كانت لا تزال طفلة حين عرف أهلها عن طريق معلمتها، أنها تعاني من إعاقة ذهنية. لكن هبة عبد الحكيم الحاج رفضت الاستسلام لإعاقتها، وأصرت على أن يكون لها دور في الحياة، حالها حال بقية الناس. وهذا ما حصل. انتسبت إلى مركز غسان كنفاني الموجود في مخيم عين الحلوة في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، مذ كانت في الثالثة من عمرها فقط. تعلمت القراءة والكتابة وفنون الرسم والأشغال اليدوية وغيرها. وعندما كبرت، التحقت بأحد الصفوف الذي يساعد في تنمية قدرات المعوق، بالإضافة إلى الانخراط في المجتمع. ومع الوقت، عملت كمساعدة لمعلمة في صفوف الروضة في المؤسسة ذاتها، وصارت تتقاضى راتباً شهرياً من عملها، وبات بإمكانها مساعة أهلها وتأمين احتياجاتهم الخاصة.
تعاني عبد الحكيم من إعاقة ذهنية. لم يكن أهلها قد لاحظوا ذلك، بل كانت معلمتها في الروضة. على الرغم من ذلك، أصر أهلها على تعليمها، قبل أن يتبيّن أنها تعاني من صعوبات تعليمية، ولا تستطيع اللحاق بزملائها على اعتبار أن قدرتها على الاستيعاب أقل. تنتمي هذه الفتاة إلى عائلة فقيرة، فيما يعاني شقيقها من شلل دماغي، ما اضطره إلى البقاء في البيت.
ولدت هبة عام 1986. تقول لـ "العربي الجديد": "انتسبتُ إلى مؤسسة غسان كنفاني حين كنت في الثالثة من عمري. في وقت لاحق، التحقتُ بإحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للدراسة، قبل أن أعود مجدداً إلى المؤسسة".
وتقول إحدى العاملات في المركز إن "الصف الذي انتسبتْ إليه يهدف إلى تأهيل الطلاب المعوقين، ليتمكنوا من تعلم مهنة والانخراط في المجتمع".
تضيف عبد الحكيم أنها "كانت تتعلّم الأشغال اليدوية مع الأطفال "قبل أن أصبح معلمة". وتتابع: "صرت أساعد المعلمات خلال عملهن في الصفوف"، مشيرة إلى أنها أحبت عملها كثيراً لشدة تعلقها بالأطفال. أكثر من ذلك، تحب انشاء روضة أطفال ومساعدة أكبر عدد منهم. توضح أنها كانت تعاني من "تجفاف في الدماغ". مع ذلك، لم تستسلم. على العكس، تعلمت وتغلبت على كثير من الصعوبات التي واجهتها.
وتوضح أن مساعدة الأطفال هي شغفها في الحياة. "عندما نقوم برحلة مع الأطفال أعتني بهم، وأساعدهم حتى لا يتعرضوا لأي إصابة". وتشير إلى أنها خلال عملها كمساعدة للمعلمات، تتقاضى راتباً لا بأس به، وصار يمكنها مساعدة أهلها الذين يعانون من ضيق مادي. أيضاً، صار يمكنها شراء الثياب واللوازم الخاصة بها التي تحتاجها، من دون أن تضطر إلى طلب المال من أحد.
تقول عبد الحكيم: "أحب الأطفال كثيراً". تبدو سعيدة لأنهم ينادونها "ماما". من جهة أخرى، تشير إلى أنها تساعد أمها في أعمال البيت أيضاً. وعندما يعود الأطفال إلى بيوتهم، تبقى في المؤسسة لبعض الوقت لمتابعة تعليمها في صفوف الأكبر سناً، لأنه "ما زال ينقصني الكثير. أتابع التعليم حتى لا أنسى القراءة والكتابة، وأهتم بالتركيز على اختيار المواضيع التي يمكن من خلالها مساعدة الأطفال". إلى ذلك، تتعلم مختلف الفنون كالرسم والتلوين وغيرها.
تلفت عبد الحكيم إلى أن "الأطفال هم العالم بالنسبة إلي، وأكثر ما يعنيني في الحياة هو رعايتهم. لا أفكر أبداً في الابتعاد عنهم. لذلك، أرغب في أن يكون لي روضة خاصة أعلم فيها الأطفال وأساعدهم حتى يكبروا ويشقوا طريقهم". أيضاً، ترغب في مساعدة الأهالي الذين لا يستطيعون دفع الأقساط لأولادهم. هي قادرة على مشاركتهم معاناتهم وخصوصاً أن عائلتها عانت من الأمر نفسه. تختم حديثها قائلة: "كنت محظوظة بالانتساب إلى مؤسسة غسان كنفاني، لأنني تعلمت كثيراً من خلالها واستطاعت أن أثبت أنه باستطاعة المعوق التعلم والعمل في بيئة حاضنة، ووسط أناس يحبونه ويخافون عليه، ووسط أهل لا يعتبرون الإعاقة عائقاً". ما زال لدى عبد الحكيم أحلام كثيرة، ولن ترتاح قبل تحقيقها.
