06 فبراير 2018
هل بدأ الربيع الإيراني؟
يمان دابقي (سورية)
مهما تجاهلت الأنظمة المستبدة إرادة شعوبها، فلا بد يوماً أن تكون وجهاً لوجه أمام سيل عارم من انتفاضاتٍ استحكمت داخلها شرارة الغضب، فقرّرت في لحظة المضي لمواجهة المصير نفسه. وجميعناً يعلم أن الرابط المتين المتواتر عبر الأجيال من ماضينا وحاضرنا إلى مستقبلنا هو حرية الشعوب المقيّدة من أقصى شمال الوطن العربي إلى جنوبه.
وبعد أن استفحلت إيران، وفتكت بأرضنا العربية، واحتلت أربع عواصم، غدت اليوم القوة النافذة عبر القارات، لم يردعها رادع، طالما أنها مطمئنة للساسة الكبار في واشنطن وإسرائيل، وكيف لا تنام قريرة العين، وهي التي قدمت لهم أثمن عربون صداقة في العصر الحديث، فلولا إيران وأفعالها في تمزيق الشعوب في السنوات السبع العجاف، لما تجرأت إسرائيل اليوم على التصريح العلني في شرعية القدس عاصمة لها.
بين ليلة وضحاها، وبينما كان نظام الملالي يُزاحم روسيا على وهم الانتصارات في سورية والعراق، وفي الوقت الذي ظنّت إيران أنها حقّقت هلالها الفارسي، وانتصرت على المسلمين في اليمن والعراق ولبنان وسورية، كان داخلها يُحتضر، وتستعر نيران أحشائها، فانفجرت موجة الانتفاضة من جديد في إيران بمظاهرات عمّت كلّ المدن الإيرانية على نظام خامنئي، المستهتر عقودا بالوضع الداخلي للبلاد، إذ كان جُل اهتمامه صرف الأموال في حروب خارج حدود الجمهورية الفارسية، وتقوية أذرعه الأخطبوطية في لبنان وسورية واليمن وإفريقيا، فنهب خامنئي أموال الأكثرية من الشعوب الإيرانية، لتكون إرثا شخصيا للأقلية الحاكمة في إيران في مشهد، ينقلنا، بشكل أو بآخر، إلى مزرعة بشار الأسد، وكيف استطاع، أربعة عقود ونيف، نهب ثروات الشعب السوري، ووضعها تحت قيادة المجلس العلوي، ورجال الأعمال من رامي مخلوف وغيرهم من النخبة والعصابة المجرمة، فلا تستغربوا دعم إيران هذه العصابة.
تصب الأنظمة الدكتاتورية، في النهاية، في مصدرها الأم، وتأتلف على ذواتها، وتحتقر كل ما عدا ذلك. وليس سراً أننا، الشعب السوري، قد بلغ حقدنا على نظام الحكم في إيران، الحليف الأول لنظام الإجرام في دمشق، ما يصل إلى عنان السماء، إلا أنّنا، في الوقت نفسه، وبعد خذلاننا من كل الدول التي تدّعي حماية حقوق الإنسان نتضامن مع حرية الشعب الإيراني المنتفض على الديكتاتورية في طهران.
فكل الأنظمة الحقيرة في العصر الحديث تعتمد على أرواح شعوبها لتحقيق غاياتها، وأكثرها شراً في زماننا إيران. وكما انتفض الشعب السوري ضد الفساد في 2011 في وجه نظام الأسد، فإن الشعب الإيراني الشريف يعلن صرخته في وجه نظام طهران، فالفقر والفساد عندما يلتف على رقاب الشعوب، يبدأ العد العكسي لمتصدري السلطة الفاسدة، كيف ونحن اليوم نتكلم عن أخبث نظام في حاضرنا منذ 1979.
