23 يوليو 2018
هل تحتذي طهران حذو بيونغ يانغ؟
صالح القزويني (إيران)
فوجئ الجميع بإعلان بيونغ يانغ أنها مستعدة للتخلي عن سلاحها النووي. ومنذ ذلك الإعلان في مارس/ شباط الماضي، حيث عقد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قمته مع زعيم كوريا الشمالية، كيم جونغ أون، أظهرت وسائل الإعلام العالمية بيونغ يانغ بمظهر الخائف والمرتعد، بل المفلس والمستجدي، خصوصا عندما ذكرت أن كيم لا يمتلك أموال دفع تكاليف إقامته في سنغافورة.
وتعود مفاجأة الجميع بإعلان بيونغ يانغ إلى أنه يأتي بعد أكثر من 20 عاما من الشد والجذب بينها وبين المجتمع الدولي، وخصوصا واشنطن بشأن برنامجها النووي. لا يخرج هذا الإعلان المفاجئ عن التخلي عن السلاح النووي عن أحد أمرين، إما أن تكون كوريا الشمالية بالفعل ارتعبت وتأثرت مباشرة بالعقوبات الدولية والتهديدات الأميركية، أو أن واشنطن قدمت لها عرضا سخيا جدا جعلها تعلن التخلي عن برنامجها النووي.
وسواء كان هذا السبب أو ذاك، يخطأ من يتصور أن كوريا الشمالية ستتخلى عن سلاحها النووي على المدى القريب، على الرغم من إعلان ترامب أنّ القضاء على السلاح النووي الكوري الشمالي سيجري سريعا، إذ ليس من المعقول أن تتخلى بيونغ يانغ عن ورقتها الرابحة بهذه العجالة بعد أن حقّقت ما تريده، وعانت على مدى سنواتٍ من الضغوط والتهديدات والعقوبات.
ولسنا هنا بصدد التكهن بما سيؤول إليه البرنامج النووي الكوري الشمالي، بقدر محاولتنا رسم تصوراتٍ لمستقبل البرنامج النووي الإيراني، وفق التطورات التي طرأت على البرنامج النووي الكوري الشمالي. ولا نكشف سرا، إذا قلنا أن بعض الإيرانيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، عندما أعلنت بيونغ يانغ أنها ستتخلى عن برنامجها النووي، فكان هؤلاء يراهنون على صمودها بوجه الضغوط الأميركية، وطالما رأوا أنها مثال يحتذى.
وبغض النظر عن ذلك، ففي إيران هناك تياران يحدّدان المسيرة السياسية للبلاد، التياران المبدئي والإصلاحي، وطالما تناوبا حكم البلاد، ولا نقصد بتحديد المسيرة السياسية للبلاد قدرةً كل طرفٍ على تغيير المسيرة السياسية، حتى عندما يكون خارج الحكم، وإنما يحدّد كل تيار مسيرته الخاصة به، عندما يمسك بزمام السلطة التنفيذية أو الحكومة.
وطالما كان الطابع العام لمواقف المبدئيين، خصوصا تجاه القضايا الخارجية، يتسم بالتشدّد وعدم المرونة، وتحديدا تجاه الولايات المتحدة، بينما الطابع العام لسياسات الإصلاحيين يتسم بالدعوة إلى الحوار والتفاوض في حل المشكلات.
وبما أنّ التيار الإصلاحي يقود الحكومة الحالية، من المتوقع أن يواصل الرئيس حسن روحاني مسيرة الحوار والتفاوض، خصوصا مع الاتحاد الأوروبي، والسعي إلى إبقائه إلى جانب إيران والتصدي للضغوط الأميركية، من أجل تجاوز المرحلة الحالية.
