الأمر الذي أصبح منذ سنوات من تقاليد العمل في ما يعرف بالمؤسسات الكبرى أو الشركات العابرة للحدود، وجد أخيراً سبباً، لا يتعلق بتحقيق الفوائد، بل بتقليل الخسائر البشرية الناجمة عن خطر محدق اسمه كورونا (كوفيد 19).
النصائح الطبية
يقول الدكتور عامر شيخوني رئيس تحرير موقع "صحتك" إنه يفضل تجنب الوجود في أماكن العمل المزدحمة المغلقة، حالما أعلنت وزارات الصحة أو الهيئات الصحية المعتمدة أن البلد وصل إلى مرحلة وباء مستوطن، أو إذا انتشر الفيروس مشكّلاً وباء عالمياً، حسب تقييم وتقديرات منظمة الصحة العالمية.
وتتصاعد إغلاقات المنافذ الحدودية بين الدول، لضبط مستوى انتشار فيروس كوفيد 19، الأشرس بين عائلة كورونا، ليس لأنه قاتل أكثر من غيره، بل للعدوى الشديدة التي تحدث بسببه.
غير أن أماكن العمل من مؤسسات عامة وشركات هي محل السؤال الآن، مع ارتباط الحضور إلى العمل شخصياً، ودخول مكان مغلق، والتعامل مع محيط لا يعرف فيه من هو حامل المرض.
في المستويات الطبيعية للأمراض الفيروسية، يشير شيخوني إلى الاحتياطات العامة التي يتبعها الناس وينصح بها الأطباء، للحد من انتشار الفيروس عن طريق الرذاذ، ومن ذلك غسل اليدين وتغطية الفم عند السعال بمنديل ورقي، أو بطرف الكم والنظافة العامة والتغذية الجيدة، وهي الاحتياطات المعروفة التي يأخذها الناس، لمنع أو تقليل انتشار الرشح والإنفلونزا في فصل الشتاء، خاصة في الأماكن المزدحمة المغلقة.
توالت إجراءات احتياطية عديدة في العالم مثل وقف المباريات الرياضية والحفلات الموسيقية وإغلاق دور السينما في الدول التي يحتاج اليها مستوى انتشار الفيروس إلى مثل هذه الإجراءات.
أما بعد إطلاق تسمية "الوباء" على الفيروس، أي أنه أصبح عابراً للحدود، فإن الاحتياطات المعتادة، (كمامات وغسل اليدين وتجنب الملامسة) يمكن -بحسب شيخوني- أن يضاف إليها تجنب العمل في أماكن مزدحمة مغلقة، واستبدال ذلك بالعمل من المنزل، باستخدام التكنولوجيا الحديثة في التواصل.
أما حالة الهلع التي يعيشها بعض الناس فيردها إلى المبالغة في نشر أخبار ومعلومات مغلوطة، غير محبذة من الناحية الطبية والصحية.
وتطرق شيخوني إلى أن وسائل الإعلام تلاحق الأخبار الجديدة المثيرة، والحال أنها دائماً وفي هذه المرحلة تحديداً يجب أن تؤدي دور التنبيه والتثقيف، فالضرورة تقدر بقدرها دون مبالغة، فلا إفراط ولا تفريط، على حد تعبيره.
يذكر أن الحد من انتشار الفيروس، ألجأ العديد من المؤسسات إلى إغلاق أبوابها، كما ألغيت مؤتمرات وفعاليات.
لكن هناك حلولاً افتراضية تبدو في طريقها إلى التنفيذ، بما أن أشكال الحجر الصحي تتصاعد، للمصابين بالمرض أو المشتبه بهم، أو وقائياً إلى أن يستتب الوضع، كالمؤتمرات والتدريس عن بعد، أو إقامة فعاليات ثقافية باستخدام مواقع التواصل الاجتماعي، أو تفعيل المعارض والمتاحف الافتراضية.
نموذج نيوتن
تورد صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية تجربة العالم الإنكليزي إسحاق نيوتن وهو من أبرز العلماء مساهمة في الفيزياء والرياضيات عبر العصور، حين عمل من بيته وهو في أوائل العشرينيات من عمره عندما ضرب الطاعون لندن في منتصف القرن السابع عشر.
في عام 1665، كانت نسخة من "التباعد الاجتماعي" أداة الوقاية العامة. وأرسلت كامبريدج الطلاب إلى المنازل لمواصلة دراستهم، ومنهم نيوتن الذي ازدهر على ما يبدو، وأصبح يشار إلى السنة التي قضاها بعيداً في وقت لاحق باسم annus mirabilis ، "عام العجائب"، نظراً للمنجزات العلمية الكبيرة التي قدمها، في بيته وفي حديقته الخاصة.
النصائح العملية
* ارتداء الملابس الرسمية كل يوم. إذ إن البقاء في ملابس النوم، رغم كونه مريحاً فإنه سيشعرك بالكسل والنعاس.
* اخلق مساحة مخصصة للعمل داخل المنزل، حتى لو بشكل مؤقت. وحاول الحفاظ على روتين يومك كما كان في المكتب.
* استخدم التقنيات ذاتها التي كنت تستخدمها في المكتب. على سبيل المثال إن كنت تملك شاشتي كومبيوتر للعمل، انقلهما معك إلى البيت.
* نظراً إلى أن أدوات الراحة، كالكرسي الموجود في المكتب قد لا تكون متوافرة في البيت، حاول أن تأخذ استراحات لتليين جسدك.
* لعل العامل الأهم هو وجود إنترنت سريع لديك في البيت، كي لا تواجه عوائق في العمل.
* حاول استخدام سماعات عازلة للصوت، عند المشاركة في اجتماعات عبر تطبيقات الاجتماعات الجماعية.