في ديسمبر/كانون الأول المقبل، تنوي البلاد إزالة جميع المخيّمات، والتي يبلغ عددها نحو تسعين، طبقاً لقرار الحكومة المحلية في إقليم خيبر بختونخوا الباكستاني المجاور لأفغانستان. ويأتي ذلك في سياق سياسة الدولة لترحيل الأفغان الذين يبلغ عددهم نحو ثلاثة ملايين لاجئ، يعيش نصفهم بطريقة غير شرعية.
تغيّرت سياسة باكستان حيال اللاجئين الأفغان بعد هجوم "طالبان باكستان" على مدرسة لأبناء عسكريين في مدينة بشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي. اتخذت الحكومة، بعد التشاور مع المؤسسة العسكرية، مجموعة من الإجراءات، منها ترحيل اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في باكستان منذ أكثر من ثلاثة عقود، بحجة أن بعضهم يتورط في أعمال العنف التي تشهدها البلاد.
هذا القرار أثارَ ردود أفعال المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية، ما أجبر باكستان على إرجاء قرارها آنذاك، لا سيما أن هناك خشية من تدهور العلاقات بين كابول وإسلام آباد. وعلى الرغم من إرجاء باكستان قرارها ولو لأشهر، إلا أن الشرطة لم تمتنع عن ممارسة الضغوط والعنف بحق اللاجئين. فالحملات الأمنية ما زالت متواصلة، فيما يقبع آلاف الأفغان خلف القضبان. وتقول تقارير إعلامية إن أكثر من خمسة آلاف لاجئ يقبعون في السجون الباكستانية، عدا عن ترحيل أعداد كبيرة منهم بحجة الإقامة غير الشرعية.
وما يزيدُ من معاناة اللاجئ الأفغاني، الخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم خيبر بختونخوا، والتي يتزعمها حزب حركة الإنصاف بزعامة عمران خان، أحد أبرز المعارضين لرئيس الوزراء نواز شريف. وعلى الرغم من إعلان الحكومة الإقليمية الرضوخ لقرار عدم ترحيل اللاجئين الأفغان عنوة، إلا أنها ما زالت تتعامل معهم بقسوة.
يملك محمد جمال، وهو لاجئ أفغاني، محلاً للأحذية في أحد أسواق بشاور. اعتقل من قبل الشرطة ثلاث مرات، ودفع كل مرة أكثر من ثلاثة آلاف روبية في مقابل الإفراج عنه. وعلى الرغم من أنه مسجل لدى الحكومة، تعرض للضرب والتعذيب، بعدما رفض إعطاء المبلغ المطلوب في إحدى المرات. يقول لـ"العربي الجديد": "سئمت الحياة في باكستان. نتعرض يومياً للاعتقال، حتى إن الشرطة بدأت تداهم منازلنا ليلاً وتأخذ الرشاوى بحجة أو بأخرى".
وفي إيران التي تحتضن نحو مليون ونصف المليون لاجئ أفغاني، لا تختلف المعاناة كثيراً. يتعرّض هؤلاء للتعذيب والعنف بحجة الدخول إلى إيران بطريقة غير شرعية، أو تجنيدهم في سورية والعراق، أو إعدامهم بحجة تهريب المخدرات. وبات اللاجئ الأفغاني محروماً من الاحتياجات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية وغيرها.
وأخيراً، أعلنت الحكومة الأفغانية أن وضع اللاجئين الأفغان في إيران قد تحسن نسبياً، بعدما زار وزير المهاجرين الأفغاني سيد حسين عالمي بلخي طهران الشهر الماضي، وطالب السلطات الإيرانية بتغيير تعاملها مع اللاجئين الأفغان.
في المقابل، وافقت طهران على تسجيل اللاجئين غير المسجلين، وتوفير الرعاية الطبية لهم، مع السماح لهم بإرسال أولادهم إلى المدارس الإيرانية.
مع ذلك، لم يتغيّر وضع اللاجئين في إيران، بحسب محمد إدريس الذي غادرها أخيراً. يقول لـ"العربي الجديد": "لم ألحظ تغييراً كبيراً على الأرض، لأن الشرطة الإيرانية ما زالت تمارس العنف خلال تعاملها مع اللاجئين. أما التعليم والرعاية، فهما حلم لا أكثر".
وعلى الرغم من وجود قواسم مشتركة بين اللاجئين الأفغان في إيران وباكستان، يبقى وضعهم في إسلام آباد أفضل، خصوصاً في مجال التعليم والرعاية الصحية. وتجدر الإشارة إلى أن المواطن الأفغاني ما زال مصراً على الهجرة إلى باكستان وإيران، بحثاً عن لقمة العيش.
وأقامت الحكومة الأفغانية في الداخل، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مخيمات عدة للنازحين. في ضواحي العاصمة الأفغانية كابول، مخيم للنازحين من الأقاليم الجنوبية إثر الحروب الطاحنة بين الحكومة وحركة "طالبان". وما زال سكانه محرومين من الاحتياجات الأولية. يقول جانان، أحد قاطني المخيم، لـ"العربي الجديد": "لن نأمل بتعليم الأطفال والحصول على الرعاية الصحية. نريد توفير الغذاء لأطفالنا فقط ".
وما زال التهجير متواصلاً. ففي المناطق الحدودية مع باكستان في إقليم ننجرهار، أدت الحروب الطاحنة بين "طالبان" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتي بدأت قبل شهرين، إلى تهجير مئات الأسر.
