وقلل المصدر من الأهمية "العسكرية" لزيارة رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو لقبر "الجد" قبل أيام"، واضعا إياها في سياقها "السياسي" الذي يشير إلى رغبة الحكومة التركية بالتعبير "عن التنامي الكبير لنفوذها داخل الشمال السوري، والذي لا يعني أي تلويح بتدخل عسكري من خلال الجيش التركي".
ويستدعي المصدر الذي راقب من كثب تقدم المعارضة المسلحة بقيادة جيش الفتح في إدلب وجسر الشغور وسهل الغاب بعض التفاصيل التي يستند إليها في وجهة نظره، ويقول إن "المسؤولين الأتراك هددوا الفصائل المسلحة بإغلاق الحدود أمام عناصرها إذا ما تجاوزوا قرية "جورين" في تقدمهم العسكري باتجاه منطقة الساحل بريف اللاذقية المطلة على القرى ذات الأغلبية العلوية والبعيدة عن مدينة القرداحة التي ينحدر منها بشار الأسد نحو 30 كيلومترا".
ولفت المصدر إلى أن الجانب الأميركي فوجئ بالعمليات العسكرية وضغط على الجانب التركي لوقفها.
وأظهر المصدر ثقة كبيرة بصحة المعلومة ومصدرها، التي ربما تفسر صمت الفصائل المسلحة عن سبب توقفها "المفاجئ" عند نقاط محددة في سهل الغاب الموصول بمناطق الساحل رغم انتصاراتها العسكرية الكبرى في كل من إدلب وجسر الشغور.
وحول ما تردد عن دعم سعودي قطري تركي وراء التقدم العسكري للمعارضة في الشمال السوري، لم يستبعد المصدر المطلع ذلك الدعم، لكن "أهميته لا تطغى على حقيقة مفادها أن المعارضة تمكنت من التوصل خلال أشهر من الجهد المكثف لإطار أو كيان "تنسيقي" أثبت فعاليته العالية من خلال "غرفة العمليات المشتركة" التي قادت العمليات المسلحة الكبرى بكل احترافية"، بحسب المصدر المطلع.
وأشار المصدر إلى أن المعارضة المسلحة بعد تحرير معسكر وادي الضيف (قبل ستة أشهر) الذي فشلت في تحريره لأكثر من ست مرات في السنوات السابقة، توصلت إلى أن "العمل الموحد وتنسيق الجهود من الممكن أن يحققا نتائج كبرى على الأرض من دون الحاجة إلى تدخل دولي"، وقال إنه منذ ذلك الحين بدأ العمل على تنسيق الجهد العسكري بين تلك الفصائل.
اقرأ أيضا ما بعد إدلب: المنطقة العازلة واحتواء "النصرة" أو شقّها
وأوضح المصدر أن "غرفة العمليات المشتركة" التي قادت عمليات تحرير إدلب وجسر الشغور بقيت "سرية"، وأظهرت قدرات "هائلة" في التخطيط العسكري والإعلامي، حيث قادت حملة إعلامية "احترافية" أضعفت من معنويات القوات الموالية للنظام، وبالتالي ساعدت في عمليات الهروب الكبرى من إدلب وجسر الشغور.
وكشف أن الفصائل المسلحة اعتمدت استراتيجية المنافذ "الآمنة" لتمكين الآلاف من العناصر الموالية للنظام من الهروب، وعقب على ذلك بالقول: "لو لم تتح الفصائل المسلحة منافذ آمنة للهروب لاستمرت العمليات العسكرية إلى الآن، ولكن هذا التكتيك ساهم في الحسم السريع، والحفاظ على الأرواح والدماء من كلا الجانبين".
وأوضح المصدر أن الأسلحة التي استولت عليها "جبهة النصرة" من مخازن جمال معروف وحركة "حزم" بعد معارك عنيفة قبل أشهر، ساهمت بشكل "كبير" في هذه العملية.
وأوضح المصدر أن جبهة النصرة استولت على كميات كبيرة من صواريخ "تاو" الأميركية المضادة للدروع من مخازن حركة "حزم" التي كانت تحظى بدعم خاص من الجانب الأميركي، كاشفاً عن دور مهم لهذه الصواريخ في إسقاط منظومة الأسد العسكرية في إدلب وجسر الشغور.
وكشف المصدر أن تحرير إدلب وجسر الشغور مكّن الفصائل المسلحة من الحصول على كميات كبيرة من السلاح والذخيرة من معسكرات النظام، مما يعني دفعة معنوية ومادية أخرى للفصائل المسلحة في حربها مع النظام، وبالتالي هي تستغني يوما بعد يوم عن الدعم الخارجي.
وذهب المصدر إلى أن الانتصارات السابقة جعلت ما قبل إدلب مختلفا عما بعدها، لجهة توحيد الأطراف والتنسيق بينها بعد أن ساد الانقسام الساحة الثورية لثلاث سنوات.
ويرى المصدر أن استقبال رئيس الائتلاف خالد خوجة في واشنطن ولقاءه جون كيري الذي كان يلمح قبل أسابيع إلى حوار مع الأسد "في نهاية المطاف" مؤشر لسرعة انتباه واشنطن للتغييرات الكبرى التي جرت على الأرض.
وتوقع المصدر أن تنتقل التجربة إلى ريف الشام بعد زيارة قائد جيش الإسلام زهران علوش لإسطنبول، وإلى القلمون وحمص كذلك، كما لفت إلى أن الجنوب السوري بدأ يسير على المنوال نفسه.
وانتهى المصدر إلى أن هذه التطورات ستنعكس "سلبا" على مخططات التقسيم التي رُوِّج لها بكثافة خلال السنتين الماضيتين.
اقرأ أيضا: "ذي إيكونوميست": بشار الأسد يمر بأحلك أيامه