واقع المرأة السورية يختلف كثيرا عما كانت عليه قبل بدء الاحتجاجات في مارس/ آذار عام 2011 كما أن واقع المرأة العربية يختلف عموما عن المرأة في أوروبا، المرأة السورية جعلتها الحرب المسؤول الوحيد عن الأسرة في ظل فقدان آلاف الزوجات لأزواجهن إما بالاعتقال أو بالموت في معارك سواء مع قوات النظام أو مع المعارضة.
المرأة في صفوف النظام السوري تقلدت مؤخرا مناصب مهمة لأول مرة كمنصب رئيس مجلس الشعب بالإضافة إلى منصب نائب الرئيس، المنصب الذي تتقلده نجاة العطار ومؤخرا تسلمت السيدة نهيدة العلي منصب المختار او "العمدة" في قرية مصياف ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، النظام يعمل دائما على تسويق نفسه على أنه علماني وتسليم مناصب للسيدات السوريات يأتي في هذا السياق مؤخرا كنوع من إثبات أحقيته في قيادة سورية بدلا من المعارضة التي يصفها بالمتشددة، لكن في حقيقة الأمر النظام لم يقم أي أهمية للمرأة ما قبل الثورة وكان فقط يسلم السيدات مناصب غير هامة وغير حساسة كوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أو وزيرة الثقافة، لكن حقيقة الأمر أن أي ضابط في الأفرع الأمنية يملك سلطة أعلى من سلطة رئيس الوزراء أو رئيسة مجلس الشعب الحالية، سورية ما زالت تحكم من قبل قوات الأمن التي تتلقى أوامرها من رؤساء الأفرع الأمنية وفي بعض الأحيان من رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان تسلمت منصب المتحدثة الرسمية لرئاسة الجمهورية منذ عهد حافظ الأسد ومازالت في هذا المنصب حتى الآن وتدافع عن النظام السوري من منطلق طائفي فهي ابنة الطائفة العلوية وتعتبر حافظ الأسد هو أستاذها حتى إنها أنكرت مجزرة الكيماوي التي طاولت أطفال الغوطة.
المرأة في مناطق النظام هي مجرد أداة بيد النظام يستخدمها متى شاء وهي ليست وحيدة في ذلك فهناك أوراق ضغط كثيرة يعتمد النظام على إدخالها للضغط على المجتمع الدولي، السيدة سعاد خبية عضوة لجنة الحريات في رابطة الصحفيين السوريين الأحرار كانت دوما تؤكد على قيام النظام بتزوير التقارير الخاصة المتعلقة بدور المرأة في المجتمع السوري حيث كانت هناك تقييمات سنوية من قبل الأمم المتحدة تعرضت عدة مرات للتحقيق من قبل أجهزة الدولة بسبب نقضها ما يروج له النظام السوري وذلك ما قبل عام 2011 وتركت سورية كما غيرها من عشرات الناشطات السوريات والشابة فاطمة سعد بنت مدينة اللاذقية تعرضت للاعتقال والتعذيب على خلفية نشاطها المعادي للأسد وأطلق سراحها بعد أن أمضت سنة كاملة في السجون، كما أن الأمم المتحدة في تقاريرها الدورية تشير دوما إلى الانتهاكات والفظائع التي يتعرض لها المعتقلون بشكل عام ومن بينهم مئات النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب على أيدي عناصر الأمن، بالإضافة إلى استغلال النساء خصوصا أرامل قتلى النظام وكانت مواقع عدة نشرت تقارير تفيد بتعرضهن لعمليات ابتزاز من قبل متنفذي السلطة المحسوبين على الأسد.
أما من ناحية المعارضة فالأمر يختلف تماما بين من هم في الداخل ومن هم في الخارج، في الداخل السوري حول الجهاديون النسوة إلى أكياس قماش سوداء لا يحق لها سوى العيش في منزل زوجها حتى الممات ولا يسمح لها القيام بأي نشاط آخر إلا أن هناك العديد منهن تأقلمن على الوضع وبدأن بالعمل لمساعدة الناس جميعا والسيدة سمر حجازي مديرة منظمة فسحة أمل دليل على ذلك بالإضافة إلى سيدات أخريات تطوعن للعمل على مساعدة الأطفال في المخيمات والمدارس لكن لاتزال المرأة محكومة بقوانين الجهاديين حيث يمنع عليها المشاركة في المؤتمرات أو النقاشات والمساعدة في بناء المجتمع كباقي البلدان، أما في بلدان الجوار كتركيا التي تقدس عمل المرأة وتسمح لها بتقلد مناصب هامة وحساسة فإن قوانين هذا البلد انعكست على الائتلاف السوري الذي يشارك فيه أعضاء هامين وبارزين كالسيدة نورا الجيزاوي وسهير الأتاسي ونغم الغادري وآخرهم السيدة سلوى كتاو وتشارك عشرات النساء في العمل جنبا إلى جنب مع الرجل سيما في المنظمات الأجنبية التي تراعي حقوق المرأة وما يمكن تلخيصه مما حصل طيلة الفترة الماضية في هذا الجانب خصوصا أن التعامل مع بلدان الاتحاد الأوروبي استطاع إقناع المجتمعات السورية في بلدان الجوار بثقافة المشاركة مع المرأة في كافة ميادين العمل حتى تشكلت قناعة لدى العديد من الشبان بأهمية دور المرأة في بناء سورية المستقبل والآن هناك عشرات السيدات في كل من تركيا ولبنان يرأسن منظمات بعينها واستطعن تقديم ما يعجز عنه الرجال أحيانا.
