23 نوفمبر 2016
هل يمكن اجتثاث الكيان الموازي؟
شهدت تركيا، في الأيام التي تلت الانقلاب الفاشل، حملة اعتقالاتٍ واسعةٍ في صفوف المنتمين لجماعة الخدمة التابعة لفتح الله كولن، والتي يطلق عليها رسمياً من السلطات الحكومية في تركيا بـ (الكيان الموازي)، في إشارة إلى سعي هذه المنظمة للتغلغل في أجهزة الدولة، للحد الذي يجعلها مثل كيان موازي لكيان الدولة الرسمي.
وكان الدافع لكل تلك الاعتقالات اتهام الحكومة التركية هذه المنظمة بالوقوف خلف الانقلاب الفاشل الذي جرى في تركيا والتخطيط له، وتلقي المساعدة الخارجية لتنفيذ تلك المآرب.
لاقت تلك الحملة لاقت تأييداً شعبياً واسعاً، ذلك لأنّ الذاكرة الجمعية للشعب التركي، تربط بين الانقلابات والفشل الحكومي، وقمع الحريات الأساسية، والانهيار الاقتصادي، وغيرها من المآسي التي ترافق الانقلابات، حيث عانى الشعب التركي من أربعة انقلابات خلت طوال عمر الجمهورية التركية الحديثة، وتركت بصمتها السيئة في ذاكرة الشعب التركي، والتي لم ينساها لحدّ الآن.
وتعتبر التدابير الأمنية التي اتخذتها الحكومة التركية عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الانقلابين، والمنتمين لجماعة الكيان الموازي، إجراءات سريعة ومطلوبة، لتصيب كل من شارك بالانقلاب بالصدمة والشلل التام، وتجرّده من قدرته في المحاولة مجدداً للقيام بنفس ذلك الفعل.
لكن، يتساءل بعضهم: هل يمكن اجتثاث مثل هذه الجماعة من المجتمع التركي، ومن نفوس المؤمنين بها؟ وهي التي تغلغلت في قطاعات مهمةٍ من تركيبة المجتمع التركي. كانت هذه الجماعة تستهدف بالأساس الشريحة المثقفة والمتعلّمة من المجتمع التركي، وأسّست، لأجل هذه الغاية، مئات من المؤسسات التعليمية التي تُعدّ الطالب طوال سنوات دراسته إعداداً عقائدياً، يجعله مؤمن بأفكارها، ومستعداً لبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمتها، وزجّت بهؤلاء الطلاب بعد تخرّجهم، في دوائر الدولة المهمة، وبمراكز حسّاسة مثل مؤسسات الجيش والداخلية والقضاء، إضافة إلى تغلغلها في قطاعات اقتصادية مهمة، وتدرّجوا في المناصب، ليصلوا إلى أعلى المراتب المؤثرة فيها. ولا ننسى أنّ هذه الجماعة مستمرة في خطتها تلك، منذ أكثر من ربع قرن، وخرّجت أجيالاً كثيرة، فإننا نتحدّث على مئات الآلاف من هؤلاء، المنتشرين في أنحاء تركيا، بل وحتى خارج تركيا.
الاستمرار بالتصدي لهذه الجماعة، من خلال الحلول الأمنية فقط، من دون اتباع استراتيجية جديدة أخرى، أكثر عمقاً وتأثيراً، هي عملية غير ناجحة على المدى الطويل، حيث لهذه الجماعة القدرة على امتصاص الصدمة التي تتعرّض إليها الآن، والبدء من جديد وبأسلوب أخر أكثر احترافية.
ونعتقد إن محاربة هذه الجماعة واستئصالها من المجتمع التركي على المدى الطويل، لا يكون إلا من خلال المحاربة الفكرية لمعتقداتها وطروحاتها الفكرية، وتقديم الطرح الإسلامي الناضج لفهم الإسلام، بما يدحض الفهم القاصر والمنحرف لفكر هذه الجماعة.
ويشهد لنا التاريخ كيف إنّ حركات منحرفة كثيرة، نجحت في عملها، واستعصت على الاجتثاث، لكنها سرعان ما انهارت عندما تمّ محاربتها بالحجة الدامغة والحقائق الواضحة والفهم السليم للإسلام، وتعرية الأسس الفكرية المنحرفة التي تستند عليها.
ما ينقص أردوغان وحزب العدالة والتنمية، على الرغم من الفهم السليم للإسلام لديهم، إنهم حزب سياسي فقط، وليسوا جماعة تربوية وفكرية، تستطيع أن تؤصل لعملها، فكرياً وعقائدياً، إلى الدرجة التي يمكنها أن تنتقل من مجرد موجة أردوغانية فحسب، تنتهي بغياب رموزها، إلى حركة فكرية إسلامية وسطية، تعطي رؤية حديثة لفهم الإسلام والتعامل مع متطلبات العصر الحديث، ولا ترتبط بالأشخاص، وتنشر فكرها ليس بتركيا فقط، وإنما في كل الاقطار المسلمة.
