22 ابريل 2017
هل يصلح الفنان ما أفسدته الحكومة؟
يسرى السعيد (سورية)
يوم 20/6 من كل عام، هو يوم اللاجئ العالمي، ولم تكن مصادفة بالتأكيد أن تبث حلقة جديدة من المسلسل الرمضاني السعودي، سيلفي، في اليوم نفسه؛ ولا ننكر أن هذه الحلقة كانت مدروسة، وبعناية فائقة على ما يبدو، لطرح مشكلة اللجوء المر الذي عانى منه السوريون. ولا تخفى محاولة الممثل ناصر القصبي تكثيف كل صور المرارة التي مرت بالمواطن السوري في حلقة واحدة، نجحت، إلى حد معقول، في عكس بعض الصور المؤلمة، من تشرد، وإنكار قضية السوريين، والمعاناة الكبيرة التي واجهتها الأسر السورية بسبب الحرب الطاحنة، والتي دفع ثمنها أغلبية الشعب السوري.
حاول الممثل المبدع ناصر القصبي، أن يقول ما لم يقله كثيرون من السعوديين صراحةً، ومن العرب عموماً، وإن كان طرحه قضية تبني تلك الفتاة السورية التي أفقدتها الحرب عائلتها، طرحاً مقتضباً، ورد فعل القانون السعودي الذي سيرفض إدخال الفتاة السورية لعدم وجود جواز سفرها، من جهة، ولما تحمله قضية التبني من عوائق من جهة ثانية.
يقرّر الطبيب الذي اقتضت مهنته الإنسانية وجوده في إحدى المخيمات السورية، أن يتابع مساعدته تلك الفتاة بإيصالها إلى أوروبا حيث تنتظرها أختها، وهي من تبقى لها من ذويها، وذلك خوفاً من أن ترد الطفلة إلى سورية وحيدة من دون أي معيل.
من هنا، تبدأ الحلقة الخاصة بسرد رحلة اللجوء الموجع، الذي لا نبالغ إن قلنا إن الأدب والتاريخ سيعتبرها قصة العصر؛ أو بتجلي أوضح مأساة العصر.
من نقطة البداية والبحث عن المهرب، إلى ركوب البحر وما يخبئه لك الحظ وحده، إلى مخاوف الطريق التي لن يتنبأ بها أي ضليع في تلك الطريق.
وتأتي المشاهد المكثفة، والتي تحاول اختزال الرحلة بما لا يتجاوز الستين دقيقة، حاملة في مقاطعها أشد درجات الألم الإنساني الذي يمكن أن يواجهه الإنسان، فالأم تفقد ابنها، نتيجة موجة عالية تصيب ذلك القارب أو البلم، من دون أن يتجرأ أحد على فعل أي شيء، وهذا طبعاً، وعلى الرغم من مرارته، إلا أنه يبقى جزءاً من صور أشدّ قسوة، ماتت من خلالها أسر بأكملها، وماتت معها أحلامها بالهرب من جحيم الحرب إلى قلب البحر، الذي وحده من يعرف كم احتضن في أعماقه من أجساد السوريين.
وهنا، يحضرني ما قرأته مرة في مقالة عن دور الفن وسيلة تخاطب بين الشعوب، وذكرت وقتها الكاتبة، رشا المالح أن: "الفنون البصرية تعتبر اللغة المشتركة بين شعوب العالم، حيث تتجاوز الفوارق بين الحضارات والثقافات وآلية التفكير، فمن خلال الفن تمتد جسور التواصل والتقارب والتعارف بين الثقافات. وعليه، فإن تعلم الفنون يساعد الفنان على توسيع آفاق تفكيره، وبالتالي الارتقاء بقدراته الإنسانية وفنه".