بعد إجراء المقارنة لوضع المرأة بين معارضة ونظام، السؤال الأبرز هنا هل يمكن للمرأة السورية من كلا الجانبين كسر الجليد والعمل على النهوض بالمجتمع فيما لو زال نظام الأسد ورحل معه المتشددون؟
الجواب نعم، الشعب السوري برمته شعب لا يحب الاتكال على أي أحد ولديه ثقافة العمل وهو يحتاج إلى البيئة التي تتيح له إثبات نفسه والسيدات السوريات أيضا هن في نفس المضمار فهناك نماذج تستحق الدراسة سيما في ريادة المرأة للمجتمعات والشريعة الإسلامية لا تعارض أي دور للمرأة في المجتمع بل على العكس تماما جميع الآيات القرأنية كانت تساوي بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب، ونضيف إلى ذلك أن المجتمع السوري ملون يحوي من كل الأطياف والألوان فيه السني والعلوي والدرزي وقوميات مختلفة من عربية وكردية وآشورية وتركمانية، هذا التنوع مفيد ومن شانه ترميم الضرر الذي أوجده الأسد عبر استعماله للجميع كورقة ضغط ليس أكثر، الواقع الحالي مضر للجميع وهناك إدراك كامل بين النساء السوريات سواء معارضات أم مؤيدات فاعداد الشبان في تناقص مستمر ولا بد من الاعتماد على النسوة للنهوض بالمجتمع وإلا فلن يكون هناك مجتمع بالأصل لأن أساس المجتمع هو الأسرة وأساس الأسرة هو المرأة.
المرأة في صفوف النظام السوري تقلدت مؤخرا مناصب مهمة لأول مرة كمنصب رئيس مجلس الشعب بالإضافة إلى منصب نائب الرئيس، المنصب الذي تتقلده نجاة العطار ومؤخرا تسلمت السيدة نهيدة العلي منصب المختار او "العمدة" في قرية مصياف ذات الغالبية العلوية المؤيدة للنظام السوري، النظام يعمل دائما على تسويق نفسه على أنه علماني وتسليم مناصب للسيدات السوريات يأتي في هذا السياق مؤخرا كنوع من إثبات أحقيته في قيادة سورية بدلا من المعارضة التي يصفها بالمتشددة، لكن في حقيقة الأمر النظام لم يقم أي أهمية للمرأة ما قبل الثورة وكان فقط يسلم السيدات مناصب غير هامة وغير حساسة كوزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل أو وزيرة الثقافة، لكن حقيقة الأمر أن أي ضابط في الأفرع الأمنية يملك سلطة أعلى من سلطة رئيس الوزراء أو رئيسة مجلس الشعب الحالية، سورية ما زالت تحكم من قبل قوات الأمن التي تتلقى أوامرها من رؤساء الأفرع الأمنية وفي بعض الأحيان من رئاسة الجمهورية، بثينة شعبان تسلمت منصب المتحدثة الرسمية لرئاسة الجمهورية منذ عهد حافظ الأسد ومازالت في هذا المنصب حتى الآن وتدافع عن النظام السوري من منطلق طائفي فهي ابنة الطائفة العلوية وتعتبر حافظ الأسد هو أستاذها حتى إنها أنكرت مجزرة الكيماوي التي طاولت أطفال الغوطة.
