هكذا يستقبل الأتراك الحجاج

06 سبتمبر 2017
يودّع حفيدته قبل الحج (محمود سردار/ الأناضول)
+ الخط -
بدأت الأسر التركية استعداداتها لاستقبال الحجاج العائدين عبر تزيين البيوت ودعوة بعض الأهل والأقارب من مدن أخرى. ويخبر بولنت أصلان، من أنقرة، أنّ عمّته وعمّه حضرا من إسطنبول "ليكونا معنا في استقبال والدَيّ اللذَين أدّيا هذا العام فريضة الحج للمرّة الأولى". يضيف: سوف "نلاقيهما في المطار، بعدما زيّنا لهما البيت ببعض الأعلام وصور للكعبة". وعن تزيين الباب الخارجي أو الزقاق أمام المنزل، يقول أصلان إنّ "هذه العادة لم تعد شائعة في أنقرة. اليوم، نعمد إلى تزيين الغرفة التي نستقبل فيها الضيوف الذين سوف يحضرون للمباركة".

وتختلف عادات استقبال الحجاج بين ولاية تركية وأخرى، بحسب ما يؤكد قادر كينج، من ولاية الإسكندرونة القريبة من الحدود السورية. يقول إنّ مدينته، الريحانية، "تحتفظ حتى اليوم ببعض العادات القديمة عند استقبال الحجاج، ومنها تزيين مدخل البيت بأغصان الأشجار والأعلام والأضواء. لكنّ هذه العادة تتلاشى شيئاً فشيئاً، مثلما تلاشت عادة ذبح شاة أو بقرة حين عودة الحجاج". يضيف كينج أنّ "العادات تقتصر على الذهاب إلى المطار في موكب سيارات، ليُصار إلى استقبال الحجاج بالزمامير وبعض الأهازيج. وعندما يصل الحاج إلى منزله، يجده مزيّناً ببعض العبارات الخاصة بالمناسبة باللغة العربية بالإضافة إلى صور للأماكن المقدسة.

ويكون البيت غالباً مكتظاً بالأقارب المنتظرين عودة الحاج". ويشير إلى أنّهم يقدّمون للضيوف "كوباً صغيراً من ماء زمزم وحبّات من التمر السعودي، فيما تتخلل الجلسات أحاديث عن الحج وعمّا شاهده الحاج، فيأتي ذلك في رواية أقرب إلى التشويق والروحانية".



كذلك، تتباين عادات استقبال الحجاج بين حيّ وآخر في المدينة الواحدة، ويشير بولنت أوزون، من حيّ درامان في منطقة الفاتح، إلى أنّ ثمّة أحياء في إسطنبول ما زالت تحافظ على العادات العثمانية القديمة عند استقبال الحجاج. وفي حيّه الذي يُعدّ محافظاً على تلك العادات والتقاليد، "يُستقبل الحجاج بمراسم خاصة في حين يكون المنزل قد زُيّن بالأضواء الخضراء والأعلام. في بعض الأحيان، يُزيّن الزقاق بأكمله بعبارات باللغة العربية من قبيل لبيك اللهم لبيك، فالحاج يعود بلا ذنوب مثلما ولدته أمه". ويشير أوزون إلى أنّ "المكاتب والشركات المنظمة للحج تتكفّل بإعطاء الحجاج كميات كبيرة من التمور وماء زمزم، فضلاً عمّا يحمله الحاج شخصياً من ماء وهدايا كالسبحات وأعواد السواك والحنّاء وكذلك هدايا للأطفال في بعض الأحيان".
يضيف: "وهكذا، نقدّم للزائرين ماء زمزم وتمراً وبعض الهدايا الرمزية، بالإضافة إلى هدايا أخرى خاصة بالأقارب من قبيل البطانيات والأثواب وخواتم من الفضة".

في سياق متصل، يتحدّث الحاج السوري إبراهيم شيخ أحمد، من محافظة إدلب السورية والمقيم حالياً في منطقة باغجولار في إسطنبول، عن "تشابه في العادات بين تركيا وسورية. على الأرجح، فإنّ العثمانيين أخذوها من منطقة الشام سابقاً، لكنّها اليوم تتلاشى في تركيا". يضيف شيخ أحمد، الذي أدّى سابقاً فريضة الحجّ مرتين، أنّ "عادة ذبح الشاة ما زالت قائمة في سورية، عند وصول الحاج لتوزّع على الفقراء. أمّا في تركيا فقد تلاشت، كما تزيين الأزقة". ويشير إلى أنّه "في سورية، قبل الحرب، كانت عادات قديمة عدّة لاستقبال الحجاج قد تلاشت. ففي السابق، كانت تُضرب الدفوف والمزاهر مع إحياء حلقات الذكر".

تجدر الإشارة إلى أنّ المشرف العام على مشروع المملكة العربية السعودية للإفادة من الهدي والأضاحي، موسى بن علي العكاسي، قد صرّح بأنّ بعثة الحجاج الأتراك حلّت في المرتبة الأولى بين البعثات، إذ وصل مجموع أضاحيها إلى 94 ألفاً و500 أضحية.

دلالات