يوشك سكان بلدة كوريبو الجبلية السويسرية على الانقراض، بعد أن وصل عددهم إلى 16 شخصاً كلهم على مشارف التسعينيات، في الوقت الذي سافر فيه جميع الشبان بحثًا عن الحياة الحديثة في مكان آخر.
ولم يقف المجتمع المحلي للقرية الواقعة في منطقة تيتشينو، مكتوف الأيدي تجاه القضية. إذ كشف النقاب مؤخرًا عن مشروع افتتاح فندق على أمل جذب الزوار، في محاولة لإنقاذ القرية التي يبلغ عمرها 300 عام. وقال مدير السياحة في تيتشينو، إيليا فرابولي، "ستكون زيارة القرية لمدة أسبوع أو اثنين، أمرًا مرحبًا به من قبل الكثير من الناس، على الرغم من بعدها 30 دقيقة عن أقرب مدينة".
خطّط السكان لتحويل 60 منزلًا حجريًا فارغًا لم يعد معظمها مأهولًا منذ عام 1950، إلى غرف مناسبة للسياح بين ليلة وضحاها، على الرغم من عدم وجود أية مدرسة، أو متجر في القرية، ولا حتى الخدمات الأساسية المرتبطة بالحياة المعاصرة، والفكرة تهدف إلى جعل القرية مريحة للضيوف، مع المحافظة على كل بيت كما هو، لأن التراث بالنسبة للسكان أمر شديد الأهمية، وفقًا لما نقلت صحيفة "ديلي ميل".
ويبلغ عدد سكان القرية 16 شخصاً، جميعهم متقاعدون عدا كلوديو سيتريني الذي يشغل منصب العمدة. ويقول: "آمل أن يعيش البقية أطول وقت ممكن، وإلا لن يبقى أحد في القرية على الإطلاق، وهذا ما يسمى بالمأساة الحقيقية".
وتستغرق الرحلة من أقرب مدينة "لوكرانو"، إلى القرية حوالي 30 دقيقة بالسيارة، وعلى الرغم من صعوبة الطريق وضيق مساره وانحنائه، يصر السيد فرابولي على خصوصية القرية، ويقول: "القدوم إليها وكأنك تسافر عبر الزمن إلى قرن آخر" ويضيف: "الوقت بطيء هنا، والجميع يعرفون بعضهم، لذا ستشعر بأصالة العيش في القرية التي ما تزال كما هي منذ قرون".
تعد فكرة "الفندق المتناثر"، المجهز على مدى عدة أبنية متفرقة، هي الأولى من نوعها في سويسرا، على الرغم من تجربتها قبل وقت سابق في إيطاليا، إلا أن ما يميز هذه القرية الفريدة المكونة من أكثر من 60 منزلًا حجريًا تقليديًا بأسطح حجرية جافة، هو أنها محمية كمعلم تاريخي، مما يعني عدم إمكانية تغيير المظهر الخارجي للمباني.