أكد مسؤول استخباراتي أميركي أنّ "هاكرز" تابعين للمؤسسة العسكرية الأميركية، تمكّنوا من اختراق أنظمة القيادة في الكرملين، وشبكات الاتصال والطاقة الروسية، كاشفاً أنّهم جاهزون لاستخدام سلاح إلكتروني "سري"، لصدّ أي محاولة من موسكو، للعبث بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، الثلاثاء المقبل. هذا الأمر دفع الكرملين للرد بالقول إن سلطات البلاد تتخذ الإجراءات لضمان الأمن الإلكتروني وحماية المعلومات على المستوى المناسب.
جاء ذلك في وثائق أمنية سرية، حصلت عليها قناة "إن بي سي" الأميركية، عن الهجمات الإلكترونية التي تعرّضت لها، أخيراً، شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة. وأشارت الوثائق إلى زرع أجهزة الاستخبارات الروسية برمجيات "خبيثة" في الشبكة الأميركية، يمكن استخدامها في هجوم إلكتروني واسع ضد البنى التحتية، والمرافق الأساسية في المدن الأميركية الكبرى.
وبحسب الوثائق، فقد دفع هذا الأمر المؤسسة العسكرية الأميركية، إلى اختراق شبكة الإنترنت الروسية، وإن كانت لا تتوقع قيام موسكو بمثل هذا الهجوم الذي يعتبر بمثابة إعلان حرب، لا سيما أنّ الخشية الأميركية هي من حصول عمليات قرصنة إلكترونية، مشابهة لما تعرّض له الحزب الديمقراطي والحملة الانتخابية للمرشحة الرئاسية هيلاري كلينتون، قد تستهدف تعطيل أو العبث بالمعلومات الانتخابية.
وفي تغريدة على "تويتر" هدّد، أمس الجمعة، هاكر معروف باسم "GUCCIFER 2.O"، يعتقد المسؤولون الأميركيون أنّه تابع للاستخبارات الروسية، بـ"التلاعب بالانتخابات الأميركية من داخل النظام".
— GUCCIFER 2.0 (@GUCCIFER_2) November 4, 2016
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
في المقابل، أكدت روسيا اتخاذ "كل ما يلزم" لحماية أمن المعلومات، وضمان أمن البلاد من الهجمات الإلكترونية.
وتعليقاً على تسلل هاكرز أميركيين إلى أنظمة إلكترونية روسية، قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم السبت، للصحافيين، إنّ "سلطات البلاد تتخذ الإجراءات لضمان الأمن الإلكتروني وحماية المعلومات على المستوى المناسب، ووفقاً للتهديدات التي أعلن عنها بشكل رسمي مسؤولون في الدول الأخرى"، من دون مزيد من التفاصيل.
وحذّر مسؤولون أميركيون كبار، منهم الرئيس باراك أوباما، من أنّ الولايات تملك أسلحة ووسائل إلكترونية تتفوق بأضعاف على ما لدى كل من روسيا، والصين، وإيران وغيرها من الدول، التي تحاول شنّ هجمات سيبرية على أميركا.
بدوره، قال نائب الرئيس جو بايدن، قبل أسابيع، إنّ موسكو تبلغّت رسالة تحذير، حول طبيعة الرد الأميركي على أي هجوم روسي محتمل، يستهدف تزوير الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة.
من جهته، أشار رئيس وكالة الأمن الوطني مايك روجرز، وخلال جلسة استماع في الكونغرس عام 2014، إلى الجهود الأميركية لتطوير أسلحة إلكترونية، بإمكانها شلّ جميع مرافق الخدمات في الدول "المعادية".
ونقل تقرير لقناة "إن بي سي"، عن الخبير العسكري غاري براون، قوله إن بإمكان الأجهزة الاستخباراتية التي تقوم بعمليات اختراق إلكتروني، بهدف قرصنة معلومات، أن تترك خلايا "نائمة" في الشبكة، يمكن استخدامها لاحقاً في شنّ هجمات إلكترونية من نوع آخر، وبإمكانها إلحاق أضرار مادية جسيمة بالعدو الإلكتروني المستهدف.
على الطرف الآخر، نفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في مناسبات عدة، أخيراً، الاتهامات الأميركية حول تورّط أجهزة الاستخبارات الروسية، بمهاجمة مؤسسات حكومية وحزبية أميركية. وجدّد مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، والذي ينشر وثائق ورسائل مقرصنة من حملة كلينتون، التأكيد على أنّه حصل على تلك الوثائق من الاستخبارات الروسية.