في أوسع هجوم ينفذه تنظيم "داعش" الإرهابي بالعراق، منذ إعلان الحكومة العراقية رسمياً انكساره وتحرير كافة الأراضي والمدن من سيطرته، استهدف التنظيم، في ساعة متأخرة من ليل أمس الأحد، بهجمات مباغتة، عدة أهداف في مناطق جنوب وجنوب غربي كركوك، شمال العراق، أسفرت عن مقتل وإصابة ما لا يقل عن 40 عنصراً من الأمن والجيش، ومليشيات "الحشد الشعبي" ومدنيين.
وقال مسؤول بالشرطة العراقية لـ"العربي الجديد"، إن هجمات مباغتة لتنظيم "داعش" استهدفت، ليل أمس، مناطق الشريعة وناحية الرياض وطريق الحويجة، عبر اقتحام منازل وحواجز تفتيش ونقاط مراقبة، ومنازل زعماء عشائريين مناهضين للتنظيم.
وبيّن المسؤول ذاته أن إحدى الهجمات أسفرت عن مقتل مدير مركز شرطة منطقة الشريعة جنوب غرب كركوك مع نجله وخمسة من أفراد حمايته، كما تم اغتيال قائد فصيل الجحيش بـ"الحشد الشعبي"، وليد الجحيشي، مع زوجته في المنطقة ذاتها.
كما أشار إلى أنّ "داعش" شنّ في الوقت نفسه هجوماً مباغتاً على تجمع لمليشيا "الحشد الشعبي" على طريق الحويجة– كركوك، ما أدى إلى مقتل أكثر من عشرين عنصراً بالمليشيا وسبعة مدنيين"، مؤكداً أن الهجوم، الذي انتهى في الساعة الثالثة فجراً، تسبب بنشر الرعب في صفوف سكان مناطق جنوب كركوك، الذين اضطر عدد كبير منهم للمغادرة خشية تجدد الهجمات.
إلى ذلك، أكد مسؤول محلي في مجلس محافظة كركوك (الحكومة المحلية) قيام الجيش بإرسال تعزيزات للمنطقة، مبينا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "المهاجمين انسحبوا باتجاه مناطق صحراوية بين نينوى وكركوك، مستغلين الظلام الدامس"، كاشفا عن حملة عسكرية واسعة ستنطلق خلال الساعات المقبلة، لتتبع مواقعهم التي انطلقوا منها لتنفيذ هجماتهم بإسناد من طيران الجيش العراقي.
من جهته، قال القيادي في "حشد الجبور"، عمر الجبوري، إن "السبيل الأفضل للحد من هجمات تنظيم "داعش" يكون بالاعتماد على مقاتلي العشائر، وتسليحهم بشكل مناسب"، مؤكداً لـ"العربي الجديد"، أن "المقاتلين القبليين لديهم تجارب ناجحة سابقة في الحرب على الإرهاب، لا بد من رعايتها ودعمها، لتسهم بشكل فاعل في حفظ أمن المحافظة".