دان الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند اليوم الثلاثاء إقدام النقابة الفرنسية اليسارية الاتحاد العام للعمال CGT (سي جي تي) على إغلاق مداخل مصافي النفط ومستودعات الوقود احتجاجا على تبني الحكومة لمشروع إصلاح قانون العمل واعتبر المبادرة بمثابة "حالة حصار تفرضها أقلية على غالبية الفرنسيين".
من جانبه صرح رئيس الوزراء مانويل فالس صباح اليوم الثلاثاء من القدس لإذاعة "أوروبا واحد" بأن الحكومة لن تتراجع عن قانون العمل وستنتهج سياسة الحزم إزاء تحركات النقابة اليسارية وستفك حصار مخازن الوقود ومصافي النفط بالقوة.
وأكد أن الحكومة أمرت قوات الأمن بفك الحصار فجر اليوم الثلاثاء عن معمل "فوس سور مير" شمال البلاد وستعمل على "تحرير" مواقع أخرى لتفادي أزمة في التزود بالوقود. وقال فالس: "إن الحكومة لن تسمح بتحويل الفرنسيين والاقتصاد الفرنسي إلى رهائن".
من جهته، اعتبر رئيس نقابة "سي جي تي" فليبي مارتينيز أن الإضراب "حق مشروع يكفله القانون الفرنسي" وأن "إقدام قوات الأمن على فك اعتصامات العمال عند مداخل مصافي النفط ومخازن الوقود غير قانوني".
وكانت نقابة "سي جي تي" دخلت برفقة عدة نقابات أخرى في مواجهة مباشرة مع الحكومة الاشتراكية بعد تبني هذه الأخيرة لمشروع إصلاح قانون العمل بالقوة من دون اللجوء إلى تصويت البرلمان، وهو ما اعتبرته النقابة وقسم كبير من الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني انتهاكا للديمقراطية.
وكانت مجموعة من النقابات اليسارية بزعامة "سي جي تي" قررت خوض إضراب مفتوح في 8 معامل لتصفية البترول وأقدم مناصروها على إغلاق منافذ مخازن الوقود منذ الثلاثاء الماضي لإجبار الحكومة على التراجع عن قانون العمل الذي ترى فيه إجهازا على مكتسبات العمال وانحيازا للشركات وأرباب العمل.
وأسفرت مبادرة النقابات عن نقص حاد في الوقود وتوقفت مئات محطات الوقود عن العمل بسبب النقص في التموين، ما خلق حالة من الهلع في أوساط الفرنسيين الذين تعتمد غالبيتهم على السيارات في تنقلاتهم اليومية.
وصرح وزير النقل الفرنسي آلان فيدالي أمس الاثنين أن حوالي 1500 من أصل 12 ألف محطة توقفت عن العمل بسبب أزمة في التزود بالوقود.
وفي شمال وغرب فرنسا لوحظ وجود طوابير طويلة لسائقي السيارات أمام محطات الوقود بعد أن قررت السلطات المحلية تقنين توزيع الوقود بنسبة 20 لترا للشخص الواحد.
وصعدت النقابات اليوم الثلاثاء موقفها ضد الحكومة ودعت لإضراب عام في وسائل النقل وقطاع المواصلات غدا الأربعاء وبعد غد الخميس، وهو خامس إضراب تدعو إليه النقابات منذ مستهل مارس/ آذار الماضي