كشف مصدر أمني عراقي رفيع المستوى، اليوم الأربعاء، عن وصول فريق عسكري أميركي الى بغداد، يوم الأحد الماضي، يضم خبراء في مجال حرب الشوارع والاتصالات والتكنولوجيا، لمساعدة القوات الحكومية في العملية العسكرية، التي تخوضها منذ أسابيع في محافظة الأنبار، ضدّ من تقول إنهم مسلحون موالون لتنظيم "القاعدة".
وذكر المصدر، الذي يعمل في وكالة الأمن الوطني العراقية، لـ"العربي الجديد"، أن أكثر من 130 عنصراً أميركياً، غالبيتهم ممن شاركوا في حرب الفلوجة الثانية عام 2005، سيعملون على تدريب قوة عراقية تعرف باسم "النخبة"، ومؤلفة من نحو ألف عنصر، بشكل مكثف، وعلى مدى شهر. وستشمل التدريبات حرب الشوارع والقتال في المناطق الضيقة والتعامل مع الهجمات الانتحارية بالأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة والكمائن.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الفريق يضم خبراء اتصالات ومراقبة جوية، وسيقدم الدعم للقوات الحكومية في كشف مناطق تجمعات المسلحين. وأشار إلى أن الجانب الأميركي سبق له، وأن قدم للقوات العراقية، عشرات الخرائط الجوية والمعلومات عن معسكرات ومناطق تضم قيادات وعناصر مسلحة في الأنبار، خصوصاً في الصحراء الغربية.
وأضاف المصدر نفسه أن "الدعم الحالي يأتي في إطار اتفاقية الشراكة الأمنية الموقعة بين البلدين قبيل الانسحاب الأميركي من العراق".
وكان رئيس مكتب التعاون الأمني التابع للسفارة الأميركية في بغداد، الفريق مايكل بدناريك، قد كشف، في تصريحات لصحافيين محليين، يوم الثلاثاء، أن بلاده بدأت بمساعدة العراق بشكل مباشر منذ بدء الأزمة في الأنبار، بمتطلبات طارئة للمعركة الحالية. وأضاف أن واشنطن أرسلت الى العراق، ابتداءً من 17 يناير/كانون الثاني الماضي، "14 مليون قذيفة وطلقة من أنواع مختلفة من الذخائر الخفيفة والمتوسطة، الى صواريخ "هيل فاير"، فضلاً عن سبعة آلاف نوع من الأسلحة، وهي عبارة عن بنادق ورشاشات وقاذفات صواريخ وقناصات". وأكد أن العراق سيتسلم، اليوم الأربعاء، شحنة أسلحة تضم 99 صاروخاً "هيل فاير" و1000 قذيفة دبابة.
وعلّق عضو المجلس العسكري لثوار عشائر الفلوجة، الشيخ محمد الدليمي، في حديث لـ"العربي الجديد"، على هذه المعلومات قائلاً: إن هذا غير مستغرب، وكنا نتوقعه بعد الفشل الذريع لقوات الحكومة في حربها ضدنا، ونحن نحمّل الجانب الأميركي سقوط المزيد من الأبرياء جراء القصف العشوائي. وأضاف: يبدو أن الولايات المتحدة لم تنس خسارتها في الفلوجة وتحاول اليوم أن تأخذ الثأر.
بدوره، رأى المحلل السياسي، نهاد الجبوري، الخطوة الأميركية لمساعدة الحكومة العراقية في حرب الأنبار، أنها جاءت بعد مخاوف أميركية من انهيار القوات العراقية، مع اشتداد الضربات التي وجهها مسلحو العشائر خلال الشهرين الماضيين، وأسفرت عن مقتل واصابة المئات من الجنود العراقيين.
وأضاف الجبوري، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "القوات الأميركية حولت موقفها من متحفظ على تسليح ودعم القوات العراقية، الى رجل سخي للغاية، وهذا يشير الى خوفها من انهيار قوات الجيش في الأنبار، مع تسجيل مئات من حالات الهروب لتلك القوات".
من جهة ثانية، كشف مجلس محافظة واسط، عن قيام القوات الأمنية العراقية بحملة اعتقالات، طالت عناصر الجيش العراقي الهاربين والمتأخرين عن الالتحاق بوحداتهم القتالية في محافظة الأنبار. وقال نائب رئيس المجلس، تركي الغنيماوي، لـ"العربي الجديد": إن الاعتقالات تمت بشكل عشوائي من دون وجود أوامر قضائية. لافتاً الى "ورود شكاوى عدة من الأهالي ومنتسبي القوات الأمنية بوجود اعتقالات عشوائية طالت العشرات.
وأوضح الغنيماوي، أن هذه الاعتقالات تعتبر مخالفة للقانون، محملاً "قيادات الأجهزة الأمنية مسؤولية هذه الاعتقالات التي تطال عناصر أمن، هم بأمس الحاجة الى تحفيز وتشجيع، وليس الى اعتقالات في وقت يخوض الجيش معارك في الأنبار".
وفي السياق ذاته، أعلن مصدر أمني عراقي في شرطة محافظة واسط، لـ"العربي الجديد"، أن "القوات الأمنية شنت خلال الـ 24 ساعة الماضية، حملة مداهمات واسعة لمنازل الجنود الفارين من القتال في الأنبار، واعتقلت بعض جرحى المواجهات المسلحة هناك". وأوضح المصدر نفسه أن "تلك الحملة طالت نحو 70 عنصراً في الجيش في مناطق مختلفة من محافظة واسط، بينهم 20 جندياً مصاباً"، كاشفاً أن الحملة جاءت "بناءً على تعليمات من مكتب رئيس الوزراء".
الى ذلك، أعلن المجلس المحلي للعاصمة العراقية بغداد، عن بدء التفاوض مع
شركات أوروبية لشراء أجهزة كشف عن المتفجرات، من بينها سيارات "سونار" حديثة، للسيطرة على الهجمات الارهابية بواسطة السيارات المفخخة. وقال رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد، صباح لفتة، لـ"العربي الجديد"، إن المجلس أقرّ ميزانية لهذا المشروع تبلغ 30 مليار دينار، لشراء الأجهزة وسيارات "سونار" بأسرع وقت ممكن، بعد ثبوت فشل الأجهزة التي استوردتها الحكومة لكشف المتفجرات.
وأوضح لفتة أن الأجهزة الجديدة ستوزع على منافذ العاصمة الرئيسة مع باقي المحافظات، فضلاً عن مناطق رئيسية ومهمة داخل العاصمة تشهد هجمات متكررة.