وتقول دراسة أصدرها مركز الروابط الاستراتيجية إنّ إيران أنفقت في تدخلاتها قرابة ثلاثة تريليون دولار، ففي سورية وحدها قُدرت المبالغ بنحو 15 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 75 مليار منذ 2013، بالإضافة إلى إهدارها مبالغ طائلة لشراء الولاءات من أنظمة وأحزاب بهدف التوسع في المنطقة.
وتُعد إيران من أكبر مصدري النفط والغاز، إلا أن 25 مليوناً من مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر، وارتفعت نسبة البطالة إلى 1،4% مقارنة بالعام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ إيران تتجاهل ذلك كله، ما دامت تمتلك أدوات القمع، وتسيطر وتحكم قبضتها على وسائل الإعلام. فالمظاهرات قُوبلت بأشد أساليب القمع واعتقالات، وهي المفارقة الغريبة التي نراها اليوم من خطيئة وسائل الإعلام في العالم العربي، هي الوسائل نفسها التي تتغيّب اليوم عن ما يجري في إيران، بينما تصدرت المشهد في ثورات سورية والعراق واليمن بكل تفصيلاتها، لكنها تسكت اليوم، وتغض الطرف عمّا يجري في إيران، وهو ما يسود الاعتقاد عنه، ويفضحها، في الوقت نفسه، عن طبيعة العلاقة مع الأنظمة العربية.
وليس أخيراً، قد يعتقد بعضهم أن ربيع إيران الساخن مجرد حركات تمرد، ولن يتطور إلى أكثر من ذلك، ما دامت إيران المصدرة والصانعة للإرهاب وللثورات المضادة، فهي أدرى الدول بأساليب القمع والإبادة. لكننا، نحن الشعوب، تربطنا حقوق مقدسة في حق العيش والحرية. ونعلم تماماً أن حسابات الأنظمة المستبدة، مهما طالت في طغيانها، لن تستطيع الوقوف في وجه حركة التاريخ، ونقول للأخوة في إيران لكم في سورية خير دليل، فسبع عجاف من تآمر العالم علينا، ولم ينجحوا في قتل عزيمة السوريين.
رسالتنا إليكم: امضوا في ثورتكم، فعدونا وقاتلنا واحد، قلوبنا معكم، امضوا مقبولين غير مدبرين، فالثأر وحده هو ما سيسقط كل طغاة العصر المستبدين.
وبعد أن استفحلت إيران، وفتكت بأرضنا العربية، واحتلت أربع عواصم، غدت اليوم القوة النافذة عبر القارات، لم يردعها رادع، طالما أنها مطمئنة للساسة الكبار في واشنطن وإسرائيل، وكيف لا تنام قريرة العين، وهي التي قدمت لهم أثمن عربون صداقة في العصر الحديث، فلولا إيران وأفعالها في تمزيق الشعوب في السنوات السبع العجاف، لما تجرأت إسرائيل اليوم على التصريح العلني في شرعية القدس عاصمة لها.
بين ليلة وضحاها، وبينما كان نظام الملالي يُزاحم روسيا على وهم الانتصارات في سورية والعراق، وفي الوقت الذي ظنّت إيران أنها حقّقت هلالها الفارسي، وانتصرت على المسلمين في اليمن والعراق ولبنان وسورية، كان داخلها يُحتضر، وتستعر نيران أحشائها، فانفجرت موجة الانتفاضة من جديد في إيران بمظاهرات عمّت كلّ المدن الإيرانية على نظام خامنئي، المستهتر عقودا بالوضع الداخلي للبلاد، إذ كان جُل اهتمامه صرف الأموال في حروب خارج حدود الجمهورية الفارسية، وتقوية أذرعه الأخطبوطية في لبنان وسورية واليمن وإفريقيا، فنهب خامنئي أموال الأكثرية من الشعوب الإيرانية، لتكون إرثا شخصيا للأقلية الحاكمة في إيران في مشهد، ينقلنا، بشكل أو بآخر، إلى مزرعة بشار الأسد، وكيف استطاع، أربعة عقود ونيف، نهب ثروات الشعب السوري، ووضعها تحت قيادة المجلس العلوي، ورجال الأعمال من رامي مخلوف وغيرهم من النخبة والعصابة المجرمة، فلا تستغربوا دعم إيران هذه العصابة.
