15 سبتمبر 2019
هل هناك مؤامرة عالمية؟
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
يصف المطلعون الأحداث التي تجري في عالمنا الحاضر بأنها حلقات في الصراع العالمي القائم حاليا، وهم يعلمون أن الهدف الذي يدور الصراع من أجله هو السيطرة على الفكر الإنساني بأسره وتقرير مصير الإنسانية. ولكن هذا التحليل لا يمثل، على صحته، سوى نصف الحقيقة، أما الحقيقة الكاملة، فإنها خفية عن أعين الجماهير، مفصولة عنهم بحواجز من الدعايات المضللة والأكاذيب والأراجيف المقصودة الملفقة والمغالطات المدسوسة، ولا ريب في أن الجهل بالنصف الأساسي من الحقيقة يمثل أو يفوق في خطره الجهل بالحقيقة الكامنة.
تقرير مصير الإنسانية والسيطرة على مقدراتها الفكرية واحدٌ من أهداف الصراع الحاضر من دون ريب، ولكنه هدف مبدئي لا يزيد عن كونه مرحلة أولية تمهيدية، تنطلق المؤامرة العالمية بعدها إلى تحقيق الأهداف التالية والنهائية التي رسمتها وخططت لها قوى الشر لنفسها منذ أجيال سحيقة، ولا تتوافر معرفة الحقيقة الكامنة إلا بمعرفة الأهداف، حسب تسلسلها.
تتلخص الأهداف الخبيثة بعدة أهداف، والمفاجأة بالهدف الأول، والذي عليه (أي الهدف) تسير الأمور بنجاحٍ إلى بقية الأهداف، ومفاده القضاء على الحكومات الشرعية، ومن ثم إلغاء كل أنظمة الحكم الوطني!
إلغاء الإرث يأتي في المرتبة الثانية خطوة رئيسية في سبيل حل الرباط العائلي وتفكيكه. وثالثا، إلغاء الملكية الخاصة، بصورة مطلقة. والهدف الرابع إبادة جميع المشاعر الوطنية والقومية. وخامس الأهداف إلغاء نظام المسكن العائلي الفردي وإلغاء الحياة العائلية بمجملها وإبادة الفكرة الأساسية التي بنيت عليها جميع الحضارات السابقة، وهي فكرة اعتبار الحياة العائلية الخلية الجذرية في المجتمع. والهدف الأخير يكمن في إبادة الأديان السماوية والقضاء المطلق على فكرتها وإلغاء جميع العقائد والأديان المؤسسة في الكرة الأرضية بوجه عام، ومن ثم إخضاع الإنسانية للاستعباد المطلق والطغيان الأبدي تحت وطأة الدكتاتورية الشاملة.
لا تحتاج هذه الأهداف إلى تعليق لتوضح المصير القاتم الذي تعده المؤامرة العالمية للإنسانية. أما نظام الحكم الذي سيخضع له الجنس البشري المستعبد في حالة انتصار المؤامرة على قوى الخير جميعا وتحقيق المرحلة الأخيرة، فقد نصت عليه بالتفصيل مخططات القوى المتآمرة ومرتسماتها، بالاستناد إلى قاعدة أساسية تشكل جهازه الجذري، والرئيس الأعلى لهذه المؤامرة يصبح طاغية العالم المطلق. ويرتكز هذا الحكم على مجموعة أرباب المال العالميين الذين يشكلون حاليا إمبراطوريات المال العالمية عبقريات الشر التابعين لكنيس الشيطان والمختصين بالعلم والاقتصاد...
واشنطن وحلفاؤها أسقطوا حكومة طالبان المنتخبة، بغض النظر عن توجه الحركة، وأسقطوا نظام صدام حسين بعد تحالف وثيق فيما بينهم لأغراض السيطرة وتأجيج الفتنة بين ضفتي الخليج، وقطف الثمار لا يزال مستمرا، وتآمروا على ليبيا وقوّضوا الحكم فيها إلى هذه اللحظة، وعقدوا المشهد المصري وتبنوا التصدي للقاعدة في اليمن بحزم بينما تركوا النزاع بين اليمنيين قائما بدون حل، وأوعزوا للسعودية والإمارات بتشكيل "تحالف عربي" لمحاربة أنصار الله في اليمن، والحقيقة هي مسلسل دام طويل تعرف سيناريوهاته واشنطن مسبقا لأغراض اقتصادية بحتة. وعلى صعيد القضية المركزية للعرب، فلسطين، فتمارس سياسة الضغط على الفلسطينيين بقبول كل ما تراه إسرائيل مناسبا، وجديد المؤامرات هي "صفقة القرن" التي ستجرد الفلسطينيين من حقوقهم وتجعلهم مواطنين من الدرجة الثالثة في بلدهم، مقابل إعطاء الحق لإسرائيل بالتوسع وتعزيز القوة العسكرية وعليها (أي إسرائيل) تقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين تشغلهم عن القضية الأم.
