هل أشعلت بطولة العالم العسكرية في ووهان شرارة كورونا الأولى؟

07 مايو 2020
الصين وأميركا تتقذافان الاتهامات في الوقت نفسه (Getty)
+ الخط -
يشغل فيروس كورونا العالم بأسره، بعدما اقترب عدد الإصابات من 4 ملايين وأكثر من 250 ألف حالة وفاة، ليبقى السؤال الأهم الذي يُطرح: كيف انتشر كوفيد-19؟

من جنيف أعلن سفير الصين لدى الأمم المتحدة، شن جو أمس الأربعاء أن بلاده ترفض فتح تحقيق دولي في الوقت الراهن، على أن تكون الأولوية لمكافحة هذا الوباء والانتصار عليه.

وتحول مختبر مدينة ووهان الصينية إلى مادة دسمة في الآونة الأخيرة بعد اتهام الولايات المتحدة للصين بأنه مصدر فيروس كورونا، وهذا ما أكده وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، قائلاً إن هناك أدلة تثبت تسربه من مختبر المدينة، لكن ما علاقة كلّ ذلك بالرياضة؟

الكثير من الفرضيات إذاً طُرحت في الفترة الأخيرة عن مصدر هذا الفيروس، إن كان مصنعاً في مختبر وخرج عن السيطرة أم أنه تشكّل بطريقة طبيعية كما حال العديد من الفيروسات، مع العلم أن الباحثين في هذا المجال أكدوا غياب دليل يعطي مصداقية لفرضية تسربه من المختبر في ووهان، كما ليس هناك أي دليل على أن مصدره السوق الذي يُشتبه ببيعه لحيوانات برية حيّة.

ظهر الفيروس في الصين أواخر عام 2019 وبداية عام 2020، حين أبلغت الصين منظمة الصحة الدولية عن مرضٍ يؤدي إلى ضيقٍ في التنفس وارتفاع في درجة الحرارة وإعياء وتعب، لتطفو إلى السطح في الأيام القليلة الماضية نظرية جديدة تتحدث عن بطولة العالم للألعاب العسكرية الرياضية التي أقيمت في ووهان بشهر أكتوبر/تشرين الأول 2019.

فرضية بطولة العالم العسكرية


ظهرت في أوروبا العديد من الفرضيات حول الطريقة السريعة التي انتشر من خلالها فيروس كورونا، البعض قال إن مباراة أتلانتا وفالنسيا كانت قنبلة موقوتة ساهمت في تفشي الوباء في البلدين، بعدما شهدت حضور الجماهير في ملعب سان سيرو بمدينة ميلانو، وتحدث آخرون عن الأثر الكبير لمباراة ليفربول أمام نظيره أتلتيكو مدريد الإسباني في ملعب أنفيلد رود بإنكلترا، والتي حضرها المشجعون، وكانت الأخيرة من نوعها بطبيعة الحال على أثر اتخاذ قرار بإيقاف النشاط الرياضي لأجلٍ غير مسمى.

بالعودة إلى بطولة العالم العسكرية التي أقيمت في ووهان الصينية، المدينة التي باتت أشهر من نارٍ على علم، فإن نظرية جديدة تؤكد أن تلك المنافسات قد تكون الشرارة الأولى والأبرز لتفشي الوباء عالمياً، فقد شارك حينها 9,308 رياضيين من 140 دولة، بين فترة 18 أكتوبر وحتى 27 الشهر عينه عام 2019، أي قبل شهرين تقريباً أو أقل من تسجيل حالات رسمية في البلد الشرق آسيوي.

النظرية الجديدة على لسان رياضيين

ظهرت فرضية انتشار فيروس كورونا من ووهان إلى العالم من خلال بطولة العالم العسكرية تلك مع حديث بعض الرياضيين الفرنسيين.

وكشفت وسائل إعلام فرنسية أن مجموعة من الرياضيين الذين كانوا في ووهان، أكدوا إصابتهم بأعراض مشابهة لكوفيد-19 بعد عودتهم من الصين مباشرة. ونقلت شبكة "BFM TV" عن أحد الرياضيين المشاركين في الحدث يومها (رفض ذكر اسمه على العلن) أنه أصيب بحمّى وصعوبة في التنفس ولم يكن قادراً على الحركة لعدّة أيام بعد العودة من تلك البطولة في البلد الواقع شرق القارة الآسيوية.

وبحسب المصدر عينه فقد اكتشف على أثرها من خلال وسائل التواصل الاجتماعي إصابة عدد من زملائه بالبعثة الفرنسية بنفس الأعراض.

بدورها كانت بطلة العالم في الخماسي الحديث (رياضة البنتاثلون، وهي تتألف من 5 ألعاب يؤديها الرياضي في يوم واحد، إذ ينافس في الرماية وسلاح سيف المبارزة والسباحة والفروسية واختراق الضاحية أي الجري)، إلودي كلوفيل التي حضرت في تلك الألعاب قد أكدت الرواية عينها في حوار سابق نهاية شهر مارس/آذار الماضي مع شبكة "Lorie 7" المحلية.

وقالت صاحبة الـ31 عاماً حين سئلت عن خوفها من السفر للمشاركة في أولمبياد طوكيو 2020 (قبل التأجيل لعام 2021): "لست خائفة. أعتقد أنني أصبت بالعدوى من قبل مع رفيقي فالنتين بيلو (البطل أيضاً في الرياضة نفسها)".

وأضافت: "كُنا في مدينة ووهان للمشاركة في البطولة العالمية العسكرية بنهاية أكتوبر، وبعدها تدهورت حالتنا الصحية جميعاً، فالنتين اضطر للغياب عن التمارين لثلاثة أيامٍ، أما أنا فقد شعرت بالمرض كذلك، ودهمتني أعراض غير مسبوقة البتة، لكننا لم نكن قلقين من ذلك، لأن الحديث لم يكن شائعاً وقتها عن كورونا".

بعد فرنسا، انتقلت هذه الفكرة أيضاً للسويد، إذ من المحتمل أن تكون حالات فردية قد حملت الفيروس بشهر نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وفقاً لوكالة الصحة العامة هناك. وقال عالم الأوبئة أندرس تيغنيل: "لدينا احتمالية أن البعض أصيبوا بالفيروس في ذلك الوقت.

لم يكن هناك أي انتشار للعدوى خارج ووهان حتى رأينا ذلك في أوروبا لاحقاً، أعتقد أنه يمكنك العثور على حالات فردية بين المسافرين الذين كانوا في ووهان من نوفمبر إلى ديسمبر العام الماضي، الأمر ليس غريباً". وشارك أكثر من 100 شخص من القوات المسلحة السويدية في بطولة العالم العسكرية، وبحسب موقع "ذا لوكال" السويدي فإن العديد منهم أصيبوا بأمراض مختلفة.

قد تكون معرفة كيف ومتى حدثت الحالات الأولى في بلدٍ ما مفيدة لفهم انتشار العدوى، لكن ليس هناك خطط في السويد لإجراء اختبارات على نطاق واسع لعينات من المرضى الذين تلقوا رعاية صحية بسبب مشاكل في الجهاز التنفسي أو في أواخر العام الماضي، للتأكد ما إذا كانوا مصابين بكوفيد-19 من عدمها.