والأربعاء، تم الإبلاغ عن حالتي إصابة جديدتين بفيروس كورونا لدى أميركيين اثنين كانا على متن السفينة السياحية اليابانية دياموند برنسيس، بحسب مسؤولين صحيين.
ورغم ذلك، أعلن ترامب، ليل الأربعاء/ الخميس، أنّ خطر تفشي فيروس كورونا في الولايات المتّحدة "متدنّ جداً" بفضل الإجراءات التي اتّخذتها إدارته، ولا سيّما القيود التي فرضتها على المسافرين الصينيين.
وقال ترامب، خلال مؤتمر صحافي خصّصه للحديث عن الفيروس، الذي تفشّى في الصين ويواصل انتشاره في العالم: "بفضل كل ما فعلناه، فإنّ الخطر على الشعب الأميركي يبقى متدنياً جداً"، منتقداً خصومه الذين "استهزأوا" في البداية بالقرارات التي اتّخذتها إدارته لمواجهة الفيروس.
وعيّن الرئيس الأميركي نائبه مايك بنس مسؤولاً عن ملف مكافحة فيروس كورونا.
وخلال المؤتمر الصحافي، قال ترامب: "أعلن الآن أنّني أعيّن نائب الرئيس مايك بنس مسؤولاً" عن ملف مكافحة الفيروس، مضيفاً أنّ بنس "سيعمل مع الاختصاصيين والأطباء وكل أفراد فريق العمل".
وفي وقت سابق، كتب ترامب على "تويتر"، قائلا إن ممثلين عن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها وغيرهم سوف ينضمون إليه في المؤتمر الصحافي الذي يُعقد بعد الظهر.
— Donald J. Trump (@realDonaldTrump) February 26, 2020" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
|
استعدادات
وذكر الرئيس الأميركي أنّ الولايات المتّحدة مستعدة لتعزيز إجراءاتها الرامية لمكافحة الفيروس "على نطاق أوسع بكثير إذا استدعى الأمر ذلك"، موضحا: "لدينا بالفعل خطط للتعامل على نطاق أوسع بكثير إذا احتجنا إليها (..) لدينا مستشفيات في بعض الولايات تُخلي غرفاً وتبني أماكن للحجر الصحّي".
وردّاً على سؤال عمّا إذا كانت الولايات المتحدة قد زادت مخزونها من معدّات الحماية، مثل الكمّامات والرداءات، أجاب ترامب: "لقد طلبنا الكثير منها، في حال احتجنا إليها فحسب".
قيود على السفر
وأشار الرئيس الأميركي إلى أنّه قد يفرض "في الوقت المناسب" قيوداً جديدة على السفر من وإلى الولايات المتحدة، تطاول الدول والمناطق الموبوءة بفيروس كورونا.
وردّاً على سؤال عن إمكانية فرض مزيد من القيود على السفر، قال ترامب في المؤتمر الصحافي ذاته: "يمكننا أن نفعل ذلك في الوقت المناسب. الوقت الآن ليس مناسباً لذلك". وأضاف أنّ "كوريا الجنوبية أصيبت بقوة (بالوباء). إيطاليا أصيبت بقوة. ما جرى في الصين واضح، لكن يبدو أنّ أعداد (المصابين الجدد) استقرّت وتنخفض، وهذا نبأ سارّ، وبالتالي سنرى ما سيحصل".
تحذيرات
في مقابل محاولات التطمين من ترامب، حذّر وزير الصحة أليكس عازار من أنّه إذا كان خطر فيروس كورونا في الولايات المتحدة هو تحت السيطرة حالياً، فإنّ هذا الوضع قد لا يستمر على حاله طويلاً، إذ قد "يتغيّر بسرعة" نحو الأسوأ.
وقال الوزير للصحافيين إنّ "مستوى الخطر يمكن أن يتغيّر بسرعة، وبإمكاننا أن نتوقّع رؤية عدد أكبر من الإصابات في الولايات المتحدة".
بدورها، حذرت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، الثلاثاء، الجمهور الأميركي من الاستعداد لتفشي المرض، الذي أصاب أكثر من 80 ألف حالة في جميع أنحاء العالم، لكن ظهوره قليل نسبيا حتى الآن في الولايات المتحدة، وفق ما نقلته وكالة (أسوشييتد برس).
لكن قبل أن يعود جوا إلى الوطن قادما من الهند أمس الثلاثاء، قال ترامب إن وضع فيروس كورونا "تحت السيطرة بشكل جيد في بلادنا".
وعقب عودته إلى الولايات المتحدة في وقت مبكر الأربعاء، بدأ ترامب على الفور التصدي للمنتقدين الذين يقولون إنه ينبغي عليه أن يتحرك سريعا لتعزيز الاستجابة الفيدرالية لفيروس كورونا.
وكتب على "تويتر" أن مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها ووزير الصحة والخدمات البشرية الأميركي، أليكس عازار، والجميع "يقومون بعمل كبير في ما يتعلق بفيروس كورونا"، وأعلن أنه سيعقد مؤتمرا صحافيا حول هذه المسألة في وقت لاحق.
وانتقد ترامب أيضا بعض التغطيات الإخبارية لفيروس كورونا.
وكان من المقرر أن يدلي عازار الأربعاء بشهادته أمام الكونغرس بشأن الاعتمادات المخصصة لوزارته، مع احتمال استجوابه حول استعدادات الإدارة لفيروس كورونا. كما انخرطت السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، ستيفاني غريشام، في التصدي للمنتقدين بعد العودة مع ترامب.
وأعادت غريشام نشر تدوينة مراكز السيطرة على الأمراض التي قالت: "لا توجد تقارير في الوقت الحالي تبلغ عن انتشار فيروس كورونا في المجتمع الأميركي".
ونصحت مراكز السيطرة على الأمراض في التدوينة المواطنين باتخاذ الاحتياطات المعتادة لتجنب انتشار الفيروس، مثل البقاء في المنزل عند المرض، وغسل اليدين بالصابون والماء.
تحت الملاحظة
وعلى صعيد متصل، قال مسؤولو الصحة بمقاطعة ناساو في نيويورك الأربعاء إنهم يضعون 83 شخصا زاروا الصين، وربما خالطوا مرضى بفيروس كورونا المستجد، تحت الملاحظة، لكن حاكم نيويورك أندرو كومو قال إن الولاية ليست بها حالات إصابة مؤكدة بالمرض.
وأضاف كومو في مؤتمر صحافي: "هذا الوضع ليس وضعا يثير خوفا دون داع"، مشيرا إلى أن نتائج الفحوص التي أُجريت على 27 شخصا بخصوص الفيروس جاءت سلبية، بحسب "رويترز".
وفي مؤتمر صحافي منفصل، قال مسؤولون في مقاطعة ناساو، شرقي مدينة لونج أيلاند في نيويورك، إنهم بينما يلاحظون 83 شخصا، فإنه لا توجد حالات إصابة مؤكدة بالفيروس في المقاطعة حتى الآن.