المرأة في مناطق النظام هي مجرد أداة بيد النظام يستخدمها متى شاء وهي ليست وحيدة في ذلك فهناك أوراق ضغط كثيرة يعتمد النظام على إدخالها للضغط على المجتمع الدولي، السيدة سعاد خبية عضوة لجنة الحريات في رابطة الصحفيين السوريين الأحرار كانت دوما تؤكد على قيام النظام بتزوير التقارير الخاصة المتعلقة بدور المرأة في المجتمع السوري حيث كانت هناك تقييمات سنوية من قبل الأمم المتحدة تعرضت عدة مرات للتحقيق من قبل أجهزة الدولة بسبب نقضها ما يروج له النظام السوري وذلك ما قبل عام 2011 وتركت سورية كما غيرها من عشرات الناشطات السوريات والشابة فاطمة سعد بنت مدينة اللاذقية تعرضت للاعتقال والتعذيب على خلفية نشاطها المعادي للأسد وأطلق سراحها بعد أن أمضت سنة كاملة في السجون، كما أن الأمم المتحدة في تقاريرها الدورية تشير دوما إلى الانتهاكات والفظائع التي يتعرض لها المعتقلون بشكل عام ومن بينهم مئات النساء اللواتي تعرضن للاغتصاب على أيدي عناصر الأمن، بالإضافة إلى استغلال النساء خصوصا أرامل قتلى النظام وكانت مواقع عدة نشرت تقارير تفيد بتعرضهن لعمليات ابتزاز من قبل متنفذي السلطة المحسوبين على الأسد.
أما من ناحية المعارضة فالأمر يختلف تماما بين من هم في الداخل ومن هم في الخارج، في الداخل السوري حول الجهاديون النسوة إلى أكياس قماش سوداء لا يحق لها سوى العيش في منزل زوجها حتى الممات ولا يسمح لها القيام بأي نشاط آخر إلا أن هناك العديد منهن تأقلمن على الوضع وبدأن بالعمل لمساعدة الناس جميعا والسيدة سمر حجازي مديرة منظمة فسحة أمل دليل على ذلك بالإضافة إلى سيدات أخريات تطوعن للعمل على مساعدة الأطفال في المخيمات والمدارس لكن لاتزال المرأة محكومة بقوانين الجهاديين حيث يمنع عليها المشاركة في المؤتمرات أو النقاشات والمساعدة في بناء المجتمع كباقي البلدان، أما في بلدان الجوار كتركيا التي تقدس عمل المرأة وتسمح لها بتقلد مناصب هامة وحساسة فإن قوانين هذا البلد انعكست على الائتلاف السوري الذي يشارك فيه أعضاء هامين وبارزين كالسيدة نورا الجيزاوي وسهير الأتاسي ونغم الغادري وآخرهم السيدة سلوى كتاو وتشارك عشرات النساء في العمل جنبا إلى جنب مع الرجل سيما في المنظمات الأجنبية التي تراعي حقوق المرأة وما يمكن تلخيصه مما حصل طيلة الفترة الماضية في هذا الجانب خصوصا أن التعامل مع بلدان الاتحاد الأوروبي استطاع إقناع المجتمعات السورية في بلدان الجوار بثقافة المشاركة مع المرأة في كافة ميادين العمل حتى تشكلت قناعة لدى العديد من الشبان بأهمية دور المرأة في بناء سورية المستقبل والآن هناك عشرات السيدات في كل من تركيا ولبنان يرأسن منظمات بعينها واستطعن تقديم ما يعجز عنه الرجال أحيانا.
بعد إجراء المقارنة لوضع المرأة بين معارضة ونظام، السؤال الأبرز هنا هل يمكن للمرأة السورية من كلا الجانبين كسر الجليد والعمل على النهوض بالمجتمع فيما لو زال نظام الأسد ورحل معه المتشددون؟
الجواب نعم، الشعب السوري برمته شعب لا يحب الاتكال على أي أحد ولديه ثقافة العمل وهو يحتاج إلى البيئة التي تتيح له إثبات نفسه والسيدات السوريات أيضا هن في نفس المضمار فهناك نماذج تستحق الدراسة سيما في ريادة المرأة للمجتمعات والشريعة الإسلامية لا تعارض أي دور للمرأة في المجتمع بل على العكس تماما جميع الآيات القرأنية كانت تساوي بين الرجل والمرأة في الثواب والعقاب، ونضيف إلى ذلك أن المجتمع السوري ملون يحوي من كل الأطياف والألوان فيه السني والعلوي والدرزي وقوميات مختلفة من عربية وكردية وآشورية وتركمانية، هذا التنوع مفيد ومن شانه ترميم الضرر الذي أوجده الأسد عبر استعماله للجميع كورقة ضغط ليس أكثر، الواقع الحالي مضر للجميع وهناك إدراك كامل بين النساء السوريات سواء معارضات أم مؤيدات فاعداد الشبان في تناقص مستمر ولا بد من الاعتماد على النسوة للنهوض بالمجتمع وإلا فلن يكون هناك مجتمع بالأصل لأن أساس المجتمع هو الأسرة وأساس الأسرة هو المرأة.