هكذا تتحدّث بثقة أمام الآخرين

28 أكتوبر 2017
يتمتع بالثقة في النفس (كريستوفر سميث/ فرانس برس)
+ الخط -
عادة ما يحرص الناس على أن يكونوا لبقين خلال الحديث مع الآخرين. إلا أن عدم قول الأشياء بشكل مباشر قد يقلّل من قيمة كلامهم، وقد يبدون ضعفاء. في هذا السياق، يقول الأستاذ في كلية إدارة الأعمال في جامعة "برانديز"، أندي مولينسكي، إنّه من الضروري أن يميّز الناس بين العدوانية والدفاع عن الآراء والحقوق. ولتحقيق ذلك، ينبغي تحقيق التوازن بين الحديث بشكل مباشر والثقة في النفس. يضيف أنّ هذه مهارة يمكن اكتسابها بسهولة، ويقدم لذلك ثلاث نصائح، الأولى هي عدم استخدام المقدّمات، مثل كلمات الاعتذار أو التردّد. مثلاً، لا يجب أن نقول: "أنا آسف حقاً، لست متأكداً من أنّني مرتاح لذلك. ربّما أشعر بهذا لوحدي ولا أفهم السبب".

ويرى مولينسكي أنّ هذه العبارة ركيكة، وتُظهر صاحبها وكأنّه ضعيف الشخصية، وبالتالي لا يؤخذ كلامه على محمل الجد. بالنسبة إليه، يمكن القول: "لست مرتاحاً لذلك".
ثانياً، يجب التدرّب على كيفية التعبير. على سبيل المثال، إذا طُلب منك عدم الحديث في اجتماع، وشعرت بأن هذا الطلب حرمك من فرصة الكلام، ربّما تشعر بالتهميش. إذاً، يجب التفكير بما يزعجك، وتأثيره عليك. وللتعبير عن رفضك هذا السلوك، يفترض أن تقول: "حين لا تطلب مني الكلام في الاجتماع، أشعر بالتهميش". ومن المهم النظر في عين الشخص مباشرة.

والنصيحة الثالثة هي الحزم، علماً بأن هذا ليس سهلاً، خصوصاً بالنسبة للأشخاص الخجولين، والذين يتجنّبون التواصل المباشر أو يتراجعون في اللحظات الأخيرة. ويشير مولينسكي إلى أنّ الحزم مهم جداً للدفاع عن مواقفنا وحقوقنا.

إلى ذلك، يقول منّان (42 عاماً) وهو مدرّس ثانوي، لـ "العربي الجديد"، إنّه عرف العديد من التلاميذ الذين كانوا في حاجة إلى التشجيع والثقة، وكثيراً ما تنازلوا عن حقوقهم من أجل زملاء استغلّوا هذا الضعف وتمادوا في معاملتهم بشكل سيىء، إذ كانوا يُدركون أنّهم لن يتخذوا موقفاً حازماً.

ويروي منّان قصة أحد تلاميذه، وهو في الصف العاشر. يقول إنه كان يُحضر الطعام والحلويات لأصدقائه بهدف التقرب منهم، إلا أنهم كانوا يأخذون منه ما يريدون من دون أن يصادقوه. على العكس، كانوا يستهزئون به. وفي أحد الأيام، اشتكى لأستاذه أنه يحاول جاهداً أن يحظى بأصدقاء من دون فائدة. "آنذاك قلت له إنّ الطيبة الزائدة لا تنفع مع بعض الأشخاص. عليك أن تتصرّف على طبيعتك، وتواجه من يستخف بك، وتطلب منه التوقف. كذلك، طلبت منه التقرّب من طلاب آخرين، لأن هؤلاء الذين يتمتعون بشعبية في المدرسة ليسوا الأفضل بالضرورة". يتابع منّان أنّ تلميذه كان خجولاَ، إلا أنه حاول تعديل سلوكه والتصرّف بصرامة. " المسألة لم تكن سهلة بالنسبة إليه، وقد احتاج إلى الكثير من الدعم والتشجيع على مدى سنوات".

دلالات