04 أكتوبر 2024
هل هناك شروخ في تحالف العسكر والفلول؟
ظهر، في الآونة الأخيرة، جدل مفاجئ وغريب ومريب، في مصر، بشأن انتقاد عبد الفتاح السيسي وأدائه، فبعض الإعلاميين يدافعون عن حقهم في انتقاد السيسي والحكومة، من أجل تحسين الأداء وكشف الأخطاء، ومن أجل عدم صناعة فرعون جديد، يكرر أخطاء من سبقه نفسها. وعلى الجانب الآخر، تجد الإعلاميين المدافعين عن السيسي على طول الخط مهما أجرم، يتحدثون، كالعادة، عن المؤامرات الخارجية، والأصابع التي تلعب، والطابور الإعلامي الخامس.
بالتأكيد، انتقاد السيسي حق أصيل وأساسي، وبالتأكيد، انتقاد أدائه وفشله وتخبطه من الضرورات لوقف مسلسل الفشل، ومن أجل تصحيح المسار. وأعتقد أن جريمة شباب الثورة منذ البداية، وبسببها هم الآن في السجون، أنهم ليس لديهم الحسابات السياسية المقززة التي لدى السياسيين والإعلاميين، وأنهم انتقدوا المسار الخاطئ، وحذروا منه منذ البداية. إذاً، انتقاد السيسي الذي بدأ بالفعل بالتحول إلى فرعون جديد، ضرورة من أجل محاولة وقف الكوارث التي يفعلها، أو على الأقل، محاولة التقليل من آثارها السلبية، لأن الفرعون الجديد لا يسمع ولا يريد أن يسمع أي نقد، أو حتى نصيحة، بصوت خجول.
ولكن، لماذا اعتبر بعضهم أن موجة النقد الأخيرة غريبة ومريبة أومؤامرة؟
السبب أنها، هذه المرة، ليست صادرة من معارضين، ولا إخوان، ولا حتى شباب ثوري، ولا نشطاء حقوقيين ولا أكاديميين، بل من إعلاميين كانوا من أشد المؤيدين والمطبّلين له، حتى وقت قريب، وكان بعضهم من المؤيد للقمع وقانون التظاهر وحبس الشباب، ولكل إجراءات تحويل السيسي فرعوناً جديداً، فهل استيقظت ضمائرهم فجأة؟ هل أحسّوا، أخيراً، بالجُرم الذي ارتكبوه ويرغبون في إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
لا أعلم ولا أظن، ولكن، هناك كتابات مضادة ضد رجال الأعمال مالكي القنوات، وهناك من يتحدث عن خلافات بعض رجال الأعمال مع السيسي، بعد رفضهم التبرع لما يسمى صندوق تحيا مصر، على الرغم من أن كلا الجانبين يعمل، حالياً، في قنوات وصحف يملكها رجال أعمال لهم مصالح شخصية وصفقات ومشروعات منذ عهد حسني مبارك، سواء من الإعلاميين المطبلين للسيسي على طول الخط، أو الإعلاميين الذين استيقظوا فجأة من المطبّلين السابقين المنتقدين حالياً. ومع ظهور جمال مبارك مرة أخرى، ينتشر ببطء كلام "انتهى دورك يا سيسي وكفاية عليك كده وشكرا"، خصوصا مع حديث بعض الإعلاميين علناً أنهم هم من صنعوا "30 يونيو"، وصنعوا عبد الفتاح السيسي.
فهل فعلا هناك شروخ تحدث، حالياً في تحالف العسكر وفلول مبارك، كما حدث من قبل مع تحالف "3 يوليو"، والذي تفكك بالفعل، وكان يضم العسكر والفلول والأحزاب السياسية الفاشلة التي تدّعي المدنية وبعض نماذج "عبده مشتاق" التي كانت تدّعي الليبرالية؟
استغنى السيسي عن خدمات ما تسمى الأحزاب أو قوى مدنية، بعد توليه السلطة، فلم تعد هناك حاجة لهم، مهما أظهروا من تأييد ونفاق، فهو يعتمد على شعبويته.