وفي وقتٍ سيروّج فيه التيار الإصلاحي فكرة أنّ تجربة التشدد الكوري الشمالي انتهى إلى التخلي عن البرنامج النووي، فإن التيار المبدئي سيروج فكرة أن الولايات المتحدة رضخت لكوريا الشمالية، وقدمت لها ضمانات، عندما قطعت علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقامت بتجاربها النووية وصنعت القنبلة النووية، ولم ترضخ واشنطن لبيونغ يانغ بالحوار والمفاوضات.
وتعود مفاجأة الجميع بإعلان بيونغ يانغ إلى أنه يأتي بعد أكثر من 20 عاما من الشد والجذب بينها وبين المجتمع الدولي، وخصوصا واشنطن بشأن برنامجها النووي. لا يخرج هذا الإعلان المفاجئ عن التخلي عن السلاح النووي عن أحد أمرين، إما أن تكون كوريا الشمالية بالفعل ارتعبت وتأثرت مباشرة بالعقوبات الدولية والتهديدات الأميركية، أو أن واشنطن قدمت لها عرضا سخيا جدا جعلها تعلن التخلي عن برنامجها النووي.
وسواء كان هذا السبب أو ذاك، يخطأ من يتصور أن كوريا الشمالية ستتخلى عن سلاحها النووي على المدى القريب، على الرغم من إعلان ترامب أنّ القضاء على السلاح النووي الكوري الشمالي سيجري سريعا، إذ ليس من المعقول أن تتخلى بيونغ يانغ عن ورقتها الرابحة بهذه العجالة بعد أن حقّقت ما تريده، وعانت على مدى سنواتٍ من الضغوط والتهديدات والعقوبات.
ولسنا هنا بصدد التكهن بما سيؤول إليه البرنامج النووي الكوري الشمالي، بقدر محاولتنا رسم تصوراتٍ لمستقبل البرنامج النووي الإيراني، وفق التطورات التي طرأت على البرنامج النووي الكوري الشمالي. ولا نكشف سرا، إذا قلنا أن بعض الإيرانيين أصيبوا بخيبة أمل كبيرة، عندما أعلنت بيونغ يانغ أنها ستتخلى عن برنامجها النووي، فكان هؤلاء يراهنون على صمودها بوجه الضغوط الأميركية، وطالما رأوا أنها مثال يحتذى.
وبغض النظر عن ذلك، ففي إيران هناك تياران يحدّدان المسيرة السياسية للبلاد، التياران المبدئي والإصلاحي، وطالما تناوبا حكم البلاد، ولا نقصد بتحديد المسيرة السياسية للبلاد قدرةً كل طرفٍ على تغيير المسيرة السياسية، حتى عندما يكون خارج الحكم، وإنما يحدّد كل تيار مسيرته الخاصة به، عندما يمسك بزمام السلطة التنفيذية أو الحكومة.
وطالما كان الطابع العام لمواقف المبدئيين، خصوصا تجاه القضايا الخارجية، يتسم بالتشدّد وعدم المرونة، وتحديدا تجاه الولايات المتحدة، بينما الطابع العام لسياسات الإصلاحيين يتسم بالدعوة إلى الحوار والتفاوض في حل المشكلات.
وبما أنّ التيار الإصلاحي يقود الحكومة الحالية، من المتوقع أن يواصل الرئيس حسن روحاني مسيرة الحوار والتفاوض، خصوصا مع الاتحاد الأوروبي، والسعي إلى إبقائه إلى جانب إيران والتصدي للضغوط الأميركية، من أجل تجاوز المرحلة الحالية.
وفي وقتٍ سيروّج فيه التيار الإصلاحي فكرة أنّ تجربة التشدد الكوري الشمالي انتهى إلى التخلي عن البرنامج النووي، فإن التيار المبدئي سيروج فكرة أن الولايات المتحدة رضخت لكوريا الشمالية، وقدمت لها ضمانات، عندما قطعت علاقاتها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقامت بتجاربها النووية وصنعت القنبلة النووية، ولم ترضخ واشنطن لبيونغ يانغ بالحوار والمفاوضات.