تصب الأنظمة الدكتاتورية، في النهاية، في مصدرها الأم، وتأتلف على ذواتها، وتحتقر كل ما عدا ذلك. وليس سراً أننا، الشعب السوري، قد بلغ حقدنا على نظام الحكم في إيران، الحليف الأول لنظام الإجرام في دمشق، ما يصل إلى عنان السماء، إلا أنّنا، في الوقت نفسه، وبعد خذلاننا من كل الدول التي تدّعي حماية حقوق الإنسان نتضامن مع حرية الشعب الإيراني المنتفض على الديكتاتورية في طهران.
فكل الأنظمة الحقيرة في العصر الحديث تعتمد على أرواح شعوبها لتحقيق غاياتها، وأكثرها شراً في زماننا إيران. وكما انتفض الشعب السوري ضد الفساد في 2011 في وجه نظام الأسد، فإن الشعب الإيراني الشريف يعلن صرخته في وجه نظام طهران، فالفقر والفساد عندما يلتف على رقاب الشعوب، يبدأ العد العكسي لمتصدري السلطة الفاسدة، كيف ونحن اليوم نتكلم عن أخبث نظام في حاضرنا منذ 1979.
وتقول دراسة أصدرها مركز الروابط الاستراتيجية إنّ إيران أنفقت في تدخلاتها قرابة ثلاثة تريليون دولار، ففي سورية وحدها قُدرت المبالغ بنحو 15 مليار دولار سنوياً، أي ما يعادل 75 مليار منذ 2013، بالإضافة إلى إهدارها مبالغ طائلة لشراء الولاءات من أنظمة وأحزاب بهدف التوسع في المنطقة.
وتُعد إيران من أكبر مصدري النفط والغاز، إلا أن 25 مليوناً من مواطنيها يعيشون تحت خط الفقر، وارتفعت نسبة البطالة إلى 1،4% مقارنة بالعام الماضي. وعلى الرغم من ذلك، فإنّ إيران تتجاهل ذلك كله، ما دامت تمتلك أدوات القمع، وتسيطر وتحكم قبضتها على وسائل الإعلام. فالمظاهرات قُوبلت بأشد أساليب القمع واعتقالات، وهي المفارقة الغريبة التي نراها اليوم من خطيئة وسائل الإعلام في العالم العربي، هي الوسائل نفسها التي تتغيّب اليوم عن ما يجري في إيران، بينما تصدرت المشهد في ثورات سورية والعراق واليمن بكل تفصيلاتها، لكنها تسكت اليوم، وتغض الطرف عمّا يجري في إيران، وهو ما يسود الاعتقاد عنه، ويفضحها، في الوقت نفسه، عن طبيعة العلاقة مع الأنظمة العربية.
وليس أخيراً، قد يعتقد بعضهم أن ربيع إيران الساخن مجرد حركات تمرد، ولن يتطور إلى أكثر من ذلك، ما دامت إيران المصدرة والصانعة للإرهاب وللثورات المضادة، فهي أدرى الدول بأساليب القمع والإبادة. لكننا، نحن الشعوب، تربطنا حقوق مقدسة في حق العيش والحرية. ونعلم تماماً أن حسابات الأنظمة المستبدة، مهما طالت في طغيانها، لن تستطيع الوقوف في وجه حركة التاريخ، ونقول للأخوة في إيران لكم في سورية خير دليل، فسبع عجاف من تآمر العالم علينا، ولم ينجحوا في قتل عزيمة السوريين.
رسالتنا إليكم: امضوا في ثورتكم، فعدونا وقاتلنا واحد، قلوبنا معكم، امضوا مقبولين غير مدبرين، فالثأر وحده هو ما سيسقط كل طغاة العصر المستبدين.