لا أصدق أي رواية، إلا بدليل دامغ أو دراسة كافية، كما أن أكثر كلمات أكرهها ومتداولة في مصر، "سمعت" و"بيقولوا". لذلك، أرى أن القصة عن الشقاق بين العسكر ورجال أعمال وفلول جمال مبارك مجرد فرضية لم تثبت صحتها بعد. ولا أهتم كثيراً إن كانت هذه الفرضية صحيحة أو مبالغة، فلا اختلاف كبيراً بين العسكر ونظام مبارك، فكلاهما مستبد فاسد، وكلاهما حبسني وحبس مئات من شباب الثورة وآلافاً من الأبرياء، وكلامها يحمل الوجه نفسه، والفكر والتوجهات والانحيازات نفسها، وكلاهما فاشل يخرب مصر.
وإن كانت القصة صراعا حقيقياً وتمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة، أم مجرد صراع مصالح بين رجال أعمال نظام مبارك ضد رجال أعمال الضباط والمؤسسة الاقتصادية العسكرية.
دعونا ننتظر لنرى.. فماذا لدينا غير الانتظار؟
ولكن، لماذا اعتبر بعضهم أن موجة النقد الأخيرة غريبة ومريبة أومؤامرة؟
السبب أنها، هذه المرة، ليست صادرة من معارضين، ولا إخوان، ولا حتى شباب ثوري، ولا نشطاء حقوقيين ولا أكاديميين، بل من إعلاميين كانوا من أشد المؤيدين والمطبّلين له، حتى وقت قريب، وكان بعضهم من المؤيد للقمع وقانون التظاهر وحبس الشباب، ولكل إجراءات تحويل السيسي فرعوناً جديداً، فهل استيقظت ضمائرهم فجأة؟ هل أحسّوا، أخيراً، بالجُرم الذي ارتكبوه ويرغبون في إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟
لا أعلم ولا أظن، ولكن، هناك كتابات مضادة ضد رجال الأعمال مالكي القنوات، وهناك من يتحدث عن خلافات بعض رجال الأعمال مع السيسي، بعد رفضهم التبرع لما يسمى صندوق تحيا مصر، على الرغم من أن كلا الجانبين يعمل، حالياً، في قنوات وصحف يملكها رجال أعمال لهم مصالح شخصية وصفقات ومشروعات منذ عهد حسني مبارك، سواء من الإعلاميين المطبلين للسيسي على طول الخط، أو الإعلاميين الذين استيقظوا فجأة من المطبّلين السابقين المنتقدين حالياً. ومع ظهور جمال مبارك مرة أخرى، ينتشر ببطء كلام "انتهى دورك يا سيسي وكفاية عليك كده وشكرا"، خصوصا مع حديث بعض الإعلاميين علناً أنهم هم من صنعوا "30 يونيو"، وصنعوا عبد الفتاح السيسي.
فهل فعلا هناك شروخ تحدث، حالياً في تحالف العسكر وفلول مبارك، كما حدث من قبل مع تحالف "3 يوليو"، والذي تفكك بالفعل، وكان يضم العسكر والفلول والأحزاب السياسية الفاشلة التي تدّعي المدنية وبعض نماذج "عبده مشتاق" التي كانت تدّعي الليبرالية؟
استغنى السيسي عن خدمات ما تسمى الأحزاب أو قوى مدنية، بعد توليه السلطة، فلم تعد هناك حاجة لهم، مهما أظهروا من تأييد ونفاق، فهو يعتمد على شعبويته.
لا أصدق أي رواية، إلا بدليل دامغ أو دراسة كافية، كما أن أكثر كلمات أكرهها ومتداولة في مصر، "سمعت" و"بيقولوا". لذلك، أرى أن القصة عن الشقاق بين العسكر ورجال أعمال وفلول جمال مبارك مجرد فرضية لم تثبت صحتها بعد. ولا أهتم كثيراً إن كانت هذه الفرضية صحيحة أو مبالغة، فلا اختلاف كبيراً بين العسكر ونظام مبارك، فكلاهما مستبد فاسد، وكلاهما حبسني وحبس مئات من شباب الثورة وآلافاً من الأبرياء، وكلامها يحمل الوجه نفسه، والفكر والتوجهات والانحيازات نفسها، وكلاهما فاشل يخرب مصر.
وإن كانت القصة صراعا حقيقياً وتمهيدا للانتخابات الرئاسية المقبلة، أم مجرد صراع مصالح بين رجال أعمال نظام مبارك ضد رجال أعمال الضباط والمؤسسة الاقتصادية العسكرية.
دعونا ننتظر لنرى.. فماذا لدينا غير الانتظار؟