لا تزال الأحداث الدامية التي جدت في باريس، يوم الجمعة الفارط ، تلقي بظلالها على سطح الأحداث، ولئن بدأت بعض التفاصيل، وروايات بعض الناجين تظهر من حين إلى آخر لتكشف أن ثواني، أو لحظات قصيرة كانت حاسمة في نجاة بعضهم من موت محقق.
الأختان حليمة وهدى السعدي، تونسيتان تعيشان في ليون الفرنسية، وهما في الأصل من محافظة منزل بورقيبة من ولاية بنزرت، كانتا في المطعم الذي استهدفه الهجوم الإرهابي بباريس، وفارقتا الحياة بعد تعرضهما لطلق ناري.
كانت الشقيقتان برفقة مجموعة من الأصدقاء تتكون من 14 شخصاً فرنسيين، ومغاربة، وتونسيين جاؤوا للاحتفال بعيد مولد إحداهن، ولئن نجا الشقيق الأصغر خالد السعدي(24 عاما) من موت محقق، فإن أغلب الأصدقاء الذين اجتمعوا يومها للاحتفال لقوا حتفهم في المكان عينه.
عبد الله الذوادي، مقرب من عائلة الضحيتين، ووالد شابين تونسيين يعيشان في باريس، يؤكد أن ابنيه كانا يستعدان للالتحاق بأصدقائهم في المطعم لحظات قبل الهجوم.
يقول الذوادي"أعرف جيدا حليمة (38 عاما)، وهدى (32 عاما)، ونحن تقريبا عائلة واحدة، فقد تربت الشقيقتان مع أولادي وكلما حلوا بتونس يأتون إلى بيتي بالعاصمة، حليمة هي عارضة أزياء، متزوجة من لاعب كرة سلة، إفريقي فرنسي ينشط بالدوري الفرنسي، أم لطفلين، أما شقيقتها هدى وليس هاجر (كما تداول بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي) 32 عاما، فعزباء".
وأشار إلى أن ابنه لديه مطعم غير بعيد عن مكان الحادثة، وأن هدى التي تملك أيضا مطعما، حلت ضيفة في منزل ابنه يومين قبل الحادثة للنظر في إنجازمشروع مشترك بينهما، واقتنت بعض الحاجيات، مبينا أنه بحكم أن لديهم عديد الأصدقاء فقد قرروا يومها أن يلتقوا في المطعم الذي شهد الحادثة.
اقرأ أيضا: ألم في تونس... وباريس
وأكّد الذوادي أنّ ابنيه هيثم ومحمد علي، كانا يستعدان لمغادرة البيت، والالتحاق بالمجموعة عندما وقع الهجوم الإرهابي، مؤكدا أن خالد، الشقيق الأصغر، كان مع شقيقتيه في المطعم، ثم استأذن لإحضار زوجته للاحتفال معهم، وأن الهجوم الإرهابي حصل بعد ثوان من مغادرته المطعم، مبينا أن خالد لا يزال إلى الآن في حالة صدمة، وهستيريا وأنه لم يصدق ما حدث لشقيقتيه وأصدقائه.
وأشار الذوادي إلى أنّه بمجرد سماعهم بالحادث فإن حالة من الفزع سيطرت على عائلته بتونس، إذ إنه ظل يتصل بابنيه خشية تعرضهما إلى مكروه، وقال ان ابنيه ظلا أيضا يتصلان بهدى ولكن دون جدوى.
وكشف أنه خلافا للشائعات التي اعتبرت أن إحدى الشقيقتين لم تتوفّ فإنهما توفيتا في المكان عينه، مبينا أنه يجري الآن استكمال إجراءات تسلم جثماني الفقيدتين اللتين ستدفنان اليوم الإثنين، موضحاً أن والدة الشقيقتين التونسيتين، امرأة مسنة ذهبت إلى باريس منذ بضعة أيام لإجراء بعض الفحوصات.
بدوره، أعلن سفير تونس بفرنسا محمد علي الشيحي، في تصريحات إعلامية تكوين خلية متابعة للتنسيق بينها وبين القنصليات التونسية بفرنسا وذلك للتأكد من إمكانية وجود قتلى تونسيين بين الضحايا الذين سقطوا يوم الجمعة.
يشار إلى أن تونسياً آخر يعمل مقاولا بفرنسا، قد أصيب كذلك خلال الاعتداءات الإرهابية.
اقرأ أيضا: بعد تفجيرات باريس...إسلاموفوبيا في نيويورك