لاتزال منطقة غدوة جنوب ليبيا، تشهد كرا وفرا بين قوات تنتمي لقبيلة التبو، وقوات اللواء خليفة حفتر التي تحاول اقتحام المدينة في إطار حملتها العسكرية التي أعلن عنها حفتر، منتصف الشهر الماضي.
وذكر مصدر عسكري تابع لقوات حفتر، فضل عدم ذكر اسمه، أن الهدوء الحذر يسود منطقة غدوة اليوم الثلاثاء بعد اشتباكات يوم أمس، التي قتل فيها ثلاثة وأصيب خمسة بصفوف قوات حفتر، لكنه لفت إلى أن طيران الأخير الذي يشارك في اقتحام المنطقة "لا يزال يستهدف تمركزات داخل المنطقة".
وأكد المصدر لـ"العربي الجديد" أن "عملية إحكام السيطرة على سبها قد شارفت على الانتهاء، وأن مرحلة التوسع باتجاه مناطق أخرى بالجنوب أولها منطقة غدوة بدأت بالتوازي منذ أيام دون أن تحقق أي تقدم حتى الآن".
ولفت إلى "إصرار قيادة قوات حفتر على التوجه للسيطرة الكاملة على منطقة حوض مرزق لطرد المرتزقة التشاديين"، مشيرا إلى أن عملية حفتر الحالية "لا تستهدف أي مكون قبلي بالجنوب".
وفيما تؤكد قوات حفتر من خلال فيديوهات بثتها "شعبة الإعلام الحربي" إلقاء القبض على عدد من عناصر المعارضة التشادية خلال قتالها في منطقة غدوة، تتهم قبائل التبو، التي تقطن عدة مناطق بالجنوب من بينها غدوة ومرزق والقطرون، (الأخيرة قريبة من الحدود التشادية)، قوات حفتر بشن "حملة تطهير عرقي ممنهح ضد التبو".
ودعا أهالي مرزق، ذات الغالبية التباوية، في بيان لهم، المجتمع الدولي لحماية مكون التبو بالجنوب، مؤكدين أن عملية حفتر العسكرية بالجنوب "تجري من خلال مليشيات قبلية تحت غطاء جيش الكرامة تتحرك في المنطقة بذريعة تطهير الجنوب"، وأن "هذه المليشيات مدعومة من قوة حركة العدل والمساواة السودانية تسعى لإبادة التبو في الجنوب".
وأكدوا أن مواصلة العملية العسكرية ستدخل "المنطقة في حرب مفتوحة طويلة الأمد".
وفي سياق منفصل، أعلن عدد من أعيان مدينة غريان، جنوب غرب طرابلس بنحو 70 كم، عن رفضهم "لعسكرة الدولة"، معتبرين أن اطرافا تسعى لـ"فرض أجندة الانقلابين وزرع الفتنة بين أبناء المدينة".
وجاء بيان أهالي غريان بعد تقدم قوات حفتر إلى منطقة الأصابعة المتاخمة لهم الأحد الماضي، وتمركزها في منافذ المنطقة، مؤكدين أن "غريان لن تكون ممرا لأي قوة تسعى لزعزعة أمن واستقرار البلاد".
وتوجه الأهالي إلى حفتر بالقول "إن الوصول إلى السلطة لن يكون إلا عبر صناديق الانتخابات لا بطريق السلاح".