مع كلّ إصدار جديد لهواتف "آبل"، تنتشر النظريّة ذاتها: "الهاتف القديم أصبح بطيئاً، يقع كثيراً، وهذه مؤامرة من الشركة لشراء هواتف جديدة".
نجد هذه التعابير منتشرة بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي. لا بل إنّ البحث عن "بطء هاتف آيفون" ارتفع بنسبة 50 في المئة على "غوغل" منذ إصدار "آبل" هاتفي "آيفون 8" و"آيفون إكس".
لكن ما التفسير الحقيقي لتلك الظاهرة التي باتت نظريّتها تُقنع كثيرين؟ تقول صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركيّة في تحقيق خصّصته للموضوع بعنوان "هاتف جديد يُصدر. هاتفك يبطأ. مؤامرة؟ لا." إنّ ظاهرة التباطؤ واسعة الانتشار بحيث يعتقد كثيرون أنّ شركات التكنولوجيا تعطّل الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر عن قصد، لضمان شراء الأشخاص لنسخ جديدة. ويُطلق على نظرية المؤامرة تلك "التقادم المخطّط له".
تؤكّد الصحيفة أنّ تلك أسطورة، إلا أنّ التباطؤ يحدث فعلاً، لكن لأسباب ليست شائنة كتلك النظريّة، إنما ببساطة بسبب تحديث البرمجيّات.
ويقول غريغ رايز، مدير البرامج السابق في "مايكروسوفت" الذي عمل على نظام التشغيل "ويندوز": "لا يوجد حافزٌ لشركات التكنولوجيا يدفعها إلى تنفيذ مؤامرة "التقادم المخطّط له"، إنّها البرمجيات. والبرمجيات ينتابها العديد من العلل والأمور غير المقصودة".
ما يحدث في الحقيقة هو أنّه عندما تُصدر عمالقة التكنولوجيا مثل "آبل" و"مايكروسوفت" و"غوغل" أجهزةً جديدة، تصدر أيضاً تحديثات وترقيات لأنظمة التشغيل الخاصة بها. ومن بينها إطلاق "آبل" نظام التشغيل iOS11 قبل أيام قليلة من شحن هاتف "آيفون 8" في سبتمبر/أيلول الماضي. والتحديث المجاني شمل أجهزة "آيفون"، بما فيها جهاز "آيفون 5 إس" البالغ من العمر 4 سنوات.
وعمليّة الارتقاء من نظام تشغيل قديم إلى آخر جديد، والتي تشمل نقل الملفات والتطبيقات والإعدادات، معقّدة للغاية. لذلك، عند تثبيت نظام تشغيلٍ جديد تماماً على جهازٍ قديم، قد تحدث مشاكل تجعل كل شيء، من فتح الكاميرا، وصولاً إلى تصفّح الويب، بطيئاً، بحسب ما تقول الصحيفة.
Twitter Post
|
(العربي الجديد)