تابو
همسَ الملاكُ الحارس لـ فَابْيان، من ورائه:
- حذار، فابْيان! تقرَّر أن تموتَ متى نطقتَ ثانْغُولُوتينُو.
- ثانْغُولُوتينُو؟ - سأل فابْيان فزعاً.
ومات.
إنريكي أَندرسون إمبرت
- حذار، فابْيان! تقرَّر أن تموتَ متى نطقتَ ثانْغُولُوتينُو.
- ثانْغُولُوتينُو؟ - سأل فابْيان فزعاً.
ومات.
إنريكي أَندرسون إمبرت
*
الخلاص
تعود هذه الحكاية إلى أزمنة وممالك بعيدة خلت. كان النّحات يتجوَّل مع الملك عبْر حدائق القصر. وذهبا إلى مكان أبعد من المتاهة الخاصة بالأجانب الشهيرين.
قدَّمَ النّحاتُ - في أقصى الممر المُشجَّر للفلاسفة مقطوعي الرؤوس - آخرَ عمَلٍ له: نافورة شكل حوريّة.
وبينما كان يُسهب في شروح تقنية ويستمتع بنشوة النّصر، لاحظَ الفنانُ على المُحَيّا الجميل لِرَاعِيه طيْفاً متوعِّداً.
وفَهِم السّببَ.
"كيف يكون بوسع كائن تافه جداً – من دون شكٍّ كان المستبِدُّ يُفكِّر - أن يَقدرَ على الإتيان بشيءٍ لا أستطيعه أنا، راعي الشعوب؟"
آنذاك، حلَّق طائرٌ كان يشرب من النافورة مُبتهجاً في الجوّ، فالتمعت في رأس النَّحاتُ الفكرة التي ستُنْقِذه.
"مهما بدتْ هذه الكائناتُ وضيعةً – قال مُشيراً إلى الطائر -، فعلينا الاعترافُ بأنها تُحلِّق أفضلَ منا".
أدولفو بِيوي كَساريس
*
الإيمان والجبال
في البدءِ كان الإيمانُ يُحرِّكُ الجبالَ عندما يكون ذلك ضروريًّا فحسب، بحيث كان المشهد يبقى على حاله آلاف السنين. ولكن عندما شرع الإيمان في الانتشار، وبدتْ للناس فكرةُ تحريكِ الجبال مسلِّيةً، اكتفتِ هذه الجبال بأن تغيّر مواضِعها، بحيث أصبح من الصعب أكثرَ فأكثرَ العثورُ عليها في المكان الذي كانت فيه الليلةَ السابقةَ.
وبطبيعة الحال، فإنَّ هذا الأمرَ كان يخلق صعوباتٍ أكثرَ من تلك التي كان يحلُّها.
وقتها، فضَّل الناسُ الطيبون التخلّي عن الإيمان، والآن تستمرُّ الجبالُ ثابتة في مكانها على العموم. وحينما يحدثُ انهيارٌ في الطريق، ويقضي تحته العديد من المسافرين، فلأنّ شخصاً، بعيداً جداً أو قريباً، أدرَكَه قَبَسٌ من الإيمان.
أوغوستو مونتيروسو