إقرأ أيضاً: لاجئو وزيرستان.. تعليم الأطفال هاجسهم في أفغانستان
تغيّرت سياسة باكستان حيال اللاجئين الأفغان بعد هجوم "طالبان باكستان" على مدرسة لأبناء عسكريين في مدينة بشاور، عاصمة إقليم خيبر بختونخوا، في ديسمبر/كانون الأول الماضي. اتخذت الحكومة، بعد التشاور مع المؤسسة العسكرية، مجموعة من الإجراءات، منها ترحيل اللاجئين الأفغان الذين يعيشون في باكستان منذ أكثر من ثلاثة عقود، بحجة أن بعضهم يتورط في أعمال العنف التي تشهدها البلاد.
هذا القرار أثارَ ردود أفعال المجتمع الدولي والحكومة الأفغانية، ما أجبر باكستان على إرجاء قرارها آنذاك، لا سيما أن هناك خشية من تدهور العلاقات بين كابول وإسلام آباد. وعلى الرغم من إرجاء باكستان قرارها ولو لأشهر، إلا أن الشرطة لم تمتنع عن ممارسة الضغوط والعنف بحق اللاجئين. فالحملات الأمنية ما زالت متواصلة، فيما يقبع آلاف الأفغان خلف القضبان. وتقول تقارير إعلامية إن أكثر من خمسة آلاف لاجئ يقبعون في السجون الباكستانية، عدا عن ترحيل أعداد كبيرة منهم بحجة الإقامة غير الشرعية.
وما يزيدُ من معاناة اللاجئ الأفغاني، الخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم خيبر بختونخوا، والتي يتزعمها حزب حركة الإنصاف بزعامة عمران خان، أحد أبرز المعارضين لرئيس الوزراء نواز شريف. وعلى الرغم من إعلان الحكومة الإقليمية الرضوخ لقرار عدم ترحيل اللاجئين الأفغان عنوة، إلا أنها ما زالت تتعامل معهم بقسوة.
يملك محمد جمال، وهو لاجئ أفغاني، محلاً للأحذية في أحد أسواق بشاور. اعتقل من قبل الشرطة ثلاث مرات، ودفع كل مرة أكثر من ثلاثة آلاف روبية في مقابل الإفراج عنه. وعلى الرغم من أنه مسجل لدى الحكومة، تعرض للضرب والتعذيب، بعدما رفض إعطاء المبلغ المطلوب في إحدى المرات. يقول لـ"العربي الجديد": "سئمت الحياة في باكستان. نتعرض يومياً للاعتقال، حتى إن الشرطة بدأت تداهم منازلنا ليلاً وتأخذ الرشاوى بحجة أو بأخرى".
وفي إيران التي تحتضن نحو مليون ونصف المليون لاجئ أفغاني، لا تختلف المعاناة كثيراً. يتعرّض هؤلاء للتعذيب والعنف بحجة الدخول إلى إيران بطريقة غير شرعية، أو تجنيدهم في سورية والعراق، أو إعدامهم بحجة تهريب المخدرات. وبات اللاجئ الأفغاني محروماً من الاحتياجات الأساسية كالتعليم والرعاية الصحية وغيرها.
وأخيراً، أعلنت الحكومة الأفغانية أن وضع اللاجئين الأفغان في إيران قد تحسن نسبياً، بعدما زار وزير المهاجرين الأفغاني سيد حسين عالمي بلخي طهران الشهر الماضي، وطالب السلطات الإيرانية بتغيير تعاملها مع اللاجئين الأفغان.
في المقابل، وافقت طهران على تسجيل اللاجئين غير المسجلين، وتوفير الرعاية الطبية لهم، مع السماح لهم بإرسال أولادهم إلى المدارس الإيرانية.
مع ذلك، لم يتغيّر وضع اللاجئين في إيران، بحسب محمد إدريس الذي غادرها أخيراً. يقول لـ"العربي الجديد": "لم ألحظ تغييراً كبيراً على الأرض، لأن الشرطة الإيرانية ما زالت تمارس العنف خلال تعاملها مع اللاجئين. أما التعليم والرعاية، فهما حلم لا أكثر".
وعلى الرغم من وجود قواسم مشتركة بين اللاجئين الأفغان في إيران وباكستان، يبقى وضعهم في إسلام آباد أفضل، خصوصاً في مجال التعليم والرعاية الصحية. وتجدر الإشارة إلى أن المواطن الأفغاني ما زال مصراً على الهجرة إلى باكستان وإيران، بحثاً عن لقمة العيش.
وأقامت الحكومة الأفغانية في الداخل، بالتنسيق مع الأمم المتحدة، مخيمات عدة للنازحين. في ضواحي العاصمة الأفغانية كابول، مخيم للنازحين من الأقاليم الجنوبية إثر الحروب الطاحنة بين الحكومة وحركة "طالبان". وما زال سكانه محرومين من الاحتياجات الأولية. يقول جانان، أحد قاطني المخيم، لـ"العربي الجديد": "لن نأمل بتعليم الأطفال والحصول على الرعاية الصحية. نريد توفير الغذاء لأطفالنا فقط ".
وما زال التهجير متواصلاً. ففي المناطق الحدودية مع باكستان في إقليم ننجرهار، أدت الحروب الطاحنة بين "طالبان" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، والتي بدأت قبل شهرين، إلى تهجير مئات الأسر.
إقرأ أيضاً: لاجئو وزيرستان.. تعليم الأطفال هاجسهم في أفغانستان