توظف واشنطن وإسرائيل الرياض وأبوظبي، لمحاربة الوطنية والقومية في البلدان العربية. ولي العهد السعودي، وولي العهد الإماراتي يعملان بكل طاقاتهما لنيل الرضا الأميركي، وتجلى ذلك مع وصول الرئيس الأميركي ترامب إلى الحكم، حيث تم الاعتماد عليهما لتنفيذ السياسات الأميركية في المنطقة، واليوم تذهب التحليلات حول من أقرب لواشنطن من الآخر.
بعد أن فهمنا الأهداف والمرامي لهؤلاء الذين يرون في بلادنا العربية، ديمومة بقائهم، واستمرارا للنظام العالمي الجديد الذي يعتمد على تهجين أكبر قدر من البشر تحت ما يسمى المشاريع الاقتصادية الناجحة، والتي تعود للإنسانية بالنفع والأمان، ولكن بشرط بعد تحقيق الأهداف المذكورة لأن الصهيونية ليست مشروعاً عقائديا، بل هي أداة عملية لتحقيق الأهداف النهائية للسيطرة على العالم.
وبعد تحديد تلاميذ المدرسة الجديدة الذين يغامرون بمستقبل بلادهم وشعوبهم، لا بد من العودة إلى الصواب والعمل بكل الطاقات لمنع تنفيذ المخططات الشيطانية، وبدل اللعب والتدمير لبعض الدول العربية، على الشعب العربي السعودي والإماراتي التحرّك بجدية للتخلص من المراهقات العبثية التي يقوم بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
حان الوقت لكي ينتبه الرأي العام العالمي إلى الخطر الداهم، ولكي تنظم قوى الخير جهودها لمكافحة قوى الشر والتهديم ومنع تنفيذ الجريمة والعمل لأجل بناء عالم فاضل، يقتبس الهدى من إعلاء كلمة الله.
تقرير مصير الإنسانية والسيطرة على مقدراتها الفكرية واحدٌ من أهداف الصراع الحاضر من دون ريب، ولكنه هدف مبدئي لا يزيد عن كونه مرحلة أولية تمهيدية، تنطلق المؤامرة العالمية بعدها إلى تحقيق الأهداف التالية والنهائية التي رسمتها وخططت لها قوى الشر لنفسها منذ أجيال سحيقة، ولا تتوافر معرفة الحقيقة الكامنة إلا بمعرفة الأهداف، حسب تسلسلها.
تتلخص الأهداف الخبيثة بعدة أهداف، والمفاجأة بالهدف الأول، والذي عليه (أي الهدف) تسير الأمور بنجاحٍ إلى بقية الأهداف، ومفاده القضاء على الحكومات الشرعية، ومن ثم إلغاء كل أنظمة الحكم الوطني!
إلغاء الإرث يأتي في المرتبة الثانية خطوة رئيسية في سبيل حل الرباط العائلي وتفكيكه. وثالثا، إلغاء الملكية الخاصة، بصورة مطلقة. والهدف الرابع إبادة جميع المشاعر الوطنية والقومية. وخامس الأهداف إلغاء نظام المسكن العائلي الفردي وإلغاء الحياة العائلية بمجملها وإبادة الفكرة الأساسية التي بنيت عليها جميع الحضارات السابقة، وهي فكرة اعتبار الحياة العائلية الخلية الجذرية في المجتمع. والهدف الأخير يكمن في إبادة الأديان السماوية والقضاء المطلق على فكرتها وإلغاء جميع العقائد والأديان المؤسسة في الكرة الأرضية بوجه عام، ومن ثم إخضاع الإنسانية للاستعباد المطلق والطغيان الأبدي تحت وطأة الدكتاتورية الشاملة.
