روى الأسير الفلسطيني المقعد شادي ضراغمة (24 عاماً) من سكان مخيم قلنديا شمالي القدس، لمحامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية حنان الخطيب، خلال زيارتها له اليوم الأحد، تفاصيل مروعة من لحظات اعتقاله على يد قوات الاحتلال، والتحقيق معه على مدار الأشهر القليلة الماضية، علماً بأنه معتقل منذ 7 أغسطس/آب الماضي.
ووفق رواية ضراغمة، فقد اعتقلته قوات الاحتلال في حوالي الساعة الثالثة والنصف صباحاً، حين اقتحم أكثر من 50 جندياً تابعاً للوحدات الخاصة الإسرائيلية منزله، وكسروا باب المنزل الرئيس.
وبعد أن تم تقييد يدا ضراغمة للأمام بقيود بلاستيكية وعصبوا عيناه، مشوا به ما يقارب 2 كيلومتراً بكرسيه المتحرك، وأخذوه لسفح جبل قريب، حيث كانت ينتظره عدد من جيبات الجيش العسكرية، وعلى مسافة الطريق كان الجنود يصفعونه بالتناوب على وجهه بأيدهم حتى اخدر وجهه من الألم.
ولم تكتف قوات الاحتلال بذلك، بقل قامت بجره ورفعه بطريقة مذلة إلى أحد الجيبات، وأغلق أحد الجنود باب المركبة العسكرية "الجيب" على رجله اليسرى، مما سبب له أوجاعاً لا تحتمل، ومنها تم نقله إلى مركز تحقيق المسكوبية في القدس المحتلة.
ويكمل ضراغمة، أنه "حققوا معي لمدة 58 يوماً، منها ما كان متواصلا ليل - نهار، وكنت أغلبها مقيد اليدين والقدمين ومربوطًا بالكرسي، ومغمى العينين، وكنت أتعرض بين اللحظة والأخرى للشتم والإهانة والضرب المبرح، حيث اعتدى علي أحد المحققين في أحد أيام التحقيق، بعصا حديدية، سببت لي نزيفاً داخلياً، ولم يحضروا لي مسعفاً إلا بعد 11 ساعة".
ويؤكد ضراغمة، بأن إدارة مصلحة سجون الاحتلال وقواتها كانت تجبره بالنزول والصعود إلى البوسطة (مركبة لنقل الأسرى) زحفاً على بطنه، وهم يتلذذون ويسخرون منه.
وشدد على أن الاحتلال الإسرائيلي ومصلحة سجونه ينكلون بالأسرى المرضى والمقعدين في كافة أمورهم الحياتية، إذ أن الظروف الاعتقالية للأسرى المقعدين في غاية المأساوية، لا سيما حين يتم عزلهم بغرف صغيرة ضيقة مضاءة على مدار الساعة، ومراحيضها نتنة بجانب الفرشات المتعفنة التي يجبر الأسرى بالنوم عليها، حيث لا تهوية ولا منافذ، وبرد قارس يعززونه بمكيف عالي البرودة على رأس الأسير.
ويقبع الأسير ضراغمة في مستشفى سجن الرملة، إلى جانب 17 أسيراً من بينهم 10 أسرى معاقين، بظروف صحية صعبة للغاية.