دعا وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت إلى رفع الإنفاق الدفاعي البريطاني إلى أكثر من 2 في المائة من النائج المحلي الإجمالي لأن بريطانيا تحتاج "لأن تكسب مكاناً مركزياً على الساحة الدولية" بعد "بريكست".
وطالب هنت، في مؤتمر عقد مساء أمس في قصر مانشن أمام عدد من الدبلوماسيين، بأن تتجاوز بريطانيا العتبة المطلوبة من دول "الناتو" من الإنفاق من الناتج المحلي على ميزانية الدفاع، في تناغم مع مطالب سابقة للرئيس الأميركي دونالد ترامب. كما تتقاطع دعوة هنت مع وزيرة الدفاع بيني موردونت، والتي تولت منصبها حديثاً بعد إقالة غافين ويليامسون على خلفية تسريبات هواوي.
ورسم هنت زيادة الميزانية الدفاعية كجزء من خطة ثلاثية المحاور يجب على بريطانيا الالتزام بها بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، بهدف التجديد الوطني، في ما بدا أنه دعاية انتخابية للوزير البريطاني ليرفع من رصيده حال فتح باب المنافسة على زعامة حزب المحافظين. أما المحوران الآخران في خطة هنت فيتمثلان في إعادة هيكلة النظام الاقتصادي والمؤسسات الديمقراطية بعد "بريكست".
وقال هنت إن الوقت قد حان لإعادة هيكلة "القوة الصلبة" البريطانية، في رسالة ذات صدى بين الجمهور المحافظ، قبيل المنافسة على زعامة الحزب. ويأتي ذلك في وقت بدأ فيه منافسوه أيضاً بالحشد لخوض هذه الانتخابات.
وأضاف هنت أنه نجح خلال سنوات ترؤسه لوزارة الصحة البريطانية في توفير المزيد من الأموال لميزانية الخدمات الصحية الوطنية، وأن الوقت قد حان لمنح الأولوية لوزارة الدفاع.
وقال "مهما كانت نتيجة بريكست، فإن دور بريطانيا في قلب العلاقات الدولية قد يكون أكثر حيوية وضرورة وأكثر أهمية مما سبق. ولكننا لا نستطيع التسليم بهذا الدور: إذا أردنا مكاناً مركزياً على الساحة الدولية، يجب أن نستحقه". ولم يفصح هنت عن رؤيته للزيادة المطلوبة في ميزانية الدفاع، سوى أنه سيلتزم برفعها فوق عتبة الناتو عند 2 في المائة من الناتج المحلي.
وقال هنت بأن الزيادة في الميزانية لن تقتصر فقط على سد الاحتياجات الحالية ولكنها ستضع بريطانيا في طليعة الدول الحائزة على تقنيات الحرب الحديثة: "إن خريطة التهديدات، والتي تراجعت جداً بعد الحرب الباردة، تغيرت كثيراً. نعيش الآن في عالم متعدد الأقطاب من دون الضمانات التي وفرتها الهيمنة الأميركية المطلقة. نواجه سلوكاً روسياً عدوانياً ووجوداً صينياً أكثر وضوحاً. وبكل بساطة لا يمكننا معرفة كيف سيكون توازن القوى في العالم بعد 25 عاماً".
وأضاف "وفي الوقت ذاته فإن طبيعة الحرب في تبدل. صراعات الغد قد تبدأ بهجوم سيبراني، وتتصاعد لتصبح ضربات دقيقة باستخدام صواريخ فوق صوتية تتبعها أسراب من الطيارات المسيرة عن بعد".
وتابع بالقول "إن المجالات الحديثة في الفضاء والإنترنت والقدرات المكثفة في مجال الذكاء الاصطناعي ستحول شكل الحروب ... ولذلك يجب أن نتصدر هذه المجالات".
وكان القائد السابق للجيش البريطاني اللورد هوتون، قد وصف الخطة الدفاعية التي أقرتها الحكومة عام 2015 بأنها مجرد أوهام. وأقر هوتون بأن الميزانية لم تأخذ بالحسبان حالات الطوارئ في مجال الإنفاق، مثلما كان حال بريكست الذي أدى إلى تراجع قيمة الجنيه الإسترليني. بينما تشير تقارير حكومية إلى أن ميزانية الحكومة العشرية الخاصة بالمعدات الدفاعية تعاني من فجوة مالية قيمتها 14 مليار جنيه إسترليني.