نعم، حاول القصبي طرح قضية السوريين ومعاناتهم بأسلوب رحيم، وإنسانيةً عالية. لكن، هل هذا يكفي؟
بالنسبة للفن، لسنا قادرين على تحميله أكثر مما يحتمل، وندرك دائماً أن دور الفن هو طرح الأحكام المعيارية التي تصف ما يجب أن يكون، وليس ماهو كائنٌ بالفعل؛ وهذا يدفعنا إلى تقديم الشكر والعرفان لذلك الممثل القدير، ولجرأته بإسماع العالم صوته، في وقت تخاذل فيه كثيرون من الحكومات والشعوب أيضاً عن البوح، وبصراحة، وبصوت مرتفع عن موقفه من القضية السورية وآلامها وأوجاعها.
حاول الممثل المبدع ناصر القصبي، أن يقول ما لم يقله كثيرون من السعوديين صراحةً، ومن العرب عموماً، وإن كان طرحه قضية تبني تلك الفتاة السورية التي أفقدتها الحرب عائلتها، طرحاً مقتضباً، ورد فعل القانون السعودي الذي سيرفض إدخال الفتاة السورية لعدم وجود جواز سفرها، من جهة، ولما تحمله قضية التبني من عوائق من جهة ثانية.
يقرّر الطبيب الذي اقتضت مهنته الإنسانية وجوده في إحدى المخيمات السورية، أن يتابع مساعدته تلك الفتاة بإيصالها إلى أوروبا حيث تنتظرها أختها، وهي من تبقى لها من ذويها، وذلك خوفاً من أن ترد الطفلة إلى سورية وحيدة من دون أي معيل.
من هنا، تبدأ الحلقة الخاصة بسرد رحلة اللجوء الموجع، الذي لا نبالغ إن قلنا إن الأدب والتاريخ سيعتبرها قصة العصر؛ أو بتجلي أوضح مأساة العصر.
من نقطة البداية والبحث عن المهرب، إلى ركوب البحر وما يخبئه لك الحظ وحده، إلى مخاوف الطريق التي لن يتنبأ بها أي ضليع في تلك الطريق.
وتأتي المشاهد المكثفة، والتي تحاول اختزال الرحلة بما لا يتجاوز الستين دقيقة، حاملة في مقاطعها أشد درجات الألم الإنساني الذي يمكن أن يواجهه الإنسان، فالأم تفقد ابنها، نتيجة موجة عالية تصيب ذلك القارب أو البلم، من دون أن يتجرأ أحد على فعل أي شيء، وهذا طبعاً، وعلى الرغم من مرارته، إلا أنه يبقى جزءاً من صور أشدّ قسوة، ماتت من خلالها أسر بأكملها، وماتت معها أحلامها بالهرب من جحيم الحرب إلى قلب البحر، الذي وحده من يعرف كم احتضن في أعماقه من أجساد السوريين.
وهنا، يحضرني ما قرأته مرة في مقالة عن دور الفن وسيلة تخاطب بين الشعوب، وذكرت وقتها الكاتبة، رشا المالح أن: "الفنون البصرية تعتبر اللغة المشتركة بين شعوب العالم، حيث تتجاوز الفوارق بين الحضارات والثقافات وآلية التفكير، فمن خلال الفن تمتد جسور التواصل والتقارب والتعارف بين الثقافات. وعليه، فإن تعلم الفنون يساعد الفنان على توسيع آفاق تفكيره، وبالتالي الارتقاء بقدراته الإنسانية وفنه".
نعم، حاول القصبي طرح قضية السوريين ومعاناتهم بأسلوب رحيم، وإنسانيةً عالية. لكن، هل هذا يكفي؟
بالنسبة للفن، لسنا قادرين على تحميله أكثر مما يحتمل، وندرك دائماً أن دور الفن هو طرح الأحكام المعيارية التي تصف ما يجب أن يكون، وليس ماهو كائنٌ بالفعل؛ وهذا يدفعنا إلى تقديم الشكر والعرفان لذلك الممثل القدير، ولجرأته بإسماع العالم صوته، في وقت تخاذل فيه كثيرون من الحكومات والشعوب أيضاً عن البوح، وبصراحة، وبصوت مرتفع عن موقفه من القضية السورية وآلامها وأوجاعها.
مقالات أخرى
22 مارس 2017
04 فبراير 2017
29 ديسمبر 2016