تعرضت فتاة فرنسية لاعتداء في إحدى الحدائق العامة في فرنسا الأسبوع الماضي، لأنها كانت ترتدي المايوه (لباس البحر) في يوم صيفي حار. حصل الاعتداء من قبل خمس نساء شابات. والسبب، أنها ترتدي ملابس "غير ملائمة" في مكان عام، وإن كانت الأسباب الأساسية وراء هذا الاعتداء غير معروفة بعد.
كذلك، تعرضت فتاة أميركية في ولاية لويزيانا إلى اعتداء من قبل مجموعة من الشبان أمام متجر في محطة وقود. الفتاة كانت أيضاً ترتدي المايوه. كانت برفقة صديق لها فتعرضت لتحرّش جنسي تبعه ضرب مبرح بقضيب حديدي أدى إلى جروح بالغة في وجهها وفكّها.
في قراءة هاتين الحادثتين، يصلنا انطباع عام أنّ النساء والشابات في أميركا وأوروبا يشعرن بالحرية الشخصية والأمان، بدليل تجوّل الشابتين بلباس البحر في أماكن عامة ليست محصورة بالشاطئ، وفي أوقات مختلفة. قد نشعر بخضّة نفسية حين نسمع عن حوادث مشابهة بحق النساء في بلدان هي في أذهاننا عرّابة الحرية والتطوّر. "فإذا كان كذلك في أميركا، ماذا لو تجوّلت امرأة بلباس البحر في شوارع بيروت؟".
يشير واقع الحال إلى أنّ التمييز ضد النساء هو ممارسة عابرة للقارات، وسائدة في معظم بلدان العالم. الثقافة الذكورية عاصية على التغيير. تفرز هذه الثقافة نفسها بأشكال وأوجه جديدة/ متجددة. ثقافة تفوق أحياناً قوة القوانين والسياسات التي تسعى بعض البلدان، لا سيما الأوروبية، إلى تطبيقها لردم الفجوة التمييزية. فما شرّعته فرنسا على سبيل المثال من أنّ لباس البحر مسموح ارتداؤه في الأماكن العامة والمنتزهات، جاء من يتكلم باسم هذه المنظومة الذكورية ويعارضه.
الولايات المتحدة شأن آخر. فالنظرة- الحلم التي نمتلكها عن الولايات المتحدة الأميركية كونها عرّابة الحرية والتحرّر هي نظرة واهمة. نسبة الانتهاكات في حقوق النساء هناك كبيرة. تشير إحصاءات عام 2010، بحسب "واشنطن بوست"، إلى أنّ ثلث النساء اللواتي يقتلن في الولايات المتحدة هن ضحايا عنف أسري من قبل الزوج أو الشريك. كما تشير إلى أنّ النساء العاملات يواجهن تمييزاً في الأجر، بتقاضيهن 76 سنتاً مقابل كل دولار يتقاضاه الرجل في نفس الموقع والكفاءة. وبالإضافة إلى كلّ هذا، فإنّ الولايات المتحدة هي من البلدان التي لم تصادق بعد على اتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضد النساء (سيداو).
سواء في الولايات المتحدة أو لبنان أو العراق أو في "داعش" حتى، سيجيء من يحاول ــ ولو قسراً ــ إرهاب النساء وإعادتهن إلى "المنزل". إلى هؤلاء جميعاً، وإن اختلفت دوافعكم/كن، لن ترهبونا!
(ناشطة نسوية)
اقرأ أيضاً: النفايات وحقوق النساء
كذلك، تعرضت فتاة أميركية في ولاية لويزيانا إلى اعتداء من قبل مجموعة من الشبان أمام متجر في محطة وقود. الفتاة كانت أيضاً ترتدي المايوه. كانت برفقة صديق لها فتعرضت لتحرّش جنسي تبعه ضرب مبرح بقضيب حديدي أدى إلى جروح بالغة في وجهها وفكّها.
في قراءة هاتين الحادثتين، يصلنا انطباع عام أنّ النساء والشابات في أميركا وأوروبا يشعرن بالحرية الشخصية والأمان، بدليل تجوّل الشابتين بلباس البحر في أماكن عامة ليست محصورة بالشاطئ، وفي أوقات مختلفة. قد نشعر بخضّة نفسية حين نسمع عن حوادث مشابهة بحق النساء في بلدان هي في أذهاننا عرّابة الحرية والتطوّر. "فإذا كان كذلك في أميركا، ماذا لو تجوّلت امرأة بلباس البحر في شوارع بيروت؟".
يشير واقع الحال إلى أنّ التمييز ضد النساء هو ممارسة عابرة للقارات، وسائدة في معظم بلدان العالم. الثقافة الذكورية عاصية على التغيير. تفرز هذه الثقافة نفسها بأشكال وأوجه جديدة/ متجددة. ثقافة تفوق أحياناً قوة القوانين والسياسات التي تسعى بعض البلدان، لا سيما الأوروبية، إلى تطبيقها لردم الفجوة التمييزية. فما شرّعته فرنسا على سبيل المثال من أنّ لباس البحر مسموح ارتداؤه في الأماكن العامة والمنتزهات، جاء من يتكلم باسم هذه المنظومة الذكورية ويعارضه.
الولايات المتحدة شأن آخر. فالنظرة- الحلم التي نمتلكها عن الولايات المتحدة الأميركية كونها عرّابة الحرية والتحرّر هي نظرة واهمة. نسبة الانتهاكات في حقوق النساء هناك كبيرة. تشير إحصاءات عام 2010، بحسب "واشنطن بوست"، إلى أنّ ثلث النساء اللواتي يقتلن في الولايات المتحدة هن ضحايا عنف أسري من قبل الزوج أو الشريك. كما تشير إلى أنّ النساء العاملات يواجهن تمييزاً في الأجر، بتقاضيهن 76 سنتاً مقابل كل دولار يتقاضاه الرجل في نفس الموقع والكفاءة. وبالإضافة إلى كلّ هذا، فإنّ الولايات المتحدة هي من البلدان التي لم تصادق بعد على اتفاقية إلغاء جميع أشكال التمييز ضد النساء (سيداو).
سواء في الولايات المتحدة أو لبنان أو العراق أو في "داعش" حتى، سيجيء من يحاول ــ ولو قسراً ــ إرهاب النساء وإعادتهن إلى "المنزل". إلى هؤلاء جميعاً، وإن اختلفت دوافعكم/كن، لن ترهبونا!
(ناشطة نسوية)
اقرأ أيضاً: النفايات وحقوق النساء