وقالت السفارة، في بيان صحافي، إنّها "نصحت المواطنين الأميركيين بترتيب خطط للطوارئ تماشياً مع البيان الذي أصدره رئيس الوزراء حيدر العبادي في بيانه الصحافي، حول سد الموصل"، مؤكّدةً أنّ "تفريغ المياه هو الأمر الأكثر فاعلية لإنقاذ حياة مئات الآلاف من العراقيين، الذين يعيشون في المناطق الأكثر خطورة على مسار الفيضان في حال حدوث تصدّع".
ونفت "تخفيضها أعداد الموظفين في الأميركيين في بغداد"، مؤكّدة أنّ "عمل السفارة متواصل بصورة طبيعية وبكل موظفيها تحت إشراف السفير ستيوارت جونز".
وفي سياق متصل، أعلنت الحكومة العراقيّة "البدء باستعدادات صيانة وترميم سد الموصل"، مقلّلة من أهميّة "التقارير التي تحذّر من انهياره".
وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة، أنّ "الحكومة العراقية بدأت استعداداتها لترميم السدّ وضمان ديمومة التشغيل الآمن له"، مشيراً إلى أنّ "هذا الإجراء يعد أحد التدابير الوقائية المستمرة منذ بنائه عام 1986، وهو السد الأكبر في العراق من حيث توفيره للطاقة الكهربائية وسيطرته على تدفق مياه نهر دجلة إلى مناطق المصب".
وأضاف أنّ "المخاطر التي تشير إليها بعض التقارير عن انهيار السدّ ضعيفة للغاية، ولا سيّما مع الاحتياطات الفنية والإدارية للجهات المختصة"، موضحاً أنّ "الإجراءات الاحترازية هي جزء من خطة السلامة الوطنية، تتخذها الحكومات لإشاعة الوعي بين مواطنيها، من دون ربط ذلك بدرجة خطورة الموقف".
ودعا سكّان المناطق المحاذية لمجرى نهر دجلة، إلى "تجنّب خطر اندفاع مياه
الفيضان إلى مناطقهم"، لافتاً الانتباه إلى أنّ "أفضل وسيلة للسلامة هي الانتقال إلى المناطق المرتفعة، والابتعاد عن النهر لمسافة ستة كيلومترات باتجاه المناطق المرتفعة".
من جهته، رأى الخبير الأمني محمد الجواري، أنّ "تحذير واشنطن لا علاقة له بسد الموصل، بل جاء بعد التدهور الأمني في بغداد ودخول تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى أبوغريب، وتظاهرات المليشيات قرب المنطقة الخضراء".
وقال الجواري، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إنّ "واشنطن تسوق موضوع السد لعدم إثارة خطورة الوضع وتأزمه في بغداد"، مبيناً أنّ "تحرك المليشيات وتظاهراتها وتهديدها بدخول بغداد، فضلاً عن اقتحام (داعش) لأسوار بغداد، هو السبب وراء استعدادات واشنطن لإخراج رعاياها".
وأضاف أنّ "الوضع في بغداد مقلق للغاية، وأنّ العاصمة بحاجة الى استقدام قوات أميركيّة لحمايتها من أيّ خطر قد يحدث".
يشار إلى أنّ الهجوم غير المسبوق لتنظيم "داعش" في بلدة أبو غريب ودخوله بقوة في العاصمة بغداد، أثار ارتباكاً أمنيّاً كبيراً في العاصمة، في وقت دعا فيه زعيم "التيار الصدري" مقتدى الصدر أتباعه إلى التظاهر قرب المنطقة الخضراء وهدّد بدخولها.
اقرأ أيضاً: أميركا تدعو لتفريغ سد الموصل من المياه تحسبا لسقوطه