لا تحتاج هذه الأهداف إلى تعليق لتوضح المصير القاتم الذي تعده المؤامرة العالمية للإنسانية. أما نظام الحكم الذي سيخضع له الجنس البشري المستعبد في حالة انتصار المؤامرة على قوى الخير جميعا وتحقيق المرحلة الأخيرة، فقد نصت عليه بالتفصيل مخططات القوى المتآمرة ومرتسماتها، بالاستناد إلى قاعدة أساسية تشكل جهازه الجذري، والرئيس الأعلى لهذه المؤامرة يصبح طاغية العالم المطلق. ويرتكز هذا الحكم على مجموعة أرباب المال العالميين الذين يشكلون حاليا إمبراطوريات المال العالمية عبقريات الشر التابعين لكنيس الشيطان والمختصين بالعلم والاقتصاد...
واشنطن وحلفاؤها أسقطوا حكومة طالبان المنتخبة، بغض النظر عن توجه الحركة، وأسقطوا نظام صدام حسين بعد تحالف وثيق فيما بينهم لأغراض السيطرة وتأجيج الفتنة بين ضفتي الخليج، وقطف الثمار لا يزال مستمرا، وتآمروا على ليبيا وقوّضوا الحكم فيها إلى هذه اللحظة، وعقدوا المشهد المصري وتبنوا التصدي للقاعدة في اليمن بحزم بينما تركوا النزاع بين اليمنيين قائما بدون حل، وأوعزوا للسعودية والإمارات بتشكيل "تحالف عربي" لمحاربة أنصار الله في اليمن، والحقيقة هي مسلسل دام طويل تعرف سيناريوهاته واشنطن مسبقا لأغراض اقتصادية بحتة. وعلى صعيد القضية المركزية للعرب، فلسطين، فتمارس سياسة الضغط على الفلسطينيين بقبول كل ما تراه إسرائيل مناسبا، وجديد المؤامرات هي "صفقة القرن" التي ستجرد الفلسطينيين من حقوقهم وتجعلهم مواطنين من الدرجة الثالثة في بلدهم، مقابل إعطاء الحق لإسرائيل بالتوسع وتعزيز القوة العسكرية وعليها (أي إسرائيل) تقديم تسهيلات اقتصادية للفلسطينيين تشغلهم عن القضية الأم.
توظف واشنطن وإسرائيل الرياض وأبوظبي، لمحاربة الوطنية والقومية في البلدان العربية. ولي العهد السعودي، وولي العهد الإماراتي يعملان بكل طاقاتهما لنيل الرضا الأميركي، وتجلى ذلك مع وصول الرئيس الأميركي ترامب إلى الحكم، حيث تم الاعتماد عليهما لتنفيذ السياسات الأميركية في المنطقة، واليوم تذهب التحليلات حول من أقرب لواشنطن من الآخر.
بعد أن فهمنا الأهداف والمرامي لهؤلاء الذين يرون في بلادنا العربية، ديمومة بقائهم، واستمرارا للنظام العالمي الجديد الذي يعتمد على تهجين أكبر قدر من البشر تحت ما يسمى المشاريع الاقتصادية الناجحة، والتي تعود للإنسانية بالنفع والأمان، ولكن بشرط بعد تحقيق الأهداف المذكورة لأن الصهيونية ليست مشروعاً عقائديا، بل هي أداة عملية لتحقيق الأهداف النهائية للسيطرة على العالم.
وبعد تحديد تلاميذ المدرسة الجديدة الذين يغامرون بمستقبل بلادهم وشعوبهم، لا بد من العودة إلى الصواب والعمل بكل الطاقات لمنع تنفيذ المخططات الشيطانية، وبدل اللعب والتدمير لبعض الدول العربية، على الشعب العربي السعودي والإماراتي التحرّك بجدية للتخلص من المراهقات العبثية التي يقوم بها ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
حان الوقت لكي ينتبه الرأي العام العالمي إلى الخطر الداهم، ولكي تنظم قوى الخير جهودها لمكافحة قوى الشر والتهديم ومنع تنفيذ الجريمة والعمل لأجل بناء عالم فاضل، يقتبس الهدى من إعلاء كلمة الله.
محمد عياش
كاتب وباحث سياسي فلسطيني، يؤمن بمقولة "من طلب الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه".
محمد عياش
مقالات أخرى
25 اغسطس 2019
25 يوليو 2019
18 مايو 2019