وكان الدافع لكل تلك الاعتقالات اتهام الحكومة التركية هذه المنظمة بالوقوف خلف الانقلاب الفاشل الذي جرى في تركيا والتخطيط له، وتلقي المساعدة الخارجية لتنفيذ تلك المآرب.
لاقت تلك الحملة لاقت تأييداً شعبياً واسعاً، ذلك لأنّ الذاكرة الجمعية للشعب التركي، تربط بين الانقلابات والفشل الحكومي، وقمع الحريات الأساسية، والانهيار الاقتصادي، وغيرها من المآسي التي ترافق الانقلابات، حيث عانى الشعب التركي من أربعة انقلابات خلت طوال عمر الجمهورية التركية الحديثة، وتركت بصمتها السيئة في ذاكرة الشعب التركي، والتي لم ينساها لحدّ الآن.
وتعتبر التدابير الأمنية التي اتخذتها الحكومة التركية عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة ضد الانقلابين، والمنتمين لجماعة الكيان الموازي، إجراءات سريعة ومطلوبة، لتصيب كل من شارك بالانقلاب بالصدمة والشلل التام، وتجرّده من قدرته في المحاولة مجدداً للقيام بنفس ذلك الفعل.
لكن، يتساءل بعضهم: هل يمكن اجتثاث مثل هذه الجماعة من المجتمع التركي، ومن نفوس المؤمنين بها؟ وهي التي تغلغلت في قطاعات مهمةٍ من تركيبة المجتمع التركي. كانت هذه الجماعة تستهدف بالأساس الشريحة المثقفة والمتعلّمة من المجتمع التركي، وأسّست، لأجل هذه الغاية، مئات من المؤسسات التعليمية التي تُعدّ الطالب طوال سنوات دراسته إعداداً عقائدياً، يجعله مؤمن بأفكارها، ومستعداً لبذل الغالي والنفيس في سبيل خدمتها، وزجّت بهؤلاء الطلاب بعد تخرّجهم، في دوائر الدولة المهمة، وبمراكز حسّاسة مثل مؤسسات الجيش والداخلية والقضاء، إضافة إلى تغلغلها في قطاعات اقتصادية مهمة، وتدرّجوا في المناصب، ليصلوا إلى أعلى المراتب المؤثرة فيها. ولا ننسى أنّ هذه الجماعة مستمرة في خطتها تلك، منذ أكثر من ربع قرن، وخرّجت أجيالاً كثيرة، فإننا نتحدّث على مئات الآلاف من هؤلاء، المنتشرين في أنحاء تركيا، بل وحتى خارج تركيا.
الاستمرار بالتصدي لهذه الجماعة، من خلال الحلول الأمنية فقط، من دون اتباع استراتيجية جديدة أخرى، أكثر عمقاً وتأثيراً، هي عملية غير ناجحة على المدى الطويل، حيث لهذه الجماعة القدرة على امتصاص الصدمة التي تتعرّض إليها الآن، والبدء من جديد وبأسلوب أخر أكثر احترافية.
ونعتقد إن محاربة هذه الجماعة واستئصالها من المجتمع التركي على المدى الطويل، لا يكون إلا من خلال المحاربة الفكرية لمعتقداتها وطروحاتها الفكرية، وتقديم الطرح الإسلامي الناضج لفهم الإسلام، بما يدحض الفهم القاصر والمنحرف لفكر هذه الجماعة.
ويشهد لنا التاريخ كيف إنّ حركات منحرفة كثيرة، نجحت في عملها، واستعصت على الاجتثاث، لكنها سرعان ما انهارت عندما تمّ محاربتها بالحجة الدامغة والحقائق الواضحة والفهم السليم للإسلام، وتعرية الأسس الفكرية المنحرفة التي تستند عليها.
ما ينقص أردوغان وحزب العدالة والتنمية، على الرغم من الفهم السليم للإسلام لديهم، إنهم حزب سياسي فقط، وليسوا جماعة تربوية وفكرية، تستطيع أن تؤصل لعملها، فكرياً وعقائدياً، إلى الدرجة التي يمكنها أن تنتقل من مجرد موجة أردوغانية فحسب، تنتهي بغياب رموزها، إلى حركة فكرية إسلامية وسطية، تعطي رؤية حديثة لفهم الإسلام والتعامل مع متطلبات العصر الحديث، ولا ترتبط بالأشخاص، وتنشر فكرها ليس بتركيا فقط، وإنما في كل الاقطار المسلمة.
نظير الكندوري
باحث سياسي وكاتب عراقي.
نظير الكندوري
مقالات أخرى
29 مايو 2016
29 ابريل 2016
23 ابريل 2016