إقرأ أيضاً: الشلل لم ينتصر على جواهر
تعاني عبد الحكيم من إعاقة ذهنية. لم يكن أهلها قد لاحظوا ذلك، بل كانت معلمتها في الروضة. على الرغم من ذلك، أصر أهلها على تعليمها، قبل أن يتبيّن أنها تعاني من صعوبات تعليمية، ولا تستطيع اللحاق بزملائها على اعتبار أن قدرتها على الاستيعاب أقل. تنتمي هذه الفتاة إلى عائلة فقيرة، فيما يعاني شقيقها من شلل دماغي، ما اضطره إلى البقاء في البيت.
ولدت هبة عام 1986. تقول لـ "العربي الجديد": "انتسبتُ إلى مؤسسة غسان كنفاني حين كنت في الثالثة من عمري. في وقت لاحق، التحقتُ بإحدى مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) للدراسة، قبل أن أعود مجدداً إلى المؤسسة".
وتقول إحدى العاملات في المركز إن "الصف الذي انتسبتْ إليه يهدف إلى تأهيل الطلاب المعوقين، ليتمكنوا من تعلم مهنة والانخراط في المجتمع".
تضيف عبد الحكيم أنها "كانت تتعلّم الأشغال اليدوية مع الأطفال "قبل أن أصبح معلمة". وتتابع: "صرت أساعد المعلمات خلال عملهن في الصفوف"، مشيرة إلى أنها أحبت عملها كثيراً لشدة تعلقها بالأطفال. أكثر من ذلك، تحب انشاء روضة أطفال ومساعدة أكبر عدد منهم. توضح أنها كانت تعاني من "تجفاف في الدماغ". مع ذلك، لم تستسلم. على العكس، تعلمت وتغلبت على كثير من الصعوبات التي واجهتها.
وتوضح أن مساعدة الأطفال هي شغفها في الحياة. "عندما نقوم برحلة مع الأطفال أعتني بهم، وأساعدهم حتى لا يتعرضوا لأي إصابة". وتشير إلى أنها خلال عملها كمساعدة للمعلمات، تتقاضى راتباً لا بأس به، وصار يمكنها مساعدة أهلها الذين يعانون من ضيق مادي. أيضاً، صار يمكنها شراء الثياب واللوازم الخاصة بها التي تحتاجها، من دون أن تضطر إلى طلب المال من أحد.
تقول عبد الحكيم: "أحب الأطفال كثيراً". تبدو سعيدة لأنهم ينادونها "ماما". من جهة أخرى، تشير إلى أنها تساعد أمها في أعمال البيت أيضاً. وعندما يعود الأطفال إلى بيوتهم، تبقى في المؤسسة لبعض الوقت لمتابعة تعليمها في صفوف الأكبر سناً، لأنه "ما زال ينقصني الكثير. أتابع التعليم حتى لا أنسى القراءة والكتابة، وأهتم بالتركيز على اختيار المواضيع التي يمكن من خلالها مساعدة الأطفال". إلى ذلك، تتعلم مختلف الفنون كالرسم والتلوين وغيرها.
تلفت عبد الحكيم إلى أن "الأطفال هم العالم بالنسبة إلي، وأكثر ما يعنيني في الحياة هو رعايتهم. لا أفكر أبداً في الابتعاد عنهم. لذلك، أرغب في أن يكون لي روضة خاصة أعلم فيها الأطفال وأساعدهم حتى يكبروا ويشقوا طريقهم". أيضاً، ترغب في مساعدة الأهالي الذين لا يستطيعون دفع الأقساط لأولادهم. هي قادرة على مشاركتهم معاناتهم وخصوصاً أن عائلتها عانت من الأمر نفسه. تختم حديثها قائلة: "كنت محظوظة بالانتساب إلى مؤسسة غسان كنفاني، لأنني تعلمت كثيراً من خلالها واستطاعت أن أثبت أنه باستطاعة المعوق التعلم والعمل في بيئة حاضنة، ووسط أناس يحبونه ويخافون عليه، ووسط أهل لا يعتبرون الإعاقة عائقاً". ما زال لدى عبد الحكيم أحلام كثيرة، ولن ترتاح قبل تحقيقها.
إقرأ أيضاً: الشلل لم ينتصر على جواهر