فقد قال أحدهم له إنه "حين يعود الطلبة مرضى نعرف من أنت وأين تكون"، وفق ما قاله المدير للتلفزيون الدنماركي، دي آر، بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً يحذره من إتمام أربعة من صفوف الثانوية "رحلة دراسية إلى روما" تبدأ من اليوم وغداً.
فالمدير الذي أصر على المضي في التقليد السنوي للثانويات الدنماركية بالسفر إلى بلد معين، وجد تأييداً من قبل مدرسي الصفوف (ثاني ثانوي) شرط "اتباع إرشادات وزارة الخارجية في السياق"، والتي لم تمنع السفر إلى كل المناطق الإيطالية باستثناء تلك التي انتشر فيها الفيروس شمالي إيطاليا.
ويذكر مدير المدرسة المُهدد، أن أحد الصفوف المفترض سفر طلابه إلى بولونيا، الواقعة إلى جنوب شرق ميلانو، "جرى إلغاء رحلته، ولم أسمع أي اعتراض من الأهل والأساتذة على إتمام رحلتنا المخطط لها منذ فترة للمناطق الأخرى، ولم يجر إجبار أحد على المشاركة في الرحلة الدراسية"، رغم أن بعضهم وفقاً للقناة عبروا عن خوفهم من السفر.
ويذكر بعضهم أنهم شعروا "بمأزق فقدان أموال الرحلة وبنفس الوقت الخوف من مخاطر نقل عدوى للأهل"، ورغم ذلك يدعمون مديرهم في قراره بعد تلقيه اتصالات هاتفية ورسائل إلكترونية تهدده لوقف رحلة الطلاب. الفزع من كورونا في الدنمارك، بعد اكتشاف أربع حالات، اثنتان منها بسبب رحلة تزلج على الثلوج في شمالي إيطاليا، التي سجلت أكثر من 1576 حالة ووفاة 34 مريضاً، دفع بالبعض من مهددي مدير الثانوية هينسهولم، الذي صبر كثيراً وهو يتلقى اتصالات تهديد، إلى مناقشات عدها "غريبة".
فالبعض راح يناقشه بنظرية "المؤامرة من حكومة عالمية تسيطر على العالم وتنشر الأوبئة"، حسب قوله.
وفي إشارة إلى هذه الهستيريا، يذكر المدير أنه حين حاول مقاطعتهم "أصبحت فجأة عضواً في هذه الحكومة العالمية التي تسيطر على مجريات أحداث العالم"، فقال له البعض بغضب: "أنت مشارك في المؤامرة لقتلنا جميعاً قبل أن تغادر إلى دولة اليهود.. إذا مرض أي من الذين أحبهم فسوف تدفع الثمن شخصياً". المدير الذي تلقى هذه التهديدات يقول إنه "متأكد من أن لا أحد من الطلبة مشارك في هذه التهديدات، فهي أصوات لأناس كبار في السن وليسوا يافعين".
ويبرر هينسهولم ما تعرض له من تهديدات بالقول: "لم أغير رأيي وأفهم أن التهديدات تعبر عن خوف البعض بشكل كبير". ووفقاً لما نقلت عنه التلفزة الدنماركية، فإن مدير الثانوية لم يقم بتقديم شكوى تهديد إلى الشرطة "إنني أقيّم الموضوع ولم أتخذ قراراً بالشكوى بعد".