كشفت مصادر رئاسية يمنية، لـ"العربي الجديد"، أن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، ونائبه، خالد محفوظ بحاح، يعتزمان إصدار قرار يقضي بتشكيل لجنة حكومية معنية بمتابعة المهام المناطة بالدولة في ظل "عاصفة الحزم".
وأفادت المصادر أن اللجنة، التي يتم التشاور حول قوامها، ستكون بمثابة "مجموعة أزمة"، مشكّلة من سبعة إلى عشرة أعضاء مهمتهم التنسيق مع دول التحالف للتخفيف من المعاناة الإنسانية والمعيشية جراء تمرد جماعة الحوثيين وحليفها، الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح.
ولفتت إلى أن تشكيل حكومة تصريف أعمال مؤقتة أمر غير وارد حالياً، ولذا سيُستعاض عنها بـ"مجموعة أزمة" تتولى تصريف الأمور العاجلة، مثل تنسيق الدعم الإغاثي والمجهود العسكري والإعلامي والدبلوماسي، والعمل على توفير الحد الأدنى على الأقل، من الجوانب الخدمية، التي افتقدتها العديد من محافظات البلاد في الأسبوع الأخير.
وكان هادي قد عيّن، يوم الأحد الماضي، رئيس حكومة الكفاءات المستقيلة، خالد بحّاح، نائباً له ورئيساً للوزراء، وقد اعتبر عديدون أن بحاح سيحمل على كاهله في الفترة المقبلة جزءاً كبيراً من المهام الرئاسية، التي كانت ملقاة على عاتق هادي، وذلك لأسباب عديدة، منها، كما تقول المصادر، حالة الرئيس الصحية، بعد تراكم الإجهاد عليه منذ انقلاب الحوثيين وصالح في يناير/كانون الثاني الماضي، ووقوعه تحت الإقامة الجبرية من قبل الجماعة لمدة شهر، ثم تمكنه من الإفلات إلى مدينة عدن جنوبي البلاد، والتي غادرها هي الأخرى، مُكرهاً إلى العاصمة السعودية الرياض، بعد تعرّض مقر إقامته في عدن لقصف جوي من طيران الحوثيين وقوات صالح أكثر من مرة.
لكن مصدراً في الرئاسة اليمنية أوضح، لـ"العربي الجديد"، أن بحاح لن يُمنح أية صلاحيات في الشؤون العسكرية، لأن القرار لم ينص على تعيينه نائباً للقائد الأعلى للقوات المسلحة. وأشار المصدر إلى أن هادي سيظل ممسكاً بالملف العسكري نظرا لخلفيته العسكرية، وأن تعيين نائب للرئيس يصب في مصلحة البلاد من أجل تمكين القائد الأعلى للقوات المسلّحة من تكريس وقته لبناء جيش وطني يمني موحّد بعيداً عن الولاءات الحزبية والمناطقية والعائلية.
اقرأ أيضاً: هادي يعيّن بحاح نائباً له ورئيساً للحكومة
مخرج من الأزمة؟
ولقي تعيين بحاح نائباً للرئيس ردود فعل متباينة، وكان الترحيب بالقرار هو السمة الغالبة على ردود الفعل. وقد اعتبر المحلل السياسي اليمني، مصطفى راجح، في تصريح، لـ"العربي الجديد"، أن "تعيين بحاح يخلق فرصة لمسار سياسي يخرج اليمن من الحرب الداخلية (الحوثية الصالحية) والتدخّل الخارجي من قبل التحالف، لأن الوضع وصل إلى طريق مسدود ولأن اليمنيين أصبحوا واقعين بين كماشة الحرب الداخلية والتدخّل الخارجي"، وفق تعبيره.
وأضاف راجح: "وجود بحاح فرصة يجب أن تُستغل لأنها يمكن أن تمثّل مخرج طوارئ لتحالف الحوثي وصالح، الذي وإن تمكن من السيطرة على اليمن كاملاً، فليست لديه أية شرعية، كما يمثّل شبه إنقاذ للشعب، وخصوصاً أن بحاح عُرف بموقفه الجيد، وأصبح الناس يسمونه ابن اليمن، وبالتالي تعيينه بصيص أمل وفرصة إذا ما التقطتها جميع الأطراف".
في المقابل، برزت أصوات أخرى تقلل من أهمية تعيين بحاح، من بينها الأمين العام لحزب "الحق"، المقرب من الحوثيين، حسن زيد، الذي قال، في تصريح لـ"العربي الجديد"، إنه "في ظل استمرار القصف الجنوني الذي يستهدف اليمن كله بكل مكوناته ورموزه التاريخية، أعتقد أن لا أحد سيهتم بتعيين بحاح، فالكل منصرف في التفكير في كيفية وقف العدوان والرد عليه".
ولفت زيد إلى أن "بحاح كان مرشح أنصار الله (الحوثيين) لرئاسة مجلس الرئاسة ووافق على ذلك الحراك (الجنوبي) المشارك في الحوار"، مشيراً إلى أن بحاح على علاقة قوية بالسعودية "ومن أقرب الشخصيات العامة للإخوان المسلمين في اليمن، وقد كان عضواً في المؤتمر الشعبي العام وقريباً من كثير من الشخصيات القيادية للمؤتمر، خصوصاً صالح الذي استوزره سابقاً، ولكنه على خلاف حاد مع أمين المؤتمر الشعبي، عارف الزوكا، ونائب رئيس المؤتمر، أحمد عبيد بن دغر، والحزب الاشتراكي".
وأضاف زيد: "أظن سيجدون في خالد بحاح حلاً ومخرجاً من الأزمة، ولكن تعيينه من الرياض وعلى الرغم من أن القرار سعودي 100 في المائة، إلا أن الذكاء الفطري لهادي ربما يكون قد قطع الطريق على بحاح، لأن تعيينه من الرياض ومن قِبله ومن دون تشاور معلن مع القوى السياسية هو ضرب لا يخلو من مناورة، كما فعل في دفعه للاستقالة من الحكومة أولاً، ثم استقال كي لا يكون بديلاً له".
اقرأ أيضاً: بدائل لـ"عاصفة الحزم" تسبق